المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما قيل عن فضل اللحم



D-sabry
07-23-2009, 09:22 AM
من مخطوطة نزهة النفوس وَالأفكار في خواصّ النبات والحَيوان والأحجار‏
ما قيل عن فضل اللحم:‏
يبدأزين الدين الحديث عن اللحم في الضأن فيقول: "اللحم جمعه لحام ولحمان ولحوم. قال تعالى: (وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون((14 )، وفي حديث للرسول ( قال: [فضل عائشةعلى سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام">(15)، فالثريد المرق. وكل طعام أفضل من مرقه. وروي عن الرسول ( أنه قال: [سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم">(16). وفي حديث آخر ما دعي ( إلى لحم إلا أجاب ولا أهدي إليه لحم إلاقبله(17 )، وعن ابن عباس قال: كان أحب الطعام إلى رسول ( الثريد واللحم (18). والثريد من الحيس، والحيس طعام يتخذ من السمن والأقط. وفي الصحيحين حديث عن أنسقال: إن رجالاً اجتمعوا وقرروا أن يذهبوا ومن جملة ما قالوا اعتزال النساء وقيام الليل وصوم الدهر وعدم أكل اللحم. فعلم ( فقال: [... وآكل اللحم فمن رغب عن سنتيفليس مني">. (19)، وعن علي رضي الله عنه قال: "كلوا اللحم فإنه يصفي اللون ويخمص البطن ويحسن الخلق"، وقال محمد بن واسع أكل اللحم يزيد في البصر. وقال محمد بن شهاب: يزيد سبعين قوة، وقال نافع. كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا كان رمضان لم يفته اللحم، وإذا سافر لم يفته أكل اللحم. يعني للمحفاظة على بقاء القوة والصحة وللتقوي على العبادة. واختلف العلماء في فضليته على الخبز. وقال ابن مفلح: ويتوجهأن اللحم أفضل لأنه طعام أهل الجنة، ولقوله تعالى: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير((20)، لأنه أشبه بجوهر المعدن. فاللحم سيد الأدم والخبز أفضل القوت.‏
*فضائل لحوم الحيوانات: ‏
ينتقل زين الدين ابن داود بعد تلك الاستهلالة العطرة للحديث عن خصائص لحوم الحيوانات وفضائلها فيقول: "ولحوم الحيوانات التي لها فضل جرارة بالطبع (أي تمتلك خاصيةالاجت رار)(11)، ليست تغذو البدن فقط بل تسخنه مع ذلك والتي لها فضل يبس تجففه. (وهي أن الحيوانات الهرمة ذات لحوم قاسية جافة)(22)، والأهلي أرطب من البري. (نظراً إلى حياة الدعة والاستقرار وقلة الجري والعدو التي تسبب صرف الطاقة فتسوء نوعية اللحم)(23) ، ولحم الضأن أفضل لحوم المواشي حار في الدرجة الثانية رطب في الأولى. (إن هذا التعميم الذي يطلقه ابن داود زين الدين مق*** في بلاد المشرق العربي عامةلأن سلالات الأغنام الموجودة في تلك المناطق ذات ألية ولذلك تمتاز بانفصال الدهن عنالهبر وتجميعه في منطقة محددة. وتعطي هذه الميزة نكهة جيدة للحم تستطيبها شعوب المشرق العربي. أما في البلدان و المناطق الأخرى فإن أذواق الشعوب تتفاوت في استهلاكها للحم الأغنام. فأوروبا مثلاً تفضل لحوم الخنازير بالدرجة الأولى ثم لحوم الأبقار فلحوم