السؤال

ملخص السؤال:
فتاةٌ تعرَّفت إلى زميلٍ لها مطلقٍ، تشعر بميل تجاهه وتريده زوجًا لها، لكنه لا يشعر بها ولم يطلب منها الزواج، وتخاف أن يمر بها العمر دون أن تتزوج.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشْكُر شبكة الألوكة على المجهود الرائع التي تُقَدِّمه، فجزاكم الله خيرًا. أنا فتاةٌ في بداية العشرينيات مِن عمري، تعرَّفتُ إلى زميلٍ لي مطلقٍ، حدثتْ بينه وبين زوجته مشكلاتٌ عديدةٌ أدتْ إلى الانفصالِ، وبعد الانفصال ذكَرَها بصفاتٍ سيئةٍ، وأنها ليستْ على خُلُق، وأنَّ جسدَها به عيوبٌ، وللحقِّ لا أعرف إذا كان مظلومًا أم ظالمًا، مع العلم أن هناك أشخاصًا أكَّدوا لي حُسْن خلُقِها! أذْكُر كل هذا لأني أشعُر بميلٍ تجاه هذا الزميل، ولكني لم أُظْهِرْ أي شيءٍ مُطلقًا، ولا أعرف هل العيب مني لأني لم ألفتْ انتباهه؟ أو منه لأنه لم يشعرْ بي؟! سَمِعتُه يتحدَّث بأنه قابَلَ شخصيةً رائعةً غيرتْ نظرتَه للحياة، ولكن لا أعلم هل هذه الشخصية فتاة أو رجل؟ منذ أن سمعتُ ذلك وأنا أتخيَّل أنه يتحدَّث عن فتاةٍ، ودارتْ بي الدنيا، وشعرتُ بأنني لستُ جذَّابةً، لا له ولا لغيره؛ لأنه لم يتقدَّمْ لي إلا شخصان فقط منذ أن وصلتُ لسن الزواج! فأنا بطبيعتي فتاةٌ هادئةٌ جدًّا، ولا أتحدث كثيرًا، ومن جهةٍ أخرى أشعر بأن عقلي شِبْه فارغ، وأريد تطوير ذاتي، حتى إنهم عندما يتحدثون في السياسة تكون مشاركتي ضئيلة جدًّا؛ لأنني لا أُحِبُّ السياسة. أريد أن يكون عقلي متفتِّحًا، فماذا أفعل لأتخلَّص من هذا الشعور تجاه هذا الزميل؟ علمًا بأنه لم يُظْهِرْ أي شيء تجاهي، ويتعامَل معي بكل أدبٍ واحترامٍ؛ لأنني - والحمد لله - أجبرتُ مَن حولي على التعامل معي باحترام؛ تجنُّبًا لأي شبُهات. أمرٌ آخر أخاف منه، وهو: أنا أدعو كثيرًا أن يكون هذا الزميل زوجًا لي، فهل إذا رغِب هذا الزميلُ في الارتباط بي - هل سيكون زوجًا صالحًا بعد الزواج؟ أنا أسأل هذا السؤال بسبب ما ذكر به زوجته الأولى، ومحاولة تشويه صورتها، أعلم جيدًا أنه يجب أن يكونَ الزوجُ أمينًا على زوجته وبيتِه؛ حتى أثناء حدوث المشاكل بينهما. أصبحتُ مُشوَّشَةً ، وأريد أن أتخلَّص مِن شعوري تجاهه تمامًا؟ فهل سيأتيني الرجلُ المناسبُ الذى يُقَدِّرني ويحبني؟ وماذا أفعل إذا ارتبط زميلي بفتاة أخرى؟
وجزاكم الله خيرًا
الجواب

بدايةً نُرَحِّب بك أختي الحبيبة، ونشكرك على اختيار شبكة الألوكة، كما أُحَيِّي فيك حماستك ودافعيتك نحو التغيير للأفضل والرغبة في تثقيف نفسك. ومما لا شك فيه أنَّ القراءةَ لها دورٌ مهمٌّ في تثقيف الإنسان؛ فالإنسانُ عندما يقرأ يُضيف عقلَ وخبرة الكاتب إلى عقله، فيكون كمَن أضاف عمرًا إلى عمره، وقد صدق الشاعر عندما قال:
النحلُ لما جنى مِن كلِّ فاكهةٍ
حوى لنا جوهرَيْنِ: الشمعَ والعسلَا

فالشمعُ نورٌ مضيءٌ يُستضاءُ به
والشهدُ يُبْرِي لنا الأسقامَ والعِلَلا
اعلمي - أختي العزيزة - أنَّ الثقافةَ هي الأخْذ مِن كلِّ شيءٍ بطرفٍ، فالإنسانُ بحاجةٍ إلى معرفة شيءٍ عن كلِّ شيءٍ، وينبغي أن تكونَ هذه الثقافةُ الواسعةُ بجانب تخصصك في مجال عملك وبجانب العلم الشرعي، خصوصًا في المجالات التي لا بُدَّ أن يتعلَّمَها كلُّ واحدٍ منا - مِن عقيدةٍ وعباداتٍ ومُعامَلات ٍ - وهناك دورةُ النجاح في الحياة (للشيخ العريفي)، وهي دورةٌ تُساعدك على تطوير ذاتك. لفت نظَري في رسالتك جملة: (شعرتُ بأني لستُ جذَّابةً، لا له ولا لغيره؛ لأنه لم يتقدمْ لي إلا شخصان فقط، منذ أن وصلتُ لسِنِّ الزواج!)، وأُحِبُّ أن أخبرك هنا بأنَّ هذا رزقٌ، ولعل عدمَ زواجك إلى الآن فيه كلُّ الخير لك، فلا أحد يعلم الخير إلا الله - سبحانه وتعالى - كما أنك ما زلتِ صغيرةً، ولكني أريد أن أُنَوِّه هنا إلى أنك في حاجةٍ لزيادة ثقتك بنفسك، وهناك عدة طرُقٍ لذلك؛ منها: الالتزام بالدعاء، خصوصًا في أوقات الاستجابة. تأدية الفرائض والنوافل؛ حيث إنها تخلُق الثبات والطمأنينة والتفاؤُل. لا تسمحي للوهم والوهَن بأن يُخَلْخِلَ ا عزيمتك. اشغلي نفسك بالتفكير النافع والإيجابي؛ حتى لا تدَعي الفرصة للتفكير السلبي والهدَّام. استعيذي بالله دائمًا مِن الشيطان الرجيم؛ فهو دائمًا حريصٌ على أن يحزنَ المسلم. أعيدي تنظيم وقتك (نزهات وزيارات أقارب وأصدقاء - وقت للقراءة - وقت للعبادة - وآخر لممارسة هواياتك). ((احرصْ على ما ينفعك، واستَعِنْ بالله ولا تعجزْ))؛ كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم. وأخيرًا فيما يتعلق بهذا الزميل، فيجب أن تكونَ علاقتك به في حدودِ ما يتعلق بالعمل فقط، ولا يكون هناك تجاوزٌ، وثِقي بأنه ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]، وسيرزقك من حيثُ لا تحتسبين، ولو تقدَّم لك وقتها ستتحرين أنت وأهلك منه ومن زوجته السابقة عن الأسباب الحقيقية وراء الانفصال، وعليه سيكون القرارُ أكثر وضوحًا، مع تحفظنا على ذِكْر عيوب زوجته - غفر الله لنا وله - ودائما كُوني حسَنةَ الظنِّ بالله بأنه مُدَّخِر لك الأفضل في الوقت الذي يريد سبحانه، وسيأتيك مَن يُقدِّرك ويحبك - إن شاء الله.
حفظك الله وجميع بنات وشباب المسلمين
ودمتِ في رعاية الله وعونِه