المناهج الجديدة 2018 / 2019 :

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، لا إله إلا الله وحدهُ، صدق وعدهُ ونصر عبدهُ وأعز جندهُ وهزم الأحزاب وحدهُ، لا إله إلا الله ولا نعبدُ إلا إياهُ، مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِ على سيدنا محمدٍ، وعلى آل سيدنا محمدٍ، وعلى أصحاب سيدنا محمدٍ، وعلى أنصار سيدنا محمدٍ، وعلى أزواج سيدنا محمدٍ، وعلى ذرية سيدنا محمدٍ، وسلم تسليمًا كثيرً **** كل عام وجميع الأمة الإسلامية بخير

facebook

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 28

الموضوع: كيف تسألين أهل العلم

  1. #1
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) خطبني شاب صاحب خلق ودين وأبوه ذو سمعة سيئة، فهل أقبل به؟


    السؤال
    السلام عليكم

    تقدم لخطبتي شاب صاحب خلق ودين، يشهد له الجميع بذلك، وقام أهلي بالسؤال عنه وعن أسرته، فعلموا أن أمه امرأة صالحة، ومتدينة بشهادة الجميع، لكن سمعة أبيه لا تشرف.

    يقولون إن والده متهم بسرقة أموال جمعية خيرية، وسبق أن طرد من المدرسة التي كان يعمل بها، مع العلم أن خمسة أشخاص يشهدون نفس الشهادة.

    تأثر والدي بهذه الشهادات، وهما يرفضان الانتساب لعائلة رب بيتها سيء السمعة، رغم أنهما مقتنعان بخلق الشاب وتدين أمه، ماذا أفعل حيال هذا الأمر؟ علماً أني ارتحت له بعد أن استشرت واستخرت؟

    أتمنى أن تفيدوني، جزاكم الله خيراً.





    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى من الأسرة أن تواصل السؤال عن الشاب في نفسه، رغم أن أهمية سمعة الوالد وسمعة الأسرة، لكن لأننا يصعب علينا أن نجد شابًا يكون هو من الصحابة ووالداه من الصحابة، وليس في أخواله ولا في أعمامه ولا في أجداده عيب.

    لذلك ينبغي أبدًا أن نلاحظ هذا الجانب، وإذا كان الشاب صالحًا تمام الصلاح – كما ذكرتم – فلن يضره ما حصل من والده خاصة، وأنتم تقولون هذا مجرد اتهام، والحقيقة يعلمها الله تبارك وتعالى، وعلى كل حال فإن الإنسان لا بد في هذه الأمور أن ينظر إلى كافة الأبعاد، ينظر إلى الشاب، ينظر إلى أسرته، ينظر إلى مصلحة الفتاة، ينظر إلى الفرص المتاحة، ينظر إلى عمر الفتاة، ينظر إلى الانسجام الذي حصل أو عدم الانسجام، ينظر إلى القضية من كافة جوانبها، حتى يكون القرار صحيحًا، وحتى يكون القرار صائبًا.

    ثم علينا أن نعرف مدى علاقة هذا الابن بأبيه، هل هو راضٍ بما حصل منه؟ هل هو معترض على الذي حصل؟ هل لوالده سطوة عليه وسلطان عليه؟ وهذه أمور قد تحتاج إلى بعض الوقت، لكن الرجال يعرفونها بسهولة، ونحن نوصي أولياء البنات أن يهتموا بالسؤال حول هذه المسائل، لأن مسألة الزواج رباط كبير ومسألة تحتاج فعلاً إلى دراسة متعمقة وإلى نظر في كافة الجوانب، وهذا دور أولياء الأرحام.

    ثم إننا عندما تركنا الشاب لأجل سمعة أبيه هل كان هذا الترك لله أم نخشى أن يكون الناس كذا غير منتبهين لسمعة الشاب وسمعة بقية أفراد أسرته خاصة الأعمام وغيرهم، فعمّ الرجل صنو أبيه، فنريد أن تعيدوا النظر وأن تكون النظرة شاملة لكافة الجوانب.

    مع أننا نكرر شكرنا للأسرة على هذا الحرص، ولكننا – مرة أخرى – نؤكد أن دين الشاب وخلقه (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه) هذا هو الأصل، مع أن الدين يُطالب بالأسرة (وكذا) لكن العامل الأساسي أن يكون المتقدم صاحب خلق وصاحب دين، وإلا فكثير من الصالحين والصالحات لهم آباء وأمهات فيهم نقص، وسبحان من يُخرج الحي من الميت.

