المناهج الجديدة 2018 / 2019 :

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، لا إله إلا الله وحدهُ، صدق وعدهُ ونصر عبدهُ وأعز جندهُ وهزم الأحزاب وحدهُ، لا إله إلا الله ولا نعبدُ إلا إياهُ، مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِ على سيدنا محمدٍ، وعلى آل سيدنا محمدٍ، وعلى أصحاب سيدنا محمدٍ، وعلى أنصار سيدنا محمدٍ، وعلى أزواج سيدنا محمدٍ، وعلى ذرية سيدنا محمدٍ، وسلم تسليمًا كثيرً **** كل عام وجميع الأمة الإسلامية بخير

facebook

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 28

الموضوع: كيف تسألين أهل العلم

  1. #11
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) علاقتي مع شاب في حدود الأدب..فهل هذا جائز شرعا؟


    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    منذ عدة أيام وهذا الشيء يراودني, وسأسرده لكم, وأرجوكم أفيدوني أفادكم الله.

    لدي شاب صديقي, ومعيني على الطاعة, أكلمه دائما, ولا أستطيع أن أقف عن محادثته, علما بأن كلامنا لا يتجاوز الحدود إلا أياما قليلة, وكلمات عادية, ومرات نتكلم في الأحاديث والنبوة.

    لا أعلم! أرجوكم أفيدوني.





    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل/ أسماء حفظه الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    نرحب بك ابتنتا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك الحرص على السؤال، وقد أحسنت من سؤالك واستجابتك لما أُمرت به، وإنما شفاء العيِّ السؤال، ونشكر لك أيضًا هذا الحرص على معرفة الحكم الشرعي في هذه المسألة.

    ونحب أن نؤكد (حقيقة) أنه حتى وإن كان الكلام طيبًا, ولو كان الكلام صالحًا فإن الاستمرار في هذا الكلام لا تؤمن عواقبه، لأن الانجذاب ولأن الميل بين الطرفين هذا أمر فطر الله تبارك وتعالى عليه الرجال والنساء، كما أن الإسلام لا يعترف بمسألة صداقة بين شاب وفتاة إلا في إطار المحرمية –كأن تكون عمّة أو خالة أو خالا لها أو غير ذلك– أو في إطار الحياة الزوجية.

    وحتى لو كنتم ستطورون هذه العلاقة في المستقبل لتصبح علاقة زواج (مثلاً) فلا بد من إعلان هذه العلاقة وإخراجها إلى السطح، فإن العلاقات في الخفاء لا تُرضي الله تبارك وتعالى، وهي مدخل كبير من مداخل الشيطان، وعندنا تجارب كثيرة بدؤوا يدرسون مع بعضهم ويذكرون بعضهم ويوقظون بعضهم بعضًا للصلاة، ثم تنحرف العلاقة في النهاية؛ لأن الشيطان أصلاً لا يدعو الإنسان إلى المنكر مباشرة، ولكن يأخذه في خطوات وخطوات، ولذلك قال العظيم: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} فإنه يأخذ الناس إلى المعصية، لا يأخذهم جملة أو دفعة واحدة، وإنما يستدرجهم ويستدرجهم حتى يوصلهم إلى الهاوية.

    وعلى كل حال فإن التوقف عن هذه العلاقة وإخراجها للسطح إذا أردتم أن تستمروا، أو التوقف عنها تمامًا إذا لم يكن هناك نية للاستمرار، لأن الإسلام شرط في العلاقة أن تكون معلنة، وأن تكون بقواعدها الشرعية في نوع الكلام الذي يُقال، وأن تكون العلاقة أيضًا هدفها الزواج، يعني لها هدف واضح، وأن تكون هناك إمكانية للزواج أيضًا.

    فإذا وجدت هذه الأشياء فعليه أن يُعلن العلاقة، وتصبحين أنت مخطوبة له، ويستطيع عند ذلك أن يكلمك في هذه الأمور الطيبة وفي التخطيط لمستقبلكم، أما بغير هذا فنتمنى أن تتوقف هذه العلاقة التي شعرنا أيضًا من خلالها أنها بدأت تخرج عن إطارها الشرعي، وإن في مرات قليلة قلت أو كثرت، فهكذا البدايات، والنهايات لا تؤمن، والعواقب لا تؤمن.

    نشكر لك الحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل عليك وعليه، وأن يجمع بينكما على الخير إن أردتما ذلك، وأن يلهمكما السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

    نكرر: هذه دعوة للتوقف عن هذه العلاقة وعن هذه المكالمات، وطلبًا لرضا رب الأرض والسموات، لأنه في كل الأحوال –كما قلنا– هذا خصم على سعادة الطرفين، فإذا يسر الله وتم الزواج فهذا خصم على السعادة، وإذا لم يتم فهذا خصم أكبر، لأنك قد تتعلقين به وتتزوجين بآخر، وهو يتعلق بك ويتزوج بأخرى، وهذا فيه عذاب وألم نفسي كبير إلى جانب ما فيه من مخالفة شرعية لآداب وأحكام هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

    نسأل الله أن يقدر لكم الخير, وأن يهديكم ويهدينا إلى سواء السبيل.





  2. #12
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) صديقتي تعاملني كحبيب أكثر من معاملتي كأخت ولا أريد أن أخسرها فساعدوني


    السؤال
    أثق ثقة تامة أنكم الأفضل في طرح الحلول وتقديم الاستشارات - جزاكم الله خيرًا -.
    أنا فتاة عمري تسعة عشر عاما, لا أحب أن أظهر مشاعري نوعًا ما, ومشكلتي مع صديقتي التي أعتبرها كأختي التي لم تلدها أمي، فعلى الرغم من أنني أحبها في الله لاحظت أنها تعاملني كحبيب أكثر من أنها تعاملني كأخت، وتعلقها بي يثير انتباهي, فمثلًا عندما نتكلم عن الزواج تنفعل وتقول بأن زوجي - في المستقبل - سيأخذني منها, وبشكل شبه يومي تسألني إن كنت مخطوبة أو أنني سأتزوج قريبًا وكأنه لا يوجد موضوع آخر, ودائمًا تغار إذا تحدثت مع صديقة أخرى, وإن كنا مجتمعتين مع صديقاتي لا تسمح لهن بالجلوس قربي أو التحدث معي, ودائمًا ما تهديني قصائد وأغاني حب وغزل تناسب العشاق, ولا أرد عليها بالمثل, وإنما بشيء معقول يناسب العلاقة الأخوية التي بيننا, وإن غبت لفترة تصاب بحالة من الجنون والعصبية, وتبدأ بالأسئلة والتحقيق, علمًا أنها يتيمة الأب منذ أن كان عمرها ست سنوات, وأتساءل إن كان عندها فراغ عاطفي أم أنه حب التملك, وأنا لا أريد أن أخسرها, ولا أريد أن نفترق, ولكني أريد منكم مساعدتي في هذه المشكلة.





    الإجابــة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ ماسيليا حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

    فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك حكمة وتعقلاً وإدراكًا وبصيرة لحقائق الأمور، وأن يملأ قلبك رحمة لعباده، وأن يوفقك في دراستك، وأن يرزقك الاستقامة على دينه، إنه جواد كريم.

    وبخصوص ما ورد برسالتك – يا بُنيتي – فإنه يبدو منها فعلاً أن هذا نوع من الفراغ العاطفي وحب التملك لدى هذه الصديقة، إذ أن هناك ما يعرف بالعشق، والعشق هو نوع من المحبة الزائدة المفرطة؛ ولذلك يُستعمل في العلاقات الحميمة القوية جدًّا، علاقة قد تبدأ عادية، ولكن مع التواصل المستمر, ومع التقارب الدائم، ومع مراعاة المشاعر أيضًا تقوى هذه العلاقة، وتتطور من مجرد معرفة عادية حتى تصل إلى درجة الحب، ثم بعد ذلك تصل إلى درجة العشق، ثم تصل بعد ذلك إلى درجة الهيام والوله، وهذه المرتبة - مرتبة الوله - هي مرتبة العبودية، بأن يكون العبد لله تبارك وتعالى كُلية, ولا يملك في نفسه شيئًا، وإنما يحقق العبودية المطلقة بكيانه كله كاملًا، فلا يكون فيه شيء إلا لله، ولا يصدر منه تصرف إلا لله تبارك وتعالى وحده، كأنه يخرج من بشريته إلى درجة أعلى من ذلك.