الأغنام. أما في أمريكا فإن اللحم المفضل هو لحم الأبقار بالدرجة الأولى نظراً إلى وجود سلالات متخصصة وراثياً في إنتاج اللحم المرمري الممتاز)(2 4)،ويتابع ابن داود فيقول: "قال ابن سينا اللحوم الفاضلة هي لحوم الضأن وهو مع حرارتهلطيف وهو غذاء مقو للبدن ومولد دماً صالحاً لمن أجاد هضمه ويمنع المرة السوداءويز يد في المني ويحد الذهن ويقوي الحفظ وينفع من السموم". (وفي الحقيقة فإن القيمةالغذ ائية والحيوية للحم تتوقف على مقدار ما يحتويه من المواد الغذائية الضروريةلل إنسان لكي ينمو ويجدد الخلايا ويرمم التالف منها. فاللحم يحتوي على الدهون والبروتينا ت والشعريات والأملاح المعدنية والفيتامين ات وجميع المواد الضرورية للجسم بكميات كافية. والبروتين في اللحم بصورة خاصة عالي القيمة الغذائية لاحتوائه على جميع الأحماض الأمينية الضرورية للجسم وعلى مركبات الميوجين والميوجلوب ين والالاستين والكولاجين وغيرها).(2 5).‏
*تأثير الجنس والنوع على اللحم:‏
يقول ابن داود: "لحم الذكر أفضل لاسيما الخصي فإنه أخف وألذ وأعون على الباه". (ولاشك أن لحم الذكور أفضل نظراً لكثرة ترسب الهبر وقلة الدهن بفضل امتلاك الذكور لهرموناتال ذكورة التستسترون والأندروجي ن. ويبدو أن الذوق العام لمجموع الشعب العربي فيما يتعلق بلحوم الذكور قد بقي ثابتاً على حاله عبر الأجيال والسنين. إذ نجد في عصرناهذا أن المجتمع يفضل لحوم الذكور على لحوم الإناث أيضاً. أما فيما يتعلق بموضوع الخصي فإن إجراء عملية الخصي قبل النضج الجنسي يعطي اللحم نكهة ألذ وعصيرية أعلى بفضل ارتفاع مستوى هرمونات الأنوثة الأستروجين والبروجستر ون. أما إذا جرى خصي الذكور بعد النضج الجنسي فإن اللحم يصبح رطباً أكثر وتزداد فيه الدهون)

D-sabry
07-23-2009, 09:24 AM
ويتابع زين الدين هذا العرض الجميل فيقول: "ولحم الخرفان تالٍ للحم الأجدية في الجودة وأسخن وأرطب من النعاج. لكنه أغلظ وأكثرفضولا ً من لحم الأجدية". (في الحقيقة أن لحم الجدايا أفضل خاصة في مرحلة الرضاعة وما بعدها بقليل. أما فيما بعد هذه المرحلة فإن الأفضلية تعود إلى لحم الخرفان لأن وجود الالية يعطي اللحم ميزة تفوق لحم الجدايا التي تفتقر إلى الالية)(27 )، "وإذاكان مشوياً أضر بالقولج ويصلحه السكر. ولحوم النعاج أكثر فضولاً وأردأ خلطاً من الخرفان". (وهذا طبيعي لأن لحم النعاج يمتلك خاصيتين غير مرغوبتين من وجهة نظرالشرقي ـ الأولى أنه لحم إناث، والثانية أن النعاج بالغة كبيرة في السن. لذلك تكون لحومها أكثر دهناً وأردأ نوعية، وأقل سعراً في سوق القصابين)( 28).‏
"واللحم الأحمر من الحيوان السمين أخف وأقل فضولاً وأجود غذاءً، لكنه أبطأ نزولاً. وقيل أجوده المتوسط بين السمين والهزيل،وأ فضله وأمرأه العائذ بالعظم". (إن هذا الشرح يدل على فهم عميق بخصائص اللحم ومطابقتها لأذواق الناس. فاللحم المتوسط في درجة السمنة يعتبر الأفضل بالمقارنة مع لحوم الحيوانات السمينة الكثيرة الدهن المترهلة اللحم والحيوانات العجفاء الهزيلة التي لا تكسب هبراً ولا تنزّ دهناً)(29) .‏
"ووسط العضل أنقى اللحم من العيب وأبعد اللحمان عن التعفن أقلها دهناً. والسمين أرطب من الأحمر وسريع الاستحالة إلى الدخانية والمرار، والبعيد العهد بالذبح أسرع انهضاماً من الطري". (وهذا صحيح تماماً. لأن من الضروري جداً أن يمر 24 ساعة على الأقل منذبح الحيوانات لأن ذلك يجعل اللحم أكثر نضجاً خاصة إذا وضعت الذبائح في أمكنة مبردة (0 ـ 4م)، حيث يستمر السكر الحيواني (الغليكوجي ن) بالتحليل البطيء حتى يصل إلى جزيئات السكر (الجلوكوز) ، وتتحلل أحماض اللبن المتركزة في العضلات ويصبح اللحم أكثرحلاوة. ومن هذا المنطلق يُحتفظ بالذبائح يوماً كاملاً في برادات المجازر الفنية ثمتسلم إلى أصحابها).( 30).‏
"إلاأن القريب العهد أوفق لأصحاب المعدة الحارة. وهو من أغذية الأصحاء".‏
*خصائص أقسام الذبيحة:‏
ينتقل زين العابدين ابن داود للحديث عن تقسيم الذبيحة فيقول: "والمقدم أفضل من المؤخر. وكان أحب الشاة إلى رسول الله ( مقدمها، رواه الجوزي(31) ، فكلما علا من الحيوان كان أجود خلا الرأس. ولحم العنق جيد لذيذ الانهضام. ولحم الذراع خفيف". (إن تقسيم أجزاءالذبي حة في الحيوان يختلف في التفضيل بين شعب وآخر ومنطقة وأخرى. إلا أن من المعروف لدى القصابين أن توزيع أجزاء الذبيحة على الزبائن يتوقف على نوع الطعام الذي سيعدّمع اللحم. ووفقاً لكل طبق من الطعام ينتخب له جزء من الذبيحة). (32).‏
عن أبي هريرة قال: "أتي رسول الله ( بلحم فرفع إليه الذراع فنهش منه". (33)، ولحم الظهر كثير الغذاء يولد دماً محموداً، وعن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله ( "أطيب اللحم لحم الظهر"(34)، ولحم الضأن أكثر غذاء من المعز وأكثر إسخاناً وترطيباً وفضولاً، وأوفق لذوي الأمزجة المايلة عن الاعتدال إلى برودة، ومن يعتريهم الرياح،وفي الأزمان والبلدان الباردة ولمن يكد ويرتاض ويحتاج إلى قوة وجلد، والدم المتولدعنه أميز وألزج وأسخن من المتولد من لحوم المعز

D-sabry
07-23-2009, 09:27 AM
صفات اللحم في أطباق الطعام:‏
يتابع زين الدين الكلام فيقول: "واللحم المطبوخ أنفع وأرطب وأخف على المعدة من الشواء والمطجن"، (وهذا صحيح لأن طهي اللحم في المرق يزيد من نضجه ويحلل كثيراً من المركبات البروتينية المعقدة الهضم كالآلانين والالاستين والغضاريف والأربطة وغيرها. أما في عملية الشواء فإن النار لا تنضج من اللحم سوى الأجزاء الظاهرة فقط وتبقى بقية المركبات والأجزاء الباطنة دون طهي أو إنضاج فيصعب هضمها في المعدة)(35 ). "وينبغي لمن أ كل لحم الضأن أن يأكل عليه كل ما يبرد. ويكثر من أكل الفواكه المزة والحامضة ويقل عليه أكل الحلوى. (حتى لا يعسر هضم اللحم). "والشواءمن أغذية الأقوياء والمرتاضين . وأنفعه شواء الضأن الحولي ثم العجل السمين وذلك سنة إبرهيم عليه السلام. قال تعالى: (فما لبث أن جاء بعجل حنيذ(. (36). يعني المشوي على الرضف وهي الحجارة المحماة. وعن عبد الله بن حارث قال: "أكلنا مع رسول الله ( فيالمسجد لحماً قد شوي"(37)، وهو يقوي البدن ويغذوه بسرعة ويصلح لمن استفرغ بدنه والمشوي على الجمر خير من المشوي على اللهب وأردأه المشوي في الشمس. وينبغي أن يتركمكشوفا ً بعد إخراجه ولا يغم فتحدث منه أمراض. (وهذا طبيعي فإن تغطية اللحم المشوي فترة ط***ة تتسبب في فساده وتكاثر الجراثيم فيه). وهو عسر الهضم لا تستمريه إلا المعدة الحارة القوية. ولا ينبغي أن يؤخذ على طعام ولا يؤخذ معه غيره. ومطجن اللحم ومشويه أيبس من المطبوخ بالمرق. وغذاء المطجن رديء يصلح لمن تجشأ جشاءً حامضاً. وأما القديد فإنه أنفع من الالية المكسودة حار يابس أجوده السمين يقوي الأبدان الرطبة الرهلة. ومن حديث بلال رضي الله عنه قال: "ذبحت لرسول الله ( شاة ونحن مسافرون فقال: أصلح لحمها فلم أزل أطعمه منها إلى المدينة".(38). ومن حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: "لقد كنا نرفع الكراع فيأكله رسول الله ( بعد خمسة عشر يوماً من الأضاحي".(39)، وقال الأطباء والقديد يناسب اللحم الطري الذي عمل منه إلا أنالتمليح يزيده فضل يبس وحرارة وطول انهضام، ويزيده مع ذلك كيفية أخرى بحسب الأباريز (أي التوابل) التي طرحت عليه. فإن كانت شديدة الحرارة كان أزيد حرارة وإن نقع في الخل قبل ذلك كان أقل حرارة وأسرع هضماً وألطف. وينفع المستسقي المنهزل. وهو بالجملة قليل الغذاء بالإضافة إلى اللحم الطري، لكن ادمانه يورث الحكة والجرب ويجعل الدم سوداوياً غليظاً، لاسيما إذا كان يفعل ذلك من لحوم الصيد. وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: أكل القديد اليابس بالليلة معين على الغثا وإصلاحه بأن يطال نقعه في الماء ثم يطبخ في البقول اللزجة كالاسفاناخ وغيره. ويطرح عليه من الشحوم الطرية والأدهان كالسيرج ودهن اللوز والسمن واللبن وغير ذلك.‏
*لحومالأجن ِّة:‏
"وأمالحوم الأجنِّة فغير محمودة ويجوز أكلها بغير تزكية كما روي من حديث للترمذي "ذكاةالجنين ذكاة أمه"(40)، ومنع أهل العراق أكله إلا أن يدرك حياً فيذكى. وأما لحمالهرم فرديء. ولا يجمع بين لحم وسمك ولا طري وقديد ولا يشرب الماء عقيب أكل اللحم المشوي فإنه يضعف المعدة". (لاشك أن لحوم الحيوانات البالغة الهرمة سيئة الطعم والنوعية، نظراً لأن كبر الحيوانات في السن يسبب قساوة اللحم وقلة العصيرية وصعوبة الهضم). (41).‏
*ماءاللحم (المرق):‏
يقول ابن داود واصفاً ماء اللحم "إنه يدخل في علاج ضعف القلب وهو ما يخرجه الطبخ من اللحم المدقوق حتى يسيل منه في القدر وينغلي ثم يصفى ويشرب. وأحمده في ذلك لحوم الحولي من الضأن والثني وبعده لحم الخرفان والجدايا. وماء لحم الضأن المحرق يبرئ التوثة ضماداً. وكذلك ينفع للبهق والقوابي ونهش الحيات ولذع العقارب لاسيماالخر فان. ورماد البيض منها ينفع بياض العين اكتحالاً. وإذا طبخت العظام بالخل وصب طبيخها على الرأس قطع الرعاف فقوة الحرق منها بالخل تجفف تجفيفاً كثيراً وينفع منالقروح التي في الأعضاء اليابسة المزاج مثل الذكر والانثيين ضماداً. (من المعلوم أنما يصفه زين الدين من طبخ العظام بالخل صحيح علمياً. لأن الخل يتفاعل مع الكالسيوم والفوسفور الموجودين في العظام وتتشكل مركبات خلات الكالسيوم والفوسفور التي تساعدفي وقف الرعاف). (47)، وإذا سحقت وعجنت بماء الشعير وطلي بها آثار الجدري وغيره أذهبها. وليست إدامة أكل اللحم من هدي النبي ( ولا من طريقة أصحابه.‏
وقد روى الأمام مالك في الموطأ أن عمر بن الخطاب قال: "إياكم واللحم فإن له ضراوة كضراوة الخمر، وإن الله يبغض أهل البيت اللحمين". قال العلماء وهم الذين يكثرون أكل اللحم ويدمنونه. وكان عمر رضي الله عنه يتعاهد المجزرة فمن رآه يشريه أياماً متوالية علاه بالدرة. وقال الإمام أحمد أكره إدمان اللحم وقيل له في كم يأكل الرجل اللحم قال في أربعين يوماً. قال بعضهم ولعل مراده أكل ما ينبغي تركه أو مالم يحتج إليه. وقال بقراط لا تجعلوا أجوافكم مقبرة للحيوان. يعني إدمانه. وقال الأطباءالل حوم لا تصلح للمقلي وإدمانه يورث أمراضاً دموية وامتلائية والحميات الحادة ولايؤكل الميِّت ولا المهزول ولا ما ولد في أقل من شهر وما ضربه سبع والمريض والغريق. وقال بعضهم أكل اللحم بائتاً من مواد الأسقام.‏
وأماالرؤوس فيقال إنها فاكهة اللحم وأجودها من حيوان معتدل الرطوبة، وهي رطبة ورؤوس الضأن أرطب من رؤوس المعز، والرأس كثير الغذاء مسخن مقو للبدن الضعيف إذا انهضم زائد في المني ولحم العينين أسرع نزولاً فتؤكل باللحم الكثير وأغذى مافيه لحم الخدين لأنه مركب من لحم رخو وعروق وعضل وجلد رطب سريع الانهضام معتدل الغذاءوإدم ان أكله يثقل الرأس الضعيف المرتعش ويضعف البصر ويسرع نزول الماء في العين لكنقد يتولد عن أكل الرؤوس في البدن حمى وقولنج شديد وأكثر ما يتولد ذلك من الجلود والغضاريف التي فيه كما على الخدين والأذنين والنحف من الجلود والغلصمة والمنخرين، والامتلاء منه يعرض ضيق التنفس والقيء وغير ذلك". وهنا أحب أن أعلق نقطتين:‏
الأولى: إن غالبية العلماء والكتاب العرب يزجَّون في وصفاتهم وشروحاتهم دائماً أن المادة الفلانية أو الشيء الفلاني يزيد في المني ويقوي الباه. وأحسب أن اتجاههم هذا عائد إلى رغبتهم في زيادة التشويق عند قراءة مؤلفاتهم والإقبال على تطبيق وصفاتهم لعلمهم بأن هذا الموضوع أساسي ومهم في حياةالناس. والحقيقة أن هناك بعضاً من العقاقير والأعشاب والمواد والوصفات تقوي الباه لكن زيادة المني صفة ناتجة عن أمر وراثي في خلقة الكائن يختلف بين فرد وآخر. وإفرازالمن ي كإفراز أية مادة أخرى في الجسم كالمخاط أو الدمع أو حمض كلور الماء في المعدةلا يحتاج إلا إلى مواد معينة بسيطة من السكريات والأملاح وبعض الدهونوالب روتينات".(43).‏
الثانية: إن لحم الرؤوس يأتي في الدرجة الأخيرة بعد لحوم الأعضاء الأخرى لكثرة الأربطة والغضاريف والأوتار فيه وقلة العصيرية والدهن فيه. ولذلك فإن هضمه في معدة الإنسان يكون أصعب من أنواع اللحوم الأخرى(44) . "وأعطى الفرزدق لرجل درهمين يشتري له لحماً. وقال له خذ المقدم وإياك والرأس والبطنفإن الداء فيها ومن أمسك عن الشبع منه لم تعرض له تلك الأعراض وتؤكل في زمن البرد لأنها مسخَّنة. وينبغي أن تجتنب الرؤوس والكوارع في شهر أيار والصيف والبلدان الحارة ويستعمل معها الدار صيني ومضغ المصطى وإذا احتقن بطبخ رأس ضأن رطب المعاالسفل ي (الأمعاء الغليظة)، والكلى أخصب البدن وزاد في الباه. والأدمغة التي هي داخلقحوف الرأس باردة رطبة لأنها تأخذ الرطوبات التي تكون في أبدان الحيوان ولو كان الدماغ حاراً مع حرارة القلب لالتهب الحيوان. وكل واحد منها يعدل حرارة الآخر ودماغ الحيوان السمين سمين وهو في عضو رئيس فكان حكمه حكم اللحم وهو يولد غذاء بلغمياً غليظاً بطيء الانحدار عن المعدة والمعا ***طخها ويربطها ويذهب شهوة الطعام ويولددماً بارداً لزجاً والمشوي منها أبطأ نزولاً من المطبوخ وأقل تلطيخاً للمعدة وكلدماغ صار إلى المعدة غثى وهيج القيء وأفضلها أدمغة الطير وينبغي أن يؤكل بالملح المطيب بالأفاويه والنعنع والصعتر والخردل والدار صيني". (إن الدماغ كجزء من ذبيحةالحيو ان يعتبر من الأجزاء الثانوية من حيث القيمة الغذائية بعد اللحم. ولا يمكن الاعتماد عليه كغذاء أساسي للإنسان). (45).‏
"وأماالالية فمن الشحوم وهي عبارة عما ركب العجيزة من اللحم والشحم ومقصودي هنا التييكون على أبدان الحيوان ولو كان الدماغ حاراً مع حرارة القلب فإن عجز الضأن وهيحارة رطبة أحر من الشحم. ومن حديث أنس مرفوعاً: "شفاء عرق الْنسا اليه شاة أعرابيةتذا ب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم تشرب على الريق في كل يوم جزءاً". (46). ولفظة اليةعربي أسود وليس بالعظيم ولا بالصغير. فنعتّ ذلك لكثير فبرؤوا بإذن الله. وهذاالخطاب للعرب. لأن هذا المرض يعرض من يبس وقد يحدث من مادة غليظة لزجة فعلاجها بالإسهال والالية فيها الخاصيتان الإنضاج والتليين. وتعيين الشاة بالإعرابية لأنهاترعى أعشاب البر الحارة كالشيح والقيصوم ونحوها. لكن الالية أردأ من اللحم السمينرديئ ة الهضم والغذاء تفسد المعدة فتصلحها الافاويه الحارة كالزنجبيل والفلفل والدارصيني ، ويستعمل بعدها الجوارشنات وهي ضماد جيد للعصب الجاسي وتنضج الدمامل والخراجات والالية المكسودة تناسب اللحم الطري الذي تعمل منه إلا أن التمليح يزيدها فضل يبس وحرارة فهي حارة يابسة الانهضام والمكسود يولد خلطاً غليظاً مائلاً إلىالسواد ولا ينبغي لأحد أن يكثر استعماله لاسيما من الغالب على بدنه السواد ودمهغليط رديء لأنه يزيد الدماغ غلظاً ورداءة. (الالية صفة وراثية تختص بها سلالات أغنام الشرق العربي، والققفاس وإيران. وهي منطقة تتجمع فيها الدهون فتخلص الهبر مننكهة الزنخ ا لمعروفة في الأغنام العديمة الالية. وتعتبر الالية علامة على اكتنازالجس م ودرجة سمنته ومقدار التح*** الغذائي في سنوات الخير أو القحط. وفي التزاوجبين ذات الالية مع عديماتها ينتج الجيل الأول وسطاً بين الصفتين أي ذيل دهني عريض. وتتسرب في الالية الدهون الصلبة).(4 7).‏
"والثرب شحم رقيق قد غشى الكرش والمعي. وفي حديث عن أنس قال: أن يهودياً قد أضاف النبي فقدم له خبزاً واهالة سخنة(48)". والاهالة الشحم المذاب وأجود الشحم ماكان الشحم أسرع جموداً لكنه رديء الغذاء مطف للطعام فيدفع ضرره الليمون المملوح والزنجبيل. وقال بعضهم اللحم ينبت اللحم والشحم لا ينبت اللحم". (وهذا صحيح علمياً لأن اللحم يتكون من البروتينات والبروتين يضم في تركيبه الهيدروجين والأوكسجين والفحم والآزوت. بينما تفتقر الشحوم إلى الآزوت ولذلك لاتستطيع الشحوم بناء البروتينات . بينما يمكن في بعض العمليات البيوكيميا ئية أن تتحول بعض البروتينات إلى شحوم ودهون، وهذه تعتبر خسارة لدى المربين عند تسمينالحيو نات(49)". والضرع إذا كان مملوءاً لبناً فغذاؤه إذا استمرأه جيد قريب من غذاءاللحم ويغزر اللبن والمني. وهو بارد يابس للعصبية فيه وإذا لم يستحكم هضمه تولد خلط بلغمي. وينبغي أن يؤكل بالأفاويه ليسرع انهضامه عن المعدة".‏
"وأماالأكار ع فهي أطراف الأيدي والأرجل بل أطراف الأيدي يقال لها المقادم وهي أجودها صالحة للانهضام عديمة الفضول حسنة الكيموس. وقال بعضهم أطراف الحيوان لزجة عصبيةتغدو غذاءً يسيراً وتسهل الطبيعة نافعة من السعال المتولد من الحرارة وخاصة إذاطبخت مع الشعير المقشور وتلين الحلق صالحة للمحمومين ولمن يحتاج إلى غذاء قليل ولمنبه نفث الدم من أفواه البواسير وسحج الأمعاء والاغتذاء بها ينفع من شقائق الشفتين واللسان وقد ينفع بإدمان أكلها من يحتاج إلى أن ينجبر منه عضو مكسور. وقال بعضهم قليلة الغذاء والفضول وتولد دماً بارداً لزجاً وإن عملت بالأفاويه والخل قلت فضولها وبردها واندفع منها توليد القولنج الثفلي". (إن منافع الكوارع قليلة ولا تستخدم إلافي بعض الأطعمة الشعبية مع الثريد).‏
وخصى المواشي من جنس اللحم الرخو إلا أنها ليست في جودة الخلط المتولد عنها كاللحمالرخ و مثل الثديين وهي دون اللحم الرخو في سرعة الهضم وجودته وخصي الفتي من الحيوان أفضل. وأما خصى الكباش والتيوس والثيران فتأباها النفوس وهضمها عسر وخلطها رديءوأكلها مشوية ينفع من ال*** في الفراش". (تصنف الخصيتان مع الأجزاء الثانوية المأكولة من الذبيحة بعد اللحم. أي تدخل في فئة الدماغ والكبد والكليتين. ونفعهما كمادة بروتينية إنما باعتبارهما تحتويان على هرمونات الذكورة منها تأثير منشط على الحياة الجنسية(50 ).‏

NoOr♥ElbadR
07-28-2009, 02:06 PM
جـزاكـ الله خيــرا

مستر احمد يحيى
07-28-2009, 02:19 PM
بارك الله فيك دكتور صبرى

D-sabry
07-28-2009, 05:08 PM
جزاكم الله خيرا وشكرا على مروركما