    عبد الله بن أُبي بن سلول، الوالد رأس المنافقين، والابن من كبار المؤمنين – عليه رضوان الله تبارك وتعالى - أبو جهل عدو الله، فرعون الأمة، ابنه عكرمة – رضي الله عنه وأرضاه – الوليد بن المغيرة، ابنه خالد بن الوليد – رضي الله عنه وأرضاه –.

    لذلك ينبغي أن ننتبه لهذه الجوانب، ونتمنى أن تديري الموضوع بحكمة، وأن تجدي من محارمك من العقلاء والفضلاء من يتبنى وجهة النظر هذه، وأرجو أيضًا أن تمحصوا وتعيدوا السؤال لتتفهموا عن الشاب أكثر وتتعرفوا على علاقاته، وعن مصادر رزقه وعن أحواله، لأن في ذلك ما يعينك على إقناع الأسرة، ونتمنى أن يكون لك محرم عاقل هو الذي يتكلم بلسانك، أو اجعلي الوالدة تزيد البحث، ويمكن أن توصلي ما عندك من رغبة وميل إلى الشاب إلى المناسب من عمّاتك أو أخواتك أو خالاتك، أو من هو أقرب إليك سنًّا حتى يحركوا الموضوع، ويفكروا معك بالطريقة التي نريد، بحيث يعيدوا النظر ويصطحبوا هذه المعاني المهمة.

    الأصل هو دين الشاب، مع أننا نتمنى في الحقيقة أن تكون الأسرة كلها متدينة وسمعتها طيبة، لكن لنسأل أنفسنا: هل يُوجد إنسان ليس فيه عيب وليس فيه نقص؟ فمن الذي ما ساء قط؟ ومن الذي له الحسنى فقط؟

    نسأل الله أن يُقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يقدر للشاب كذلك الخير حيث كان ثم يرضيه به.





  2. #2
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) أنا شريفة ولكني أتعلق بالرجال وأحاول جذب اهتمامهم، فما السبب؟


    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكركم على هذا الموقع الرائع، فأنا أقرأ لكم كل يوم، وجزاكم الله خيرا.

    أنا امرأة أرملة، ولدي طفلة، عمري 32 سنة، وعلى قدر من الجمال، محجبة -والحمد لله-، تزوجت وعمري 18 سنة، مشكلتي أنني ومنذ صغري أحاول جلب اهتمام وعطف كل رجل أكلمه في عملي، وفي الشارع، وفي أي مكان كيفما كان نوعه صغيرا كان أم كبيرا، أعزبا أم متزوجا، وحتى إن كان عجوزا، وأتوقع من أي أحد كلمني، ولو بشكل عادي أنه معجب بي، ويهتم لأمري فأفرح كثيرا، وأتعلق به تعلقا شديدا دون أن أبدي له شيئا من ذلك، وما إن يختفي من حياتي حتى أصدم صدمة شديدة، وأبكي وأحزن ثم أنسى بعد ذلك لأعاود الكرة مع أحد آخر.

    لا تحسبوا أنني إنسانة غير محترمة، فأنا أخاف الله، ولم أقم بفاحشة أبداً منذ أن توفي زوجي قرابة 10 سنوات، وقد تعرضت لعدة مساومات، لكني أرفض؛ لأنني أخشى الله، وسمعتي وشرفي فوق كل اعتبار، وإنما هي أحاسيس في نفسي، لكنها تؤرقني وتدمر نفسيتي، لا أخفيكم أنني حتى عندما كنت متزوجة كنت أعاني من هذه المشكلة، ولو أنني كنت أحب زوجي رحمه الله كثيرا، ولكن ليس بشكل كبير كما هو الحال الآن بعد أن ترملت.

    وإن سألتموني عن طفولتي سأقول إني عشت طفولة قاسية مع أب لطالما تمنيت أن أحظى بحنانه وعطفه واحترامه واهتمامه، لكن لم يكن له هم سوى العمل، وجمع المال بحجة توفير العيش الكريم لنا أنا وأخواتي الأربع، وقد كان يمنعنا من الخروج من البيت إلا للمدرسة فقط، ويفسر ذلك بكونه يريد الحفاظ على سمعتنا من كلام الناس.