    فالعشق درجة أقل من ذلك، ولكنها - مع الأسف - قد تزاحم درجة محبة الله تعالى، وقد قال الله تعالى: {والذين آمنوا أشد حُبًّا لله} فلعلك بلغتِ عند هذه الزميلة أو الصديقة إلى الدرجة التي سيطرت على عواطفها كلها دون أن تشعري، ومما لا شك فيه أنه لا ذنب لك في هذا الأمر، فإن هذا أمر يخصها هي، إلا أنك تحتاجين – يا بُنيتي، بارك الله فيك – إلى مساعدتها على الخروج من هذا الوضع المؤلم الذي تعيشه وتعانيه؛ لأنها الآن تشعر بك أنك مصدر الحياة، وأنك كل شيء، وأن الحياة بدونك لا يمكن أن تتصور، بل لا أستبعد أنه لو قدر الله وحدث لك مكروه أنها ستموت وراءك أيضًا، كما حدث في بعض قصص التاريخ البشري! ولذلك أقول:

    تحتاجين إلى أن تعامليها بشيء من الرفق حتى لا تُصدم في مشاعرها، ولكن حاولي أن تخرجي من حياتها شيئًا فشيئًا بهدوء، بمعنى أن تقدمي غيرك – مثلًا - معك في وجودها، وأن تحاولي أن تجعلي الكلام ثلاثيًا، وأن تحاولي أن تربطيها – مثلاً - بأخريات من زميلاتك، بنوع من الذكاء والفطنة، وليس معناه أنك تغلقين الباب في وجهها، وإنما معناه أن تحاولي أن تعطي مساحة لأطراف أخرى ليشغلوا الفراغ الذي بينك وبينها.

    فإذن حاولي أثناء الجلسات وأنتن معًا أن يكون معكما ثالثة، وأن تنادي – مثلًا - على صديقة من صديقاتك لتتكلمن معًا، وتعرفيها بالأخت، وتقدميها لها، وتقولي: (هذه صديقتي العزيزة المقربة، وهذه صديقتي فلانة) وأقصد بهذا الكلام الأخت نفسها صاحبة المشكلة، وحاولي أن تُظهري لها أنك تحبينها فعلًا، ولكن أوجدي أخرى معك حتى تبدأ وتربطيهما معًا، وتقولي: (أنا أنصحك أن تتكلمي معها؛ لأنها إنسانة رائعة وإنسانة عظيمة)، وحاولي أن تشتتي تركيزها عنك أنت وتوزيعه على أكبر عدد من الأخوات، حتى يحدث عندها نوع من التوازن؛ لأنها الآن فقدت التوازن بالكلية، وأصبحت أنت بالنسبة لها كل شيء.

    وهذا - كما ذكرت لك - هو العشق المحرم، الذي قد يصل إلى درجة الاشتهاء, وما زالت المسألة الآن مجرد مشاعر وأحاسيس، ولو زاد الأمر عن هذا فقد يتحول إلى تعلق جسدي أيضًا، وهذا يحدث أيضًا, وهو موجود ومنتشر مع الأسف الشديد في مرحلة كمرحلتكن العمرية التي أنتن فيها الآن، وأيضًا في مستوى المرحلة الإعدادية والثانوية، وأيضًا في بعض المراحل الجامعية، ففيها هذا التعلق العشقي الذي يعتبر نوعًا من أنواع المرض, وليس سليمًا, وليست ظاهرة صحية؛ لأن الأصل في المرأة أنها لا توجه مشاعرها إلى امرأة مثلها؛ لأن هذا يؤدي بنا إلى ما يعرف بالمثلية، وهو اكتفاء الجنس بنفسه عن الجنس الآخر الذي به تقوم منظومة الحياة.

    ولذلك - كما ذكرت لك – حاولي بالتدرج معها أن تُخرجيها من هذا التوحد الذي هي فيه, إلى أن توزع المحبة على أكثر عدد من الأخوات، وأن تحاولي إشراك صديقات في صداقتها معك والتحدث إليها، والكلام معها، حتى تُشغل عنك قليلًا، ومن ثم ستبدأ حدة هذا التعلق تتدرج شيئًا فشيئًا، فهي أشبه ما تكون بالمريضة, فتحتاج منك إلى دعاء أيضًا: (اللهم إني أسألك أن ترزق أختِي هذه التوازن، وأن تصرف تعلقها بي إلى تعلقها بك أنت وحدك، وأن توفقها) وهكذا.

    بهذه الطريقة - إن شاء الله تعالى – نستطيع أن نخرج - يا بُنيتي - من المشكلة، وأن نقدم لها حلاً مناسبًا دون أن نجرح مشاعرها، ودون أن نصدمها، باعتبار أنها محرومة من العاطفة, خاصة أنها - كما ذكرت لك – يتيمة منذ أن كان عمرها ست سنوات، ولعلها فعلاً شعرت بحرمان عاطفي قوي أدى إلى تعلقها بك، وخاصة أنها وجدت فيك الاستعداد، بمعنى الرحمة واللطف والحنان، فتوجهت إليك بكليتها ونسيت غيرك.

    أنا أريدك أن تُعيدي التوازن بأن تجعليها ترتبط بغيرك - ولو بنسبة - حتى يخف الضغط عليك، ومن ثم تعالجين هذا التعلق عندها دون أن تشعر هي بشيء من الحرج.

    أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على أداء مهمتك لأنها مهمة شاقة، كما أسأله تبارك وتعالى أن يوفق هذه الأخت للخروج من هذا المنعطف الخطير، وأن يجعلكن جميعًا من الصالحات القانتات الموفقات في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

    هذا وبالله التوفيق.






  3. #13
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) هل أعطي عنواني لمن يريد خطبتي وقد عرفني عبر الفيس؟


    السؤال
    السلام عليكم

    أهنئكم على حسن الكلام والحكمة, والتحلي بالوسطية والاعتدال.

    سؤالي هو كالتالي: أنا أتكلم أو بالأحرى أراسل شبابا على الفايس حول موضوعات عدة, لكن أنصدم في الأخير بوقوعهم في غرامي, فهل اسمي مذنبة؟ وكيف أصلح خطئي لكون اثنين منهم يريدون عنواني للخطبة؟ وأنا أفكر في الدراسة فقط.

    جزاكم الله كل خير.





    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ asmae soumia حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك المشاعر النبيلة والضمير الحي الذي دفعك للتواصل مع الموقع، وهذا دليل على أن فيك خير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

    ونتمنى دائمًا أن يكون تواصل فتياتنا البنات مع الزميلات وليس من مع الشباب، ذلك لأن في الشباب ذئاب، ذلك لأن في الشباب أيضًا من سيقع في حبالها بمجرد سماع صوتها أو قراءتها بأسلوبها الجميل، ويتخذ هذا مدخلا للتواصل معها.

    وعلى كل حال فإننا نريد أن تردي على هؤلاء الشباب بما في نفسك إن كنت غير راغبة في الزواج، وتتوقفين عن مثل هذه المراسلات ومثل هذا التواصل مع الشباب من الذكور، وتحصري تواصلك مع المعلمات، مع الفاضلات من الزميلات، وإذا كان هؤلاء شباب فيهم خير ورغبوا في الارتباط فعليك أن توقفي المكالمة بعد أن تُخبريهم بعنوان الوالد أو العم أو الخال حتى يأتوا البيوت من أبوابها؛ لأن في هذا ما يُرضي الله، وفي هذا أيضًا اختبار لصدق نوايا هؤلاء الشباب، فإن كثيرًا منهم يريد أن يقضي وقتًا، ولكن الجاد هو الذي يسأل عن عنوان الفتاة وعن أسرتها وعن أهلها، حتى يأتي البيوت من أبوابها.

    وإذا كنت مستعدة لدخول القفص الذهبي (الزواج) وما تسبقه من مراسيم شرعية كالخطبة، فلا مانع من إعطائهم العنوان، وإذا كنت غير ذلك فاعتذري وانسحبي فورًا بهدوء، ولا تكرري مثل هذه المسائل؛ لأن المؤمنة لا تُلدغ من الجحر الواحد مرتين، ولا تظني أن الإنسان يرضى العبث بمشاعره، فلا بد أن تكون هذه الأمور واضحة منذ البداية، فإما أن تكوني تريدي الارتباط فعلاً فعليك أن تعطيهم – كما قلنا – العنوان، وإلا فعليك أن تتوقفي فورًا.

    واستغفري الله تبارك وتعالى عن أي تنازلات حصلت، أو أي تجاوزات حصلت، ثم تفتحي صفحة جديدة تحرصي خلالها على التواصل مع الزميلات وليس مع الزملاء، وإذا جاء من يطرق الباب فنحن نرى أن الدراسة ليست عائقًا، لأن الشاب المناسب والخاطب الذي يخاف الله فرصة نادرة قد لا تتكرر، فلا مانع من أن تطلبي منه أن يزور أحد المحارم ليكلمه، وعند ذلك سيمضي ما فيه الخير، ويمضي ما فيه المصلحة.

    ولا نعتقد أن الزواج الناجح عقبة في طريق الدراسة، بل هو دافع للمزيد من النجاحات في الحياة، والفتاة ليس هدفها الشهادة، لكن هدفها بعد الشهادة وقبلها ومعها وبدونها، هناك هدف أسمى وهو الأمومة التي تُشبع حاجة المرأة إلى الأمومة وإلى هذه المعاني الجميلة.

    نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وندعوك ألا تفتحي على نفسك مثل هذه الأبواب، لأن إغلاقها قد يكون من الصعب، والتجاوز فيها خصم على سعادة الإنسان في حياته الأسرية والعلمية والمستقبلي ة إذا كان هذا الطريق وإذا كان هذا التواصل من غير وجود غطاء شرعي، من غير علم الأهل، ومن غير ضوابط شرعية، ونحذر أبنائنا والفتيات من الاقتراب من مثل هذه (وسائل التواصل) لأن الشيطان هو الثالث، ولأن الشيطان يستدرج ضحاياه، فلا تتبعوا خطوات الشيطان، وتلك حدود الله فلا تقربوها.

    نسأل الله أن يعينك على الخير، ونكرر شكرنا لك فعلاً على التواصل مع الموقع، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا.

    ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.





  4. #14
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) هل دعائي هذا يعد إثما؟

    السؤال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
    لي أخٌ يصغرني بسنوات، كنا - قبل زواجِه - أسرةً مرتبطة، حتى تزوجَ أخي مِن فتاةٍ تعلق بها تعلقًا شديدًا، بدأت الخلافاتُ عندما أصرَّ أهلُ الفتاة على العقد مع الخطبة، ثم زادتْ عندما أصروا على أن يكون كلُّ شيء على أخي! مما جعل أخي مديونًا بأموال طائلة، فكان الأثاث بمئات الآلاف!
    فُوجئنا يوم الفرح بالفتاة ترتدي فستانًا عاري الظهر تمامًا، وعاري الصدر، فكانتْ هذه صدمةً دمرتْ أبي وأمي تمامًا، وكانتْ بمثابة المصيبة والفضيحة التي قضتْ على كلِّ أحلامهما في زوجة صالحة لابنهما، ومرضَا بعدها مرضًا شديدًا.
    أما الفتاة فقاطعتنا لاعتراضنا على الفستان، ومِن يومها وأخي حائرٌ، لا يعلم هل يطلقها أو لا؟ خصوصًا أنه وقَّع لها على مؤخرٍ كبير جدًّا، وإمعانًا في إذلالنا نشرتْ صورها العارية على الإنترنت!
    أنا أدعو عليها ليل نهار بأن تموتَ، وأن يقبضَ الله روحها؛ حتى تكونَ عبرةً لكلِّ مَن حضر العرس، وشاهد صورَها على الإنترنت!
    سؤالي: هل دعائي عليها بالموت فيه إثمٌ؛ خصوصًا أنه يريح قلبي، وأحسُّ أن هذا واجبي تجاه أخي الذي لا يقدِر على تكاليف الطلاق.
    وقد نمتُ ليلةً وأنا أبكي بعد الدعاء عليها، وفوجئتُ في اليوم الثاني أن زوجي المتدين أُصيب في حادثةٍ كبيرة كاد يموت فيها، ولكن نجَّاه الله، ودُمرتْ سيارتنا الحديثة تمامًا؛ فهل هذا نتيجة دعائي عليها؟
    وماذا أفعل إن كنتُ لا أمتلك غير الدعاء؟ وقد أصبحتُ في حالٍ يُرْثَى له وأنا أشاهد أخي الوحيد وقد دُمِّرَتْ حياته، وأصبحنا - جميعًا - لا نرغب في الحياة مِن هؤلاء الناس الذين يَرَوْن أن اللباس لا علاقة له بالدين، ويتمادون في إهانتنا باستمرار، والتنكيل بنا، بعدما حدث في العرس.
    وهذا دُعائي الذي أدعو به: "اللهم إن لم تردْ لها هدايةً، فسلِّطْ عليها يدًا مِن حديد مِن الحق ****ا به عجائب قدرتك يا ألله، اللهم أحرقها بنيران الدنيا عاجلًا يا رب إذا صممتْ على ذنبِها، اللهم ألبسهم ثوب الخِزْي والعار؛ حتى لا يفتنوا المؤمنين يا رب، اللهم أرني فيهم يومًا أسود عصيبًا، واجعلهم عبرة للمعتبرين، اللهم اقتص لنا منهم؛ الذين أحبوا أن تشيعَ الفاحشة، اللهم أسعد قلب أمي وأبي بثأرهم يا رب، وثبتهم على الحق، اللهم إن لم أكن أبلغ رحمتك فإن رحمتك أهل أن تبلغني، اللهم اجعل موتها عبرةً".

    الجواب

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة.
    الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ: فنحن المسلمين - أيتها الأخت الكريمة - مُطالَبون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ‏وبيان الحق والصواب، ولكن بشروط، مِن أهمها: التحلي بالرفق واللين، وحسن الخلق بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب، فبهذا يكون الق*** أتمّ؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْم َةِ وَالْمَوْع ِظَةِ الْحَسَنَة ِ وَجَادِلْه ُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْت َدِينَ ﴾ [النحل: 125]. والحكمة والموعظة الحسنة لا تجافيان الحسمَ والفصل في بيان كلمة الحق؛ فالوسيلةُ والطريقةُ إلى التبليغ شيءٌ غير مادة التبليغ وموضوعه، والتي هي بيان كلمة الحق، والوسيلة لذلك هي أسلوبٌ لا خشونة فيه ولا فظاظة. واعلمي - أيتها الكريمة - أن الله - سبحانه العليم الخبير أحسن الخالقين - يعلم أن النفوس العاصية أحوج ما تكون إلى الحنان، والإحسان، والرحمة، والإشفاق، وقد فهم ذلك أهلُ السنة والجماعة؛ فهم يعلمون الحق، ويرحمون الخَلْق، بخلاف غيرهم مِن أهل الفرق الباطلة؛ لا يعلمون الحق، ولا يرحمون الخلق! فالواجب عليك وعلى والدك أن تلتزموا قاعدة العدل، وعدم الاعتداء في الدعاء، والصبر عليها، والعفو عنها، فلا تستبد بك الحماسة أو الاندفاع والغيرة فتتجاوزين الحكمة في معاملتها، أو الدعاء عليها بتلك الصورة المرعبة، فلو نظرت إليها بعين القدر والشيطان مستحوذٌ عليها لرحمتها، ورفقتِ بها؛ فالموعظةُ الحسنة هي التي تدخل إلى القلوب برفقٍ، وتتعمق المشاعر بلطفٍ لا بالزَّجْر والتأنيب، ولا بفضح الأخطاء التي قد تقع عن جهلٍ؛ فإن الرِّفْق في الموعظة كثيرًا ما يهدي القلوب الشاردة، ويؤلف القلوب النافرة، ويأتي بخيرٍ مِن الزجر والتأنيب، والتوبيخ، بله الدعاء بالشر. وتدبَّري - رعاك الله - وقيسي هذا على نفسك التي بين جنبيك؛ كيف أن النفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها، وهي لا تنزل عن الرأي الذي تتبنَّاه إلا بالرفق، حتى لا تشعر بالهزيمة؛ فعامةُ الخلق يعتبر العودة عن رأيٍ ما تنازُلًا عن هيبة نفسه واحترامها وكيانها، والدعوة والجدال بالحسنى هو الذي يطمئن، ويشعر من ندعوه أن ذاته مصونٌ، والإسلام دين العدل والاعتدال، ودين السِّلْم والمسالمة، ولكن ما أقوله لك يحتاج لصبرٍ، ومقاومةٍ للانفعال، وضبطٍ للعواطف، وكبتٍ للفطرة، وهو جهادٌ حقيقي في ذات الله نجني من ورائه الأجر الجزيل؛ قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِر ِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [النحل: 126، 127]، فاستمدي العون على الصبر وضبط النفس من الله، واقهري الرغبة الفطرية في رد الاعتداء، وأدّي ما عليك، ولا يضيق صدرك بأفعالها، واحمدي الله على العافية، وتخلصي من حظ النفس، والرغبة في التشفِّي؛ فالعاصي مريضٌ يحتاج لطبيبٍ حاذقٍ يأخذ بيده، واجتنبي ما يوغر صدرك، ويهيج الغضب، ويورث العداوة، ويخرج عن المقصود، واستبدلي بالدعاء عليها الدعاء لها في ظاهر الغيب بالهداية، وشرح الصدر للإيمان، وأشعريها بأنك تنظرين إليها نظرة رحمةٍ ومودةٍ، ونظرة محبةٍ للخير لها، وليست نظرة استعلاءٍ وامتهانٍ، ولك في ذلك أسوةٌ حسنةٌ؛ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد قال أنس: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد أخفت في الله، وما يخاف أحدٌ، ولقد أوذيت في الله، وما يؤذى أحدٌ، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يومٍ وليلةٍ وما لي ولبلالٍ طعامٌ يأكله ذو كبدٍ إلا شيءٌ يواريه إبط بلالٍ))؛ رواه أحمد والترمذي. وفي الصحيحين عن عائشة قالتْ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يومٌ كان أشد من يوم أحدٍ؟ قال: ((لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلالٍ، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، فقال، ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئًا)). وفيهما - أيضًا - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبيًّا من الأنبياء؛ ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: ((اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون)). وتذكري - دائمًا - أن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب؛ كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم. أما بخصوص دعائك عليها بتلك الصورة المذكورة: فقد دلتْ سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - على حرمته، وأنه مساعدةٌ للشيطان عليها؛ فالشيطانُ يزين لها المعصية؛ ليحصلَ لها الخزي في الآخرة، فإذا دعوت ‏عليها، فكأنك حصلت مقصود الشيطان؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - برجلٍ قد شرب، قال: ((اضربوه)) ، قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: ((لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان))؛ رواه البخاري. وبتأمل الحديث تجدينه يحمل توجيهًا نبويًّا، ومنهجًا قيمًا، للتعامل مع أهل المعاصي قد غاب عنَّا - ومع الأسف - حتى أصبحنا ننظر لصاحب المعصية نظرة احتقارٍ، وكراهيةٍ، والدعاء عليه، وهذا خلافُ سنة الحبيب الذي علمنا منهجية التعامل مع العاصي، وأنها ينبغي ألا تخضع للعواطف الجياشة، بل تحكمها النصوص الشرعية من الكتاب والسنة؛ قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَد ِينَ﴾ [الأعراف: 55]. قال بعض السلف في معنى "المعتدين" : "هم الذين يدعون على المؤمنين فيما لا يحل، فيقولون: اللهم أخزهم، اللهم العنْهم". انتهى من "تفسير البغوي": (3/237). وقال سعيد بن جبير: "لا تدعوا على المؤمن والمؤمنة بالشر: اللهم أخزه، والعنه، ونحو ذلك؛ فإن ذلك عدوانٌ"؛ انتهى من "الدر المنثور": (3/475). وقال الحسن البصري: "قد أرخص له أن يدعو على مَن ظلمه، من غير أن يعتدي عليه"؛ انتهى من "تفسير ابن كثير": (1/572). قال النووي في "الأذكار" (ص/359) : "لو دعا مسلمٌ على مسلمٍ فقال: اللهم اسلبه الإيمان؛ عصى بذلك". هذا، ومن أجمل ما يعينك على ما ذكرته استشعارك وأنت تنظرين إليها أنه كان من الممكن أن تكوني مكانها، وخوفك أن يُكلك الله إلى نفسك فتزيغي - لا قدر الله - وحينها ستشعرين أنك كنت تحبين أن تسمعي كلامًا لَيِّنًا ممن ينصحك، وما أحسن ما قال الإمام ابنُ القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه "طريق الهجرتين" تحت قاعدة: "مشاهد الناس في المعاصي والذنوب": قال: "الناس في البلوى التي تجري عليهم أحكامها بإرادتهم وشهواتهم متفاوتون - بحسب شهودهم لأسبابها وغاياتها - أعظم تفاوتٍ، وجماع ذلك ثمانية ... أن يشهد - أي: العبد العاصي - حكمة الله في تخليته بينه وبين الذنب، وإقداره عليه، وتهيئة أسبابه له، وأنه لو شاء لعَصَمَه، وحال بينه وبينه، ولكن خلى بينه وبينه؛ لحكمٍ عظيمةٍ لا يعلم مجموعها إلا الله. أن يعامل عباده في إساءتهم إليه، وزلاتهم معه، بما يحب أن يُعامله الله به، فإن الجزاء من جنس العمل، فيعمل في ذنوب الخَلْق معه ما يحب أن يصنعه الله بذنوبه. أن يقيمَ معاذير الخلائق، وتتسع رحمته لهم، مع إقامة أمر الله فيهم، فيُقيم أمره فيهم رحمةً لهم، لا قسوةً وفظاظةً عليهم. أن يخلع صولة الطاعة والإحسان مِن قلبه، فتتبدل برقةٍ، ورأفةٍ، ورحمةٍ. أن يعريه مِن رداء العجب بعمله. أن يعرف مقداره مع معافاته، وفضله في توفيقه وعصمته؛ فإنَّ مَنْ تربى في العافية لا يعرف ما يقاسيه المبتلى، ولا يعرف مقدار العافية. أنه يوجب له الإحسان إلى الناس، والاستغفار لإخوانه المخطئين من المؤمنين، فيصير هجيراه: رب اغفر لي، ولوالدي، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، فإنه يشهد أنَّ إخوانه المخطئين يُصابون بمِثْل ما أصيب به، ويحتاجون إلى مثل ما هو محتاجٌ إليه، فكما يحب أن يستغفر له أخوه المسلم يحب أن يستغفر هو لأخيه المسلم". انتهى.
    وفقنا الله جميعًا للعمل بالكتاب والسنة








  5. #15
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) كيف أقاوم الأفكار القبيحة في ذات الله وفي الرسل عليهم السلام؟


    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أنا فتاة أبلغ من العمر 11 عاماً، أفكر في أشياء قبيحة، أرجو منكم المساعدة، كنت أفكر في أشياء قبيحة عن الرسل، لكن بعد ذلك وصل الموضوع لله عز وجل، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، رأسي يؤلمني من التفكير في ذلك، وأيضا جسمي يرتعش، بدأ الموضوع تقريباً من نصف رمضان، الآن أحس أن إيماني ضعف، وأنا خائفة من غضب الله علي.

    وعندي مشكلة من صغري، عندما قلت لأمي: أين الله؟ ولم أكن أعرف شيئاً، قالت أمي: في السماء. فمن حينها وأنا أتصور شكل الله أنه سحابة، أريد التخلص من تلك الأفكار، ولا أعرف كيف، أحس أني لا أفهم أي شيء من حولي، وفي الحقيقة أنا مقصرة بالصلاة، لكني أحاول تعديل أموري كي أواظب على الصلاة، وقراءة القرآن، كان في السابق تشككي بالدين نفسه، لكن الآن أشياء قبيحة جداً، أدعو الله أن يجعلها تختفي، -وإن شاء الله- تفيدوني.





    الإجابــة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ fatma حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يُذهب عنك ما تعانينه من الوسوسة، ويطرد عنك كيد الشيطان.

    نحن أولاً نطمئنك -أيتها البنت العزيزة- أنك بفضل الله تعالى على إيمانك وإسلامك، فلا تستسلمي لما يحاول الشيطان أن يُلقيه في قلبك من الهموم والأحزان، فإن هذا غاية ما يتمناه، كما قال الله تعالى: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا} فهو يتمنى أن يُدخل الحزن إلى قلبك، ويخوفك على دينك، ويوهمك بأنك خرجت منه بما يُلقيه إليك من أنواع الوسوسة والشبهات، ولكننا نقول لك -أيتها البنت العزيزة-: إن كراهتك لهذه الوساوس، وخوفك منها ونفورك منها دليل على وجود الإيمان في قلبك، إذ لولا وجود هذا الإيمان في القلب لما انزعج القلب ولما تألم، ولهذا لما اشتكى بعض الصحابة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يجدونه في صدورهم من هذه الوساوس، وشكوا إليه أنهم يخافون من التلفظ بها، جعل النبي -صلى الله عليه وسلم خوفهم هذا، ونفورهم من الوسوسة دليل على إيمانهم، فقال لهم -عليه الصلاة والسلام-: (ذاك صريح الإيمان).

    فإيمانك في قلبك هو الذي يسبب لك الانزعاج والألم حين ترد عليك هذه الوساوس، ولكن لا ينبغي أبدًا أن تستسلمي لهذه الوساوس وتسترسلي معها، فإنها شر عظيم، إذا تسلطت على الإنسان أفسدت عليه حياته، وأفسدت عليه دينه، ولذا فنصيحتنا لك أن تجاهدي نفسك للتخلص منها، وعلاجها النافع بلا شك -بإذن الله تعالى- ما قرره علماء الإسلام قديمًا وحديثًا، مستدلين على ذلك بما نصح به رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- من نصائح في مقابلة هذه الوساوس، علاجها هذا الناجع النافع -بإذن الله تعالى يتكون من جزئين أساسيين:

    الجزء الأول: الالتجاء إلى الله تعالى، والاعتصام به، والاستعاذة به حين ترد هذه الوساوس، فليقل الإنسان (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ويسأل الله تعالى بصدق أن يصرف عنه كيد الشيطان ومكره، فإذا فعل ذلك وسأل الله تعالى بصدق واضطرار، فإن الله لن يخذله، بل سيتولى عونه وتوفيقه، وسيعينه على عدوه.

    الجزء الثاني من العلاج هو: الانتهاء عن هذه الوساوس، والإعراض عنها بالكلية، وهذا قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولينتهِ). فإذا طرأت عليك هذه الوساوس، فاصرفي ذهنك عن التفكر فيها، ولا تسترسلي معها، واشغلي نفسك بشيء آخر غيرها، فإذا جاهدت نفسك على سلوك هذا الطريق والاستمرار عليه، فإن الله عز وجل سيُذهب عنك ما تعانينه من هذه الوساوس -بإذن الله تعالى- عن قريب.

    أما ما ذكرته من التفكر في كيفية ذات الله تعالى؟ فإن هذا أمر لا تطيقه العقول، ومن ثم لا يصح أبدًا أن يتفكر الإنسان في شيء لا يقدر على تصوره، ولهذا نُهينا عن أن نتفكر في ذات الله، إنما نتفكر في مخلوقات الله التي تدلنا على عظم الخالق الذي خلقها، وعلمه وحكمته، ورحمته وقوته وحسن تدبيره، فالتفكر في السموات والأرض، وما حولنا من المخلوقات، وفي أنفسنا هو التفكر النافع الذي يدلنا على وجود الله الخالق سبحانه وتعالى، أما التفكر فيه سبحانه وتعالى، فإنه يقود صاحبه إلى الهلكة، فإن الله تعالى ليس كمثله شيء، كما قال سبحانه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ولذلك قال العلماء: مهما خطر ببالك فالله على خلاف ذلك.

    فاصرفي ذهنك إذًا عن التفكر في الله تعالى، فإن الله تعالى لا مثيل له، ولا شبيه له، ولا نِدَّ له، ولا نظير له، فكيف يُتصور أن تصلي بعقلك إلى التفكر فيه ومعرفة ذاته؟! إنه بلا شك طريق الهلاك، ويحاول الشيطان أن يجرك إليه، فاصرفي نفسك عنه، ستجدين -بإذن الله تعالى- أنك تتعافين شيئًا فشيئًا.

    نسأل الله تعالى لك السلامة من كل مكروه.






  6. #16
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) أحببت شابا وتعلقت به، فكيف أتخلص من ذلك؟


    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    عمري 16 سنة، أحببت شخصا عن طريق الانترنت، وتعلقت به جدا لدرجة أنه إذا لم يحادثني في يوم أبكي، ومنذ شهرين وأنا أحلم في هذا الشخص، حلمت بأنه جالس على البحر وحيداً، وأنا بعيدة عنه، أتمنى تفسير الحلم.

    دائماً أفكر فيه، ولا أدري كيف أتخلص من ذلك؟، فقد أثر على حياتي كثيرا، لدرجة أني أفكر به حتى وأنا نائمة أو حال دراستي.

    فما نصيحتكم لي.




    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونسأل الله أن يعينك على أن تعمري قلبك بحب الله تبارك وتعالى، فإن الإنسان إذا أحب الله تبارك وتعالى، وانطلق في محابه من حبه لله، فأحب الرسول الذي أرسله، ولا يكتمل إيمان مؤمن (ولا مؤمنة) حتى يحب الرسول - صلى الله عليه وسلم – أكثر من نفسه وماله وأهله والناس أجمعين، ثم بعد ذلك ينطلق في المحاب ليحب الأشياء التي يُحبها الله، والتي جاءت بها شريعة الله تبارك وتعالى، وتتقيدي في علاقاتك الخاصة والعامة بضوابط وأحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

    ولا شك أن الإنسان إذا فتح على نفسه أبواب الشهوات، وأطلق لقلبه العنان ليتيه في أودية الضلال والغفلة، وتعلق بأمور لا تُرضي الله تبارك وتعالى، واستبدل ذلك بحب الله، عذّبه الله تبارك وتعالى بما أحب، ونعتقد أن الأمر بيدك، والرجوع في هذا الأمر سهل، فاجعلي محبة الله هي الأعلى وهي الأغلى، وهكذا، لأن الله هو الوهاب، واهب النعم، الخالق خلقنا في أحسن تقويم، {وإن تعدوا نعمة الله لا تُحصوها}، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير.

    ونؤكد لك أن التوقف عن هذا التواصل مع هذا الشاب رغم صعوبته إلا أنه الحل الوحيد، ورغم مرارته إلا أن الاستمرار هو الأشد مرارة، وهو الذي يمكن أن يدمر عليك مستقبل الحياة، ونؤكد لك أن عالم النت والتواصل من خلاله هو نوع من الوهم، ونوع من الجري وراء السراب، وهذا الشاب الذي يتكلم – هذا إذا صدقنا أنه شاب أصلاً، وربما يكون كبيرًا في السن، وربما يكون عابثًا يعبث بمشاعر أخريات مثلك، فينبغي أن يتجنب الإنسان التواصل بهذه الطريقة التي لا تُرضي الله تبارك وتعالى.

    ونؤكد لك – ابنتنا الفاضلة – أن بلوغ العافية – بإذن الله – بيدك، وأنك وضعت - ولله الحمد - رجلك على أول خطوات النجاح بالاغتمام بهذا الأمر، ثم بالتواصل مع هذا الموقع الشرعي، الذي نحب أن نؤكد لك من خلاله أن الإسلام لا يعترف بأي علاقة بين فتىً وفتاة إلا في العلن، إلا أن تكون علاقة معلنة واضحة بحضور الأهل وسمعهم وموافقتهم ومشاركتهم، وهو ما يسمى (الخِطبة)، أما بغير ذلك فإن الإسلام لا يُبيح أي نوع من التواصل، وحتى إذا أرادت الفتاة أن تتواصل فعليها أن تتواصل مع الصالحات، والشاب يتواصل مع الصالحين من الذكور من أمثاله، أما العلاقة بين الجنسين بهذه الطريقة فإن الشريعة لا ترضاها، وما من شيء نهت عنه هذه الشريعة إذا خالفناها إلا جلبنا لأنفسنا المتاعب، وجلبنا لأنفسنا الآلام.

    ولذلك أرجو أن تنتبهي؛ لأن البداية الصحيحة هو التوقف والتأدب بآداب هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

    وإذا كان في هذا الشاب خير فعليه أن يطرق الباب، ويأتي داركم من الباب، ويكوّن علاقة شرعية رسمية معلنة كما يريد الله تبارك وتعالى، بعد أن تتوبوا من العلاقة الخاطئة التي كانت في الخفاء، وهذا التواصل الذي تم بينكم، ونحن نحذر ونخوف بالتي هي أصعب، لأن التعمق في مثل هذه العلاقات؛ يجلب للإنسان تعاسة الأبد، فإن الإنسان قد لا تتاح له إكمال هذه العلاقة، وفي هذه الحال يتعب جدًّا، وقد يُتاح له إكمالها وسيتعب جدًّا، لأن هذه العواطف التي لم تتقيد بأحكام الشرع تتحول بعد ذلك إلى شكوك وظنون ومعاناة للطرفين، ففي كل الأحوال المقدمات والبدايات الخاطئة لا توصل إلى نهايات صالحة، والذي يبدأ علاقة آثمة بهذه الطريقة لابد أن يدفع الثمن، ونحن لا نريد لك دفع هذا الثمن، بل نريد لك أن تتحملي آلام الفراق والتوقف الآن، ثم تشغلي نفسك بالمفيد، بطاعة ربنا المجيد سبحانه وتعالى.

    وننصحك بتغيير الإيميل، وقطع التواصل، ومحو كل ما يوجد في الذاكرة مما يمكن أن يذكر بتلك العلاقة التي جلبت لك المتاعب، ونؤكد لك أنك مسلمة وصاحبة إرادة، وأن المسلمة التي تركت طعامها وشرابها قبل مدة وجيزة لله في رمضان، تستطيع أن تترك مثل هذه العلاقات، لأنها بعد تركها للطعام والشراب والشهوة المحرمة لله دلت على أن لها إرادة، وهذا هو الذي نريد أن تنتبهي له، فأنت تستطيعين أن تفعلي الكثير، فلا تستسلمي ولا تضعفي أمام هذه العلاقة، وتذكري أن هذا الشاب كغيره من الشباب فيه عيوب، وأنه لا يُظهر لك إلا الجانب المشرق (وهو الحسنات)، ونحن نؤكد أيضًا أنه معاق اجتماعيًا، لأنه فشل في أن يقيم علاقة طبيعية في المحيط الذي هو فيه، فبدأ يدخل إلى هذا العالم الغامض – وهو عالم الإنترنت – الذي أصبح بكل أسف يشبه الإدمان عند كثير من شبابنا وفتياتنا، وهو عبارة عن إعاقة اجتماعية كاملة تعيق الإنسان عن التواصل في عالمه الحي، ويهرب من ذلك، يهرب من واقعه، ويهرب من حياته إلى هذا العالم الافتراضي (عالم النت)، والعالم الآن يعالج هذه الظواهر على أنها إدمان، وهذه المقدمات لا تبشر بخير.

    ونؤكد لك أن العظيم تبارك وتعالى يُمهل ولا يُهمل، فأدركي نفسك، واعلمي أن الله يستر على العاصي ويستر عليه، فإذا لبس للمعصية لبوسها هتكه وفضحه وخذله، وحال بينه وبين الرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

    مرة أخرى نؤكد لك أن هذا القلب غالي فلا تمنحيه إلا لله، وهذه النفس غالية فلا تشغليها إلا بما يُرضي الله، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد، ونكرر شكرنا، وهذه مشاعر آباء، فأنت عندنا بمنزلة البنت العزيزة والأخت الكريمة.

    نسأل الله لك التوفيق والسداد.





  7. #17
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) أجاهد نفسي على الثبات ولكني أرتكب الأخطاء، فماذا أفعل؟


    السؤال
    السلام عليكم..

    أرجو المساعدة:

    في السابق ارتكبت بعض الأخطاء، وطلبت من الله المغفرة، ولكني أحاول جاهدة لكي أثبت على إيماني، ولا زلت في بعض الأحيان أرتكب بعض الأخطاء، فأرجو المساعدة.

    وجزاكم الله خيرا.




    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ m fawaz حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


    أهلا بك - أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن ييسر لك كل عسير.

    وبخصوص ما سألت عنه - أيتها الفاضلة -:

    فيجب أن تعلمي أن الصراع بين الحق والباطل، والطاعة والمعصية، أمر قائم في كل نفس بشرية، وعلاجه من أيسر الأمور متى ما التزم صاحبها الطريق بعد الاستعانة بالله عز وجل.

    أختنا الفاضلة: إن ابتداء الطريق أن تدركي أنه لا خلاص لك إلا بالله من الألم، إذا أخذت نفسك بالعزيمة والجد، واستعنت بالله سبحانه وتعالى على التوبة، فإن الله عز وجل سييسرها، فإنه سبحانه وتعالى يتوب على الإنسان ليوفقه للتوبة، ومهما كانت ذنوبك وعظمت خطاياك، وإن بلغت بعدد رمال الصحراء، أو قطرات بحار الماء، أو بعدد أوراق الأشجار، وعدد قطر الأمطار، فإن عفو الله تعالى ورحمته أوسع من ذلك كله، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}.

    نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير، ونود منك الانتباه إلى بعض تلك العناصر المعينة على التوبة:

    أولا: تعظيم الله بمعرفته والخوف منه، مع كامل المحبة له، فإن من عظم ربه وخافه صعب عليه معصيته، وإن وقع بحكم الطبيعة البشرية هرع إليه تائبا باكيا.

    ثانيا: حددي نقاط ضعفك، وحددي المواطن التي يستدرجك الشيطان من خلالها، فإن الله أخبرنا أن للشيطان خطوات، وأمرنا ألا نتبع تلك الخطوات، ذلك أن الشيطان يستدرج ابن آدم، فإذا عرفت نقاط ضعفك سهل عليك الابتعاد عنها.

    ثالثا: ابتعدي عن أسباب المعصية، مع تقوية الوازع الديني بكثرة التعبد لله.

    رابعا: اجتهدي في أن يكون لك صحبة صالحة تعينك على طاعة الله، فإن الذئب يأكل دائما من الغنم القاصية، والمرء بإخوانه، وإخوانه بدونه.

    نسال الله أن يوفقك لكل خير، وأن ييسر لك كل عسير، والله الموفق.





  8. #18
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) إخوتي متهاونون في الصلاة.. كيف نتعامل معهم؟


    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إخوتي -هداهم الله- متهاونون جدا في الصلاة، فهم يصلون فرضا في اليوم، وغالبا لا يصلون أبداً، ووالدي مريض -الله يشفيه- فهو غير قادر على الحركة، ومريض كليا، ومع ذلك دائم النصح لهم.

    والدتي قامت باستخدام جميع الطرق من نصح، وغضب، وبكاء، وتذكير بالموت، وتخبرهم بحرمة تضييع الصلاة، ودائمة الدعاء لهم في جوف الليل، ولكن لا يوجد أي استجابة منهم، فأصبحوا يكذبون، فإذا سالت الواحد منهم هل صليت؟ يقول: نعم، وإذا أمرناهم بالصلاة! قالوا: صلينا، وإذا أمرناهم بالذهاب لصلاة الجماعة يذهبون ويمشون في الشوارع، ثم يعودون للبيت من غير صلاة.

    والله إن قلبي يتقطع عليهم، وأخبرهم بذلك، وأنصحهم ولكن لا أدري ما العمل معهم، والله أني دائما أضم أسماءهم إلى دعائي راجية رب العالمين الإجابة، والله أشفق على والديّ منهم، فأمي مريضه أيضا بارتفاع الضغط، وأحيانا يغمى عليها من شدة القهر والغضب عليهم، فصارت والدتي تأمرهم بالصلاة فقط وتذهب، وإذا قالوا صلينا تقول: أعلم أنكم تكذبون، ولكن صلاتكم لكم، ورب العالمين سيحاسبكم، وإذا سألتها لماذا أصبحت هكذا تقول لي: والله تعبت منهم، وأيضا تعلمين أن علي أن أرعى والدك المريض، مع العلم أن أعمار إخوتي 13 و 18.


    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ جمانة حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك هذه الروح التي حملتك على الرغبة في نصح الإخوان، وهكذا ينبغي أن تكون الأخوات، فإن ترك الصلاة هي جريمة الجرائم، ولا خير في مَن يترك الصلاة، العهد الذي بيننا وبينهم (الكفار) الصلاة، فمن تركها فقد كفر، من حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة يوم القيامة، وحُشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأُبيّ بن خلف.

    نسأل الله أن يُكثَّر من أمثالك، وأن يقر أعينكم بصلاح الأبناء والبنات والإخوة والأخوات، وأتمنى كذلك أن يستمر الوالد في نصح ودعائه، وكذلك الوالدة تستمر في النصح والدعاء، أما أنت فأرجو منك أن تقتربي من إخوانك، وتحاولي أن تختاري الأوقات المناسبة، وتذكريهم بالله، وتذكريهم بمرض الوالدين، ذكريهم بضرورة أن يدعو لهم في السجود لله تبارك وتعالى، تذكريهم بعواقب ترك الصلاة، ذكّريهم بما عندهم من إيجابيات، وذكّريهم بما فيهم من أشياء طيبة هي هبات من الوهاب الذي ينبغي أن نسجد له ونركع ونخضع له ونتقرب إليه سبحانه وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

    نحن لا نريد اليأس، ونتمنى من الوالدة دائمًا - إذا قالوا (صلينا) – أن تدعو لهم، وأن تقول (هكذا أفرح بكم ومنكم يا أبنائي) بدلاً من أن تقول (أنتم تكذبون) لأنهم في هذه الحالة سيصلون إلى الإحباط، (ولن تصدقنا فلماذا نصلي؟) لكن إذا قالوا (صلينا) - حتى وإن كانتْ تشك - تدعو لهم بالثبات والهداية، وتبين لهم فضل الصلاة، وتقول: (بالصلاة تناولوا رضا الله ثم رضانا) ونحو هذا الكلام الجميل؛ لأن هذا يعطيهم ثقة، تجعلهم يندفعوا إلى الاستجابة لداعي الله، ونسأل الله أن يعين الوالدين على كثرة الدعاء لهم، فإن الدعاء له أثر كبير.

    نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأكرر حرصي على ضرورة الاستمرار في النصح، دون إظهار اليأس والقنوط، فإن الإنسان لا يدري متى تكون لحظة الهداية، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.





  9. #19
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) معجبة بابن عمتي، كيف أتصرف؟


    السؤال

    السلام عليكم

    عندما كنت في السابعة من عمري أعجبت بابن عمتي، كنت أظن أني أحبه، لكن بعد سنة نسيته، أدركت أنه مجرد إعجاب، والآن أنا في عمر 11 عاماً، وأعجبت به مرة ثانية، لكني هذه المرة أعجبت به بشدة، وأريده أن يكون زوجاً لي في المستقبل، بحثت على الانترنت على أي شيء أستطيع أن أعرف به، هل أنا أحبه أم لا؟ ووجدت أني أحبه، أخبرت أخاه لأني أعزه كصديقي، وأخبرته ألا يخبر أحداً ولا حتى ابن عمتي.

    السؤال: كيف أجعله يحبني؟





    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ جانيا حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونشكر لك التواصل معنا، وأنت صغيرة لكنك كبيرة بالكلام الذي ذكرته، وكبيرة بهذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير.

    ونؤكد لك أن كل هذا الذي يحصل يسمى (إعجاب)، والحب لا بد أن يرتبط بصفات، يعني هي تحب أخلاقه، أمانته، دينه، خلقه، وهذه هي المعاني التي تريدها هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها، والفتاة إذا وجدت في إنسان خصالاً تعجبها، تدفعها إلى أن تميل إليه، فإن عليها أولاً أن تكتم هذه المشاعر، لأنها ربما تكون من جانب واحد -من جانبها فقط-، وكذلك أيضًا عليها أن تحرص على أن يكون هذا الإعجاب في صفات فعلية هي الدين والأخلاق، فمنقبة للفتاة أن تعجب بدين الفتى، ومنقبة للفتى أن يختار في الفتاة دينها وخلقها، قال تعالى: {إن خير من استأجرت القوي الأمين} هكذا قالت المرأة العفيفة الصالحة، وهذا أقصى ما تقوله المرأة العفيفة في رجل {إن خير من استأجرت القوي الأمين} فهي أشارت إلى هذه الصفات الهامة.

    ومع ذلك فإننا لا نريد أن تستعجلي في مثل هذه الأمور، وعليك أن تتقربي إلى الله تبارك وتعالى، فإن قلب ابن العمّة، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء سبحانه وتعالى.

    واعلمي أن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، ونعتقد أن الوقت مبكر، وكم تمنينا أن لا تُخبري أحدًا بهذا خاصة من الشباب ومن الرجال، فإنا لا نريد أن تكون هناك صداقة بين البُنيات والأولاد، بل الفتاة ينبغي أن تكون صديقة لمثيلاتها وزميلاتها، ولو كان هناك من تستطيع أن تُخبريه لكان أخوات ذلك الشاب، يعني بنات عمتك أخوات ذلك الولد، يمكن أن تخبريهم، أما أن تخبري شاباً آخر فنحن أولاً نحذرك من التوسع في الكلام مع الشباب، مهما كان قُربهم، فابن العمّة وابن الخالة كلهم أجانب عن الفتاة، والأجنبي في الشريعة هو الذي يجوز له أن يتزوج الفتاة، وليس كما نفهم أن الأجنبي هو الذي من بلد آخر، كل من يستطيع أن يتزوج الفتاة يعتبر أجنبيًا عنها، لذلك علاقتها به لا بد أن تكون محكومة بقواعد وضوابط هذا الشرع الحنيف، الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

    ونحن نريد أن نؤكد لك أن الفتاة تجعل الشاب يُحبها بدينها، بأخلاقها، بحشمتها، بآدابها، ببعدها عنه، بعدم التوسع الكلام معه، بالحياء منه، وهذه معاني مهمة جدًّا، فإن الرجل يهرب من المرأة التي تجري خلفه، ويجري وراء المرأة التي تهرب منه وتلوذ بإيمانها وحيائها وعفتها وحشمتها، وهذا ما نوصيك به، وندعوك إلى عدم تقديم التنازلات، ولا تتوسعي في المكالمات، وندعوك إلى أن تحتشمي وتبالغي في التستر، فإن هذا هو الذي يلفت نظر الرجل إلى الفتاة، ويجعله يُصر على الارتباط بها، وهذا معروف بين الشباب، حتى السفيه عندما يريد أن يؤسس أسرة فإنه يختار العفيفة الحيية المتسترة المتحجبة.

    نسأل الله أن يعينك على التمسك بآداب وأحكام هذا الشرع الحنيف، واعلمي أن الحب من الرحمن، وما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، {وجعل بينكم مودة ورحمة} من الذي يجعل الحب؟ الله سبحانه وتعالى، فالجئي إلى الله وكوني مع الله، وتوجهي إلى الله، طبقي على نفسك شرع الله وآداب هذا الدين، وأبشري عند ذلك بالخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.





  10. #20
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) والدي يأخذ راتبي.. كيف أتعامل معه؟


    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إخواني في موقع إسلام ويب جزاكم الله خير الجزاء ووفقكم وسدد خطاكم.

    أود طرح استشارتي عليكم، مشكلتي تتلخص في سيطرة والدايّ كلاهما على أموالي الخاصة، وتشددهما من هذه الناحية.

    لعل من المهم في بداية الطرح أن أخبركم بطبيعة أسرتي (من ناحية التعامل المادي معي أنا وإخوتي)، والدايّ لديهما السيطرة (الكاملة) تقريباً على كل ما نملك، تعودنا أنا وإخوتي على هذه المعاملة منذ صغرنا.

    فـي بداية الأمر وبطبيعة الأطفال الصغار لم نجد مشكلة، وكنا نعتقد أن هذا هو حال الدنيا، وهو الأسلوب الصحيح، ولكن عندما كبرنا أصبح هذا الأسلوب متعبا جداً.

    دعني أعطيك مثالاً: عندما أكسب جائزة مادية نتيجة حفظ جزء من القرآن فـي حلقة التحفيظ، تقوم والدتي بأخذ المال مني بعد يومين أو ثلاثة، ولا أستطيع صرفها قبل أن تأخذه مني (مع أنني لم اتجرأ على ذلك؛ لأني أعلم النتيجة، وهي الغضب الشديد مني).

    لم تحصل مشاكل أبداً، فقد كان والداي يفعلان ما يريدان، ونحن مستسلمين وليس لنا أي ردة فعل، بل بعض الأحيان لا نشعر بالاستياء ابداً؛ لأن هذا ما تعودنا عليه منذ الصغر.

    عندما توظفت قبل 6 سنوات، نفس الأسلوب راتبي بالكامل أسلمه لأمي أو أبي على حسب ما يتفقان بينهما وآخذ مبلغا بسيطا كمصروف شخصي مع أن والدي موظف، وراتبه جداً مناسب، كنت لا أجد مشكله في البداية.

    في السنه الرابعة من وظيفتي ترك أبي عمله، وليس لديه راتب، ولكن أبي كان وما زال يمتلك أراض ومنزل ومبالغ ممتازة جداً في البنك تمكنه من شراء منزل آخر إذا أراد ذلك، ولكني أعلم أن عدم وجود راتب يشعرنا أنا وأسرتي بتخوف من مستقبلنا المادي، كان راتبي جيدا، ***بي مصاريفنا الشهرية، ولم نحتج أن نصرف أي مبلغ من أموال أبي المحفوظة في البنك.

    الآن أنا مقبلة على وظيفة أخرى براتب ممتاز يزيد على احتياجاتنا الأسرية، مشكلتي هو أن والدي يريد أن يأخذ راتبي بالكامل تقريباً، ويصرف بعضه علينا والبعض الآخر يضعه مع أمواله السابقة في حسابه بالبنك.

    أشعر بالاستياء الشديد من هذا التصرف، أريد أن تكون لي أموالي الخاصة بالإضافة لمساعدة أسرتي بالمبلغ الذي يحتاجونه، ولكن ما يزيد عن حاجتهم أريده لي.

    أخوتي جميعهم لا تعجبهم تصرفات والدي وسيطرته، أعلم يقيناً أن مجرد طرح الموضوع سيحل علي غضب شديد، وسأصبح في نظرهما الابنة العاقة الأنانية التي لا تساند أسرتها وستتغير معاملتهما لي.

    أريد أن أخبركم أن والداي يعتقدان يقيناً أن الأبناء يجب أن يعطوا آبائهم كل ما يملكون من أموال وأن هذا هو الأسلوب الصحيح.

    وإن قدمت لهما عذرا بأني أريد شراء سيارة (مثلاً)، وأريد تجميع أموالي الخاصة سيكون ردهما بأنهما سيساعداني مستقبلاً (وهذا لن يحصل في الواقع) أعلم أنهما لن يسانداني في المستقبل، فمنذ جئت لهذه الدنيا لم يقم أبي بأخذ أي مبلغ تم وضعه في البنك حتى وإن كنا في حاجة ماسة له.

    أريد أعرف ما يجب علي فعله، خصوصاً أنني على أبواب وظيفة جديدة؟

    لقد علمت من والدي أنه يريد أن تكون بطاقتي البنكيه معه (أخبرني ذلك عن طريق المزح، ولكني أعلم أنه جاد في ذلك)، وأريد التعامل بالشكل الصحيح منذ البداية.


    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ Dimaaa حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبك على الحق، وأن يرزقك بر والديك ورضاهما، وأن يعينك على فعل ما يُرضيه، إنه جواد كريم.

    وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن مقام الوالدين عظيم، وأن النبي – صلى الله عليه وسلم -: (أنت ومالك لأبيك) وأننا مهما قدمنا للوالدين فلا يمكن أن نكافئهما على أقل مجهود بذلاهما من أجل وجودنا وإسعادنا، فالأم كما تعلمين دورها دور عظيم لا يمكن لأي مؤسسة في العالم أن تقوم بمثله أو بمعشاره، وكذلك الأب.

    ومن هنا فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعُتقه) يعني لا يكافئ الولد والده – سواء كان ذكرًا أو أنثى – إلا أن يجد هذا الأب أو الأم مملوكان كالعبيد يُباعان في الأسواق فيشتريهما بماله كله يكون في هذه الحالة قد كافأهما، وهذا ضرب مثل بالمستحيل، فكأن النبي – صلى الله عليه وسلم – يريد أن يقول: يستحيل أن يكافئ الولد والديه بحال من الأحوال، وإنما عليه أن يجتهد في إكرامهما والإحسان إليهما، ولقد تدخل الشارع الحكيم فبيّن لنا حتى كيفية التعامل معهم وكيفية الكلام والحوار، وإلى أي مدى تكون الطاعة، وهذا أمرٌ بيّنٌ واضح أعتقد أنه لا يخفى عليك.

    إلا أن هذا كله ليس معناه أن الوالد أو الوالدة يمنعان الإنسان منعًا كُليًا من ممارسة حقه الطبيعي والشرعي في التصرف في ماله ما دام تصرفه بطريقة صحيحة، وليس فيها نوعًا من الإسراف أو التبذير أو استعمال في محرم، فهذا لا يمنعه الشرع، ولذلك قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه) حتى ولو كان الذي يأخذ هذا المال هو الوالد أو الوالدة، فلا بد من وجود نوع من الرضا، خاصة إذا كانا ليسا في حاجة إلى هذا المال، أما إذا كان الوالد في حاجة والوالدة كذلك فإن نفقتهما تتعين على الإنسان، فيجب عليه أن يعطيهما ما يكفيهما من متطلبات الحياة.

    أما إذا كانا في حالة يُسر وخير وليسا في حاجة إلى المال، فلا أعتقد أن من حقكما أن يأخذا هذا المال بهذه الطريقة، ولذلك الأمر محرج جدًّا؛ لأنك أولاً فتاة، ثانيًا: أنك معهما في البيت، لو أنك متزوجة وتعيشين مع زوجك لكان للكلام وجه آخر، أما أنت الآن فيما فهمتُ تعيشين معهما في نفس المنزل، وبالتالي سيطرتهما عليك سيطرة كاملة، خاصة أنهما تعودا هذا منذ صغرك وصغر إخوانك، وهم يرون أن هذا من حقهما، وأن هذا من أجلكما، وأن هذه الأموال توضع في البنك لكما.

    هذا الكلام قد يكون فيه قدر كبير من الوجاهة، خاصة وأنك تقولين بأن أي مال يدخل إلى البنك لا يمكن إخراجه حتى وإن كانت الحاجة ماسة إليه، فقطعًا هذا المال سيؤول لكم في المستقبل، يعني سيؤول لك ولإخوانك ولأخواتك، وهذا أمر لا شك فيه، لأنكم الورثة الحقيقيون الشرعيون، الذين سيرثون هذه الأموال بالشرع، فهذه الأموال سترجع إليكم يقينًا، ولكن المشكلة تبقى في حرمانك حتى من التصرف في بعض أمور أموالك، وإخبار الوالد لك بأن بطاقة البنك ستكون معه، هذا حقيقة نوع من التجاوز الشديد، الذي يحتاج إلى نوع من التذكير والنصيحة.

    وبما أنك لا تستطيعين أن تقومي بذلك فأمامك واحد من اثنين: الأمر الأول: إما أن تُدخلي بعض أٌقاربك المقربين جدًّا من الوالد أو الوالدة، وأن يسأله سؤالاً غير مباشر، لينظر ماذا سيكون رده، لعله يستطيع أن يغير وجهة نظره، أو أن يسمح لك بأخذ بعض الأموال لك شخصيًا؛ لأن الأمر في غاية الحرج، وهو قطعًا حتى وإن كلمه أحد الأقارب فإنه ستتجه أفكاره هو وأمك إلى أنك شكوتِ له، وهنا ستبدئين تعانين بعض المشاكل الداخلية.

    الأمر الثاني: أن تتكلمي مع أمك وتقولي لها (هذا الأمر أنا أشعر بأن فيه نوع من الجور، ونوع حقيقة من تضييع حقي في أن يكون لي شيئ؛ لأن هذا المال في جميع الأحوال هو مالي، وكونكم تأخذون ما تحتاجونه أنا لا أمنع من ذلك، أنا مستعدة أن أتكفل بكل مصاريف الأسرة، ولكن إن بقي شيء زائد عن حاجة الأسرة، فلماذا لا يكون لي، هذا حقي الشرعي).

    حاولي أن تتكلمي مع أمك؛ لأن الأم عادة تكون ألطف وتكون أقرب من أبنائها، هذا من الممكن؛ إذا لم تستطيعي هذا ولا ذاك فليس أمامك حقيقة إلا الصبر الجميل حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً، لأن وجودك في داخل البيت ووجود الوالد والوالدة يسبب نوعًا كبيرًا من الحساسية ينبغي علينا أن نراعيها، أما الحق الشرعي فهذا مالك شرعًا ولا يجوز لأبيك أو لغيره أن يأخذه بأي صورة من الصور إلا برضاك لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسٍ منه) إذا كانا في حاجة فيتعين عليك أن تقفي معهما، وأن تقدمي ما يمكن تقديمه، حتى ولو كان المال كله، أما إذا لم يكونا في حاجة فلماذا إذًن يأخذون المال ويدخرونه، اللهم إلا مجرد الأفكار التي عششت في عقولهم منذ القِدم بأن هذا المال هم سيحافظون عليه لك ولإخوانك، وأنه سيكون لكم في النهاية، وهذا في الواقع – كما ذكرت – تصرف غير شرعي، لأن هذا مالك لماذا يقسَّم على الورثة؟ هذا ليس مال أبيك حتى يُقسَّم بعد وفاته على الورثة، وإنما هذا مالك أنت شخصيًا، فهم سيقعون في خطأ آخر بأن مالك سيكون باسم الوالد ولا بد أن تتم قسمته للذكر مثل حظ الانثيين، وبذلك قطعًا ستظلمين مرة أخرى.

    لذا أرى - كما ذكرت لك – إما أن تتكلمي بوسيلة من هاتين الوسيلتين، إما بأحد المعارف أو تتكلمي شخصيًا مع أمك، أو أن تصبري الصبر الجميل، وأن تحتسبي أجرك عند الله، لعل الله يجعل لك مخرجًا بالزواج قريبًا فتستقلين أُسريًا عنهما، وبالتالي يمكن التصرف في مالك.

    نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يؤلف بين القلوب ويُصلح ذات بينكم.





صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نص فضل العلم والعمل
    بواسطة مستر احمد يحيى في المنتدى اللغة العربية
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 07-01-2016, 11:14 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •