سلسلة الأحاديث الضعيفة(ال الباني)
الدنيا خطوة رجل مؤمن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 104 ) :
$لا أصل له .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " ( 1 / 196 ) : لا يعرف عن النبي
صلى الله عليه وسلم و لا عن غيره من سلف الأمة و لا أئمتها .
و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعات " برقم ( 1187 )
" الدنيا حرام على أهل الآخرة , و الآخرة حرام على أهل الدنيا , و الدنيا
و الآخرة حرام على أهل الله " .3
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 105 ) :
$ موضوع .
و هو من الأحاديث التي شوه بمثلها السيوطي " الجامع الصغير " و عزاه للديلمى في
" مسند الفردوس " عن # ابن عباس# و قد تعقبه المناوي بقوله : و فيه جبلة بن
سليمان أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال ابن معين : ليس بثقة .
قلت : حري بمن روى هذا الخبر أن يكون غير ثقة , بل هو كذاب أشر , فإنه خبر باطل لا يشك في ذلك مؤمن عاقل , إذ كيف يحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم على المؤمنين أهل الآخرة ما أباحه الله تعالى لهم من التمتع بالدنيا و طيباتها كما
في قوله عز وجل *( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )* و قوله : *( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق , قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا , خالصة يوم القيامة )* .
ثم كيف يجوز أن يقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم الدنيا و الآخرة
معا على أهل الله تعالى و ما أهل الله إلا أهل القرآن القائمين به و العاملين
بأحكامه , و ما الآخرة إلا جنة أو نار , فتحريم النار على أهل الله مما أخبر
به الله تعالى , كما أنه تعالى أوجب الجنة للمؤمنين به , فكيف يقول هذا الكذاب
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم عليهم الآخرة و فيها الجنة التي وعد
المتقون , و فيها أعز شيء عليهم و هي رؤية الله تعالى كما قال سبحانه *( وجوه
يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )* و هل ذلك إلا في الآخرة ? و قال صلى الله عليه
وسلم : " إذا دخل أهل الجنة الجنة , يقول الله تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ?
فيقولون : ألم تبيض وجوهنا , ألم تدخلنا الجنة و تنجينا من النار ? قال : فيكشف
الحجاب , فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ثم تلا هذه الآية
*( للذين أحسنوا الحسنى و زيادة )* " رواه مسلم و غيره .
و الذي أراه إن واضع هذا الحديث هو رجل صوفى جاهل أراد أن يبث في المسلمين بعض عقائد المتصوفة الباطلة التي منها تحريم ما أحل الله بدعوى تهذيب النفس , كأن ما جاء به الشارع الحكيم غير كاف في ذلك حتى جاء هؤلاء يستدركون على خالقهم سبحانه و تعالى !
و من شاء أن يطلع على ما أشرنا إليه من التحريم فليراجع كتاب " تلبيس إبليس "
للحافظ أبي الفرج بن الجوزي ير العجب العجاب .
ثم وقفت على إسناد الديلمي في " مسنده " ( 2 / 148 ) فرأيته قد أخرجه من طريق عبد الملك بن عبد الغفار : حدثنا جعفر بن محمد الأبهري : حدثنا أبو سعيد القاسم ابن علقمة الأبهري : حدثنا الحسن بن على بن نصر الطوسي : حدثنا محمد بن حرب حدثنا جبلة بن سليمان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا .
أقول : فإن لم تكن العلة من جبلة أو عنعنة ابن جريج فهي من أحد الثلاثة الذين
دون الطوسي فإني لم أعرفهم , والله أعلم .
" الدنيا ضرة الآخرة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 106 ) :
$ لا أصل له .
عن النبي صلى الله عليه وسلم , كما في " الكشف " و غيره , و إنما يروى من كلام
عيسى عليه السلام نحوه .
" احذروا الدنيا فإنها أسحر من هاروت و ماروت " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 106 ) :
$ منكر لا أصل له .
قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 177 ) : رواه ابن أبي الدنيا و البيهقي
في " الشعب " من طريقه من رواية # أبي الدرداء الرهاوي مرسلا #, و قال
البيهقي : أن بعضهم قال : عن أبي الدرداء عن رجل من الصحابة قال الذهبي : لا
يدرى من أبو الدرداء , قال و هذا منكر لا أصل له .
قلت : و قد أقره الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان " ( 6 / 375 ) .
و من ظن أن أبا الدرداء هذا هو الصحابي فقد أخطأ , و عليه جرى فيما يظهر
السيوطي في " الجامع " و في " الدر المنثور " ( 1 / 100 ) حيث قال : عن
أبي الدرداء فأطلقه و لم يقيده , و تبعه في ذلك المناوي حيث لم يتعبه بشيء في
" الفيض " و إنما قال : و لم يرمز له بشيء , و هو ضعيف لأن فيه هشام بن عمار
الأصل كمال و هو تحريف .
قال الذهبي : قال أبو حاتم : صدوق و قد تغير , و كان كلما لقن يتلقن .
و قال أبو داود : حدث بأرجح من أربع مئة حديث لا أصل لها .
و هذا الإعلال فيه نظر , فإن للحديث طريقين عن أبي الدرداء كما يستفاد من "
اللسان " , فالعلة الحقيقية هي جهالة أبي الدرداء هذا و رواه ابن عساكر ( 2 /
333 / 2 ) من قول أرطاة بن المنذر فالظاهر أنه من الإسرائيلي ات .
تنبيه : كنت قد خرجت الحديث مسلما بما قاله الحافظ معزوا لابن أبى الدنيا و
البيهقى ثم طبع الكتابان و الحمد لله , و وقفت على إسناده و قول البيهقى عقبه :
إن فيه علة أخرى , و إنه ليس له طريق أخرى خلافا لقول الحافظ , فرأيت أنه لابد
لى من بيان ذلك , فأقول :
1 ـ أما العلة فتتبين بعد سوق السند , فقال ابن أبى الدنيا فى " ذم الدنيا "
( 54/132 ) ـ و من طريقه البيهقى فى " شعب الإيمان " ( 7/339/10504 ) ـ : حدثنى
أبو حاتم الرازى : حدثنا هشام بن عمار : حدثنا صدقة ـ يعنى : ابن خالد ـ عن
عتبة بن أبى حكيم : حدثنا أبو الدرداء الرهاوى .....
و قال البيهقى : و قال غيره عن هشام بإسناده عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم .
قلت : فالعلة عتبة هذا , فقد قال الحافظ : " صدوق يخطئ كثيرا " .
2 ـ و أما الطريق فقد قال الذهبى فى " الميزان " : " أبو الدرداء الرهاوى عن
رجل له صحبة بحديث : " اتقوا الدنيا .... " لا يدرى من ذا , و الخبر منكر لا
أصل له " .
فقال الحافظ عقبه : " أخرجه البيهقى فى " الشعب " من ر****ه عن أبى الدرداء به
, و أخرجه أيضا من طريق أخرى عن أبى الدرداء مرسلا , و هو عند ابن أبى الدنيا
فى " ذم الدنيا " من هذا الوجه " .
قلت : إذا تأملت الإسناد المذكور من رواية ابن أبى الدنيا و البيهقى علمت أنها
ليست طريقا أخرى , و إنما هى الأولى عن أبى الدرداء الرهاوى مرسلا , فهو من
أوهام الحافظ رحمه الله , و يؤكد ذلك قول البيهقى المتقدم : " و قال غيره : عن
هشام ..... " إلخ , و من الواضح أنه يعنى بضمير ( غيره ) أبا حاتم الرازى ,
فهذه طريق أخرى مع كونها معلقة , و لكنها عن هشام و ليست عن أبى الدرداء كما وهم الحافظ , فالطريق عنه فى الحقيقة واحدة , غاية ما فى الأمر أن أبا حاتم
الحافظ رواه عن هشام بإسناده الضعيف عنه مرسلا , و رواه غيره ـ و هو مجهول
عنه عن أبى الدرداء عن الصحابى , و المرسل هو الصحيح على ضعفه , فهذا ما لزم
بيانه . اهـ .
" من أذن فليقم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 108 ) :
$ لا أصل له بهذا اللفظ
و إنما روى بلفظ : " من أذن فهو يقيم " رواه أبو داود و الترمذي و أبو نعيم في
" أخبار أصبهان " ( 1 / 265 - 266 ) و ابن عساكر ( 9 / 466 - 467 ) و غيرهم من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقى عن زياد بن نعيم الحضرمي عن # زياد بن حارث الصدائي #مرفوعا .
و هذا سند ضعيف من أجل الإفريقى هذا , قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف في حفظه , و ضعفه الترمذي فقال عقب الحديث : إنما نعرفه من حديث الإفريقى , و هو ضعيف عند أهل الحديث , و ضعف الحديث أيضا البغوي في " شرح السنة " ( 2 / 302 )و ارتضاه الإمام النووي " المجموع " ( 3 / 121 ) و أشار لتضعيفه البيهقي في " سننه الكبرى " ( 1 / 400 ) .
و أما قول ابن عساكر : هذا حديث حسن فلعله يعني حسن المعنى .
و قد ذهب إلى توثيق الإفريقى المذكور بعض الفضلاء المعاصرين و بناء عليه ذهب
إلى أن حديثه هذا صحيح ? و ذلك ذهول منه عن قاعدة الجرح مقدم على التعديل إذا تبين سبب الجرح , و هو بين هنا و هو سوء الحفظ , و قد أنكر عليه هذا الحديث و غيره سفيان الثوري .
و روى الحديث عن # ابن عمر #و لكنه ضعيف أيضا , رواه عبد بن حميد في " المنتخب من مسنده " ( 88 / 2 ) و أبو أمية الطرسوسي في " مسند ابن عمر " ( 202 / 1 )
و ابن حبان في الضعفاء ( 1 / 324 ) و البيهقي و الطبراني ( 3 / 27 / 2 )
و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 150 )
و ضعفه البيهقي أيضا فقال : تفرد به سعيد بن راشد و هو ضعيف و كذا قال الحافظ ابن حجر في " التلخيص " ( 3 / 10 ) قال : و ضعف حديثه هذا أبو حاتم الرازي و ابن حبان في الضعفاء .
و عنه رواه شيخ الإسلام ابن تيمية في " أربعون حديثا " ( ص 24 ) .
قلت : و نص كلام أبي حاتم كما في " علل الحديث " لابنه قال ( رقم 326 ) :
و قال أبي : هذا حديث منكر , و سعيد ضعيف الحديث , و قال مرة : متروك الحديث .
و قد بسطت الكلام على ضعف هذا الحديث في كتابي " ضعيف سنن أبي داود "
( رقم 83 ) .
و أما قول العقيلي عقب حديث ابن عمر : و قد روي هذا المتن بغير هذا الإسناد من وجه صالح , فإن أراد طريق الإفريقى فهو غير مسلم لما عرفت من ضعفه , و العقيلي نفسه أورده في " الضعفاء " ( 232 ) , و إن أراد طريقا ثالثا فلم أعرفه .
و رواه ابن عدي ( 295 / 1 ) من حديث ابن عباس , و فيه محمد بن الفضل بن عطية و هو متهم بالكذب كما تقدم و قال ابن عدي : عامة حديثه لا يتابعه الثقات عليه .
و من آثار هذا الحديث السيئة أنه سبب لإثارة النزاع بين المصلين كما وقع ذلك
غيرما مرة , و ذلك حين يتأخر المؤذن عن دخول المسجد لعذر , و يريد بعض الحاضرين أن يقيم الصلاة , فما يكون من أحدهم إلا أن يعترض عليه محتجا بهذا الحديث , و لم يدر المسكين أنه حديث ضعيف لا يجوز نسبته إليه صلى الله عليه وسلم فضلا عن أن يمنع به الناس من المبادرة إلى طاعة الله تعالى , ألا و هي إقامة الصلاة .
" حب الوطن من الإيمان " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 110 ) :
$ موضوع .
كما قال الصغاني ( ص 7 ) و غيره .
و معناه غير مستقيم إذ إن حب الوطن كحب النفس و المال و نحوه , كل ذلك غريزي في
الإنسان لا يمدح بحبه و لا هو من لوازم الإيمان , ألا ترى أن الناس كلهم
مشتركون في هذا الحب لا فرق في ذلك بين مؤمنهم و كافرهم ? .
" يأتي على الناس زمان هم فيه ذئاب , فمن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 111 ) :
$ ضعيف جدا
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 80 ) من طريق الدارقطني بسنده إلى
زياد بن أبي زياد الجصاص , حدثنا # أنس بن مالك # مرفوعا و قال : قال
الدارقطني : تفرد به زياد و هو متروك , و قال السيوطي في " اللآليء " ( 2 /
156 ) : قلت : قال في " الميزان " : هو مجمع على تضعيفه و ذكره ابن حبان في
" الثقات " و قال : ربما يهم , و الحديث أخرجه الطبراني في " الأوسط " .
قلت : و برواية الطبراني أورده الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 287 , 8 / 89 )
و أعله بقوله : و فيه من لم أعرفهم .
يتبع بإذن الله تعالى .........
المفضلات