    أما أمي فقد كانت تفضل أختي الكبرى دائما، وكذلك أبي، وكنت أتعرض للإهانة والضرب منهما دائما بسببها.

    اليوم أنا لا أحقد -والحمد لله- على أحد، لكنني أود أن أعرف هل هذا مرض نفسي أعاني منه أم هو أمر عادي؟ وكيف أتخلص من هذه المشاعر التي أخشى أن تقودني إلى فعل الفاحشة، خاصة وأنها تتفاقم معي يوما بعد يوم؟

    ساعدوني، جزاكم الله خيرا.





    الإجابــة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    وصفك لحالتك واضحة، وهذا المسلك الذي تحدثت عنه فعلاً يستحق الاهتمام، وربما تكون هنالك عدة تفسيرات له، فهذه الميولات والانجذابا ت وحب التواصل مع الرجال حتى وإن كان بريئًا وشريفًا كما ذكرتِ، إلا أنه بالطبع تصرف وسلوك ليس بالحميد، وليس بالجيد أبدًا، فهو يشوه صورة المرأة ولا شك في ذلك، كما أنه يؤدي إلى نزاعات وجدانية وعاطفية داخلية.

    ومثل هذا التصرف يتعلق بالشخصية، لا أعتبره مرضًا نفسيًا، إذا اعتبرناه مرضًا فسوف نكون غير منصفين، لكنها ظاهرة وسمة تستحق الاهتمام كما ذكرت لك.

    بعض النساء من ذوات ما يسمى بالشخصية النرجسية قد يكون لديهم مثل هذا التصرف، محاولة لفت نظر الرجال، محاولة أن تكون المرأة دائمًا تحت مظلة اهتمام الرجل، أن يُثنى عليها (وهكذا..) وليس من الضروري – كما تفضلت وذكرت – أن يكون هناك قصد أو نية لفعل الحرام.

    في بعض الأحيان مثل هذه المشاعر الوجدانية حتى وإن كانت سالبة لكن بعض النساء يتخذنها كنوع من العلاقات التعويضية، المرأة التي عانت في طفولتها وتكونت لديها فكرة سلبية عن الرجل أبًا كان أو أخًا، ربما يأتيها شيء ويدفعها نحو تكوين هذه العلاقات التعويضية.

    هذا هو التفسير - أيتها الفاضلة الكريمة – والذي أراه، وربما تكون هناك تفسيرات أخرى، المهم في الأمر هو: أن تستدركي أن ما تقومين به ليس بالأمر الصحيح، أنا أحترم مشاعرك جدًّا وأقدرها جدًّا، وأنت سيدة محترمة، حباك الله بأشياء كثيرة، ومنها الجمال، ولديك طفلة، وقطعًا أنك قد ترمّلت، هذا شيء محزن ولكنه مقدر، ونسأل الله تعالى أن يعوضك بزواجٍ طيب ومستقر، فأنت لا زلت في سن صغيرة، ولك مميزات كثيرة، أعتقد أن تفكيرك يجب أن يسير في هذا المسار، أن تتزوجي من رجل محترم، يكفيك عن كل هذه المشاعر التعويضية التي تبحثين عنها، وفي ذات الوقت يجب أن تضعي كوابحَ وضوابط حقيقية أمام عواطفك ووجدانك، ضعي الأمور في قالب الحلال والحرام، هذا ضروري، وهذا مهم، وهذا فاعل جدًّا، وسوف يجعلك إن شاء الله تعالى تحقرين فكرة بناء أو نمو هذه العلاقات، وحتى إن قدم إليك أحد ليبني علاقة على هذه الشاكلة؛ قطعًا سوف يكون لديك الاستبصار والصرامة والمقدرة أن تُوقفي مثل هذه الأفاعيل عند حدها.

    هذا هو الذي أراه، والشيء الآخر المهم جدًّا: أعتقد أنه من المهم لك أن تكون لك رفقة طيبة من النساء الصالحات، اتجهي في هذا الاتجاه، ويمكنك أن تنخرطي في بعض الأعمال الخيرية النسوية الجيدة، وكذلك الأعمال الاجتماعية ، ويا حبذا لو التحقت بأحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا إن شاء الله تعالى فيه خير ودفع إيجابي كبير جدًّا بالنسبة لك.

    بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
    ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــ
    انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم – استشاري أول طب نفسي وإدمان
    تليها إجابة الشيخ/ موافي عزب – مستشار الشؤون الأسرية.
    ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــ

    فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يمُنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.

    وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن هذه الرغبات المحبوسة التي تحاولين مقاومتها تُزعج إزعاجًا عظيمًا وتُسبب للمرأة المسلمة نوعًا من الحرج خاصة فيما بينها وبين الله تبارك وتعالى، إذ أنها متقلبة المزاج، وتسعى لإشباع شيء وهمي بعيدًا عن قواعد الشرع، فنفسها تتمنى وتشتهي، ولكنها لخوفها من الله تبارك وتعالى لا تقرب الفاحشة.

    فهذه المعركة الداخلية إنما هي حقيقة نوع من المجاهدة في الله سبحانه وتعالى، كون الإنسان له رغبات وله شهوات جامحة ترغب في الإشباع المحرم إلا أنه يقاوم ذلك ويحاول أن يُحد من أثره فهذا نوع من المجاهدة كما ذكرت، والمعركة هذه لن تتوقف إلا إذا أدخلنا بعض التغيرات على سلوكنا – أختي الكريمة الفاضلة فاطمة – من هذه:

    أولاً: لابد أن تعلمي أن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه قدر المقادير قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه المقادير الارتباطات والعلاقات، بمعنى أن الله تبارك وتعالى كتب لكل امرأة حظها من الرجال، ولكل رجلٍ حظه من النساء، ولا يمكن لأي أحد أبدًا من البشر أن يغير هذه المنظومة مطلقًا إلا إذا توجه إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء.

    فنصيبك سوف يأتيك قطعًا، أما تطلع المرأة إلى الرجال أو رغبة الإنسان في أن يُشبع نفسيته بالإعجاب وغير ذلك، فهذا مما لا شك فيه ليس بحميد ولا مستحب، بل إنه أمر مذموم، لأن الإنسان إذا تابع شهواته فإنها قد تكون في بداية الأمر مجرد رغبات نفسية، إلا أنها مع شدة إلحاحها قد تتحول إلى واقع، وقد تقود إلى الفاحشة كما ذكرت أنت في رسالتك.

    لذا أنصحك – بارك الله فيك – بداية بغض البصر قدر الاستطاعة، لأن الله تبارك وتعالى أمر النساء كما أمر الرجال بقوله: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ} . فأول أمر في العلاج غض البصر عن الرجال مطلقًا، والاجتهاد في ذلك، وأنا أعلم أنك قد تعانين بعض المعاناة، ولكنك سوف تنتصرين في نهاية الأمر؛ لأن الله قال: {إن الله مع الذين اتقوا} فكونك تجتهدين في غض البصر حتى لا تملئي عينيك بالحرام، هذا سيكون أول عامل من عوامل القضاء على تلك المشكلة بإذن الله تعالى.

    الأمر الثاني: عدم مخاطبة الرجال في غير ما حاجة شرعية ضرورية، بمعنى أننا لا نختلق موضوعات نتحدث فيها مع الرجال، وإنما اجعلي كلامك مع الرجال كملح الطعام، لا تتوسعي في الكلام مع أحد، ولا تنظري إليه وأنت تتحدثين إليه، ولا تحاولي أن تتمنينه، إلى غير ذلك، وقاومي هذه الأفكار، فإنك بذلك ستجففين منابع هذه المشكلة، لأن هذه المشكلة مع الأسف الشديد مشكلة تربوية قديمة، وهي ما زالت تُلح عليك بقوة، والشيطان اعتبرها فرصة ويحاول أن يضغط عليك بكل قواه لكي يوقعك فيما حرم الله تبارك وتعالى.

    فعليك كما ذكرت لك – أختي الكريمة الفاضلة – أول أمرك إنما هو غض البصر، الأمر الثاني: لا تتحدثي مع الرجال إلا كملح الطعام، بمعنى إذا كنت في أمس الحاجة إلى الحديث مع رجل فليكن في أضيق الحدود، لا تنظري إليه وأنت تتحدثين إليه أو يتحدث إليك، لا تحاولي أن تