المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابدأ بالسهل



دكتور محمود فتحي
01-24-2010, 08:36 AM
إبدأ بالسهل (http://www.rekaaz .com/ar/?p=928)





http://www.rekaaz .com/ar/wp-content/uploads/2008/08/10981.jpg (http://www.rekaaz .com/ar/wp-content/uploads/2008/08/10981.jpg)
كان احد سجناء الإمبراطور محكوم عليه بالاعدام ومسجون في جناح قلعه مطله على جبل ..
و هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحده .. ويروى عن الإمبراطور ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة ..
وفي تلك الليلة فوجئ السجين وهو في اشد حالات اليأس بباب الزنزانة يفتح واالإمبراط ور يدخل عليه مع حرسه ليقول له : اعرف أن موعد إعدامك غدا لكنى سأعطيك فرصه إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجوا …..هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسه إن تمكنت من العثور عليه يمكنك عن طريقه الخروج و إن لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام.. أرجو أن تكون محظوظا بما فيه الكفاية لتعرف هذا المخرج..
و بعد اخذ ورد وتأكد السجين من جديه الإمبراطور وانه لا يقول ذلك للسخريه منه
غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد أن فكوا سلاسله و تركوا السجين لكي لا يضيع عليه الوقت..
جلس السجين مذهولا فهو يعرف أن الإمبراطور صادق ، ويعرف عن لجوءه لمثل هذه الابتكارات في قضايا وحالات مماثله ولما لما يكن لديه خيار قرر انه لن يخسر من المحاولة وبدأت المحاولات و بدا يفتش في الجناح الذي سجن فيه و الذي يحتوى على عده غرف و زوايا و لاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجاده باليه على الأرض وما إن فتحها حتى وجدها تؤدى إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي ***يه درج آخر يصعد مره أخرى وبعده درج آخر يؤدى إلى درج آخر وظل يصعد ثم يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل ولكن الدرج لم ينتهِ ..
واستمر يصعد و يصعد و يصعد.. إلى أن وجد نفسه في النهاية وصل إلى برج القلعة الشاهق و الأرض لا يكاد يراها وبقي حائرا لفترة ط***ة فلم يجد أن هناك أى فرصه ليستفيد منها للهرب و عاد أدراجه حزينا منهكا و ألقى نفسه في أول بقعه يصل إليها في جناحه حائرا لكنه واثق أن الإمبراطور لا يخدعه وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ويضرب بقدمه الحائط غاضبا و إذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح فقفز و بدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه وما إن أزاحه و إذا به يجد سردابا ضيقا لا يكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف كلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه و أحس بالأمل لعلمه أن القلعة تطل على نهر بل ووجد نافذة مغلقه بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها..
استمرت محاولاته بالزحف إلى أن وجد في النهاية هذا السرداب ينتهي بنهاية مغلقه وعاد يختبر كل حجر وبقعه فيه ربما كان فيه مفتاح حجر اخر لكن كل محاولاته ضاعت سدى والليل يمضى ..
واستمر يحاول .. و يفتش .. وفي كل مره يكتشف أملا جديدا… فمره ينتهي إلى نافذة حديديه ومره إلى سرداب ط*** ذو تعرجات لا نهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة ..
وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مره من هنا ومره من هناك وكلها توحى له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل وتزيد من تحطمه ..
و أخيرا انقضت ليله السجين كلها ولاح له من خلال النافذة الشمس تطلع وهو ملقى على أرضيه السجن في غاية الإنهاك محطم الأمل من محاولاته اليائسة و أيقن أن مهلته انتهت وانه فشل في استغلال الفرصة..
ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب.. ويقول له : أراك لا زلت هنا .. ؟!!
قال السجين كنت اتوقع انك صادق معى ايها الإمبراطور .. قال له الإمبراطور : لقد كنت صادقا..
سأله السجين : لم اترك بقعه في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي .. ؟
قال له الامبراطور : لقد كان باب الزنزانة مفتوحا وغير مغلق …. !!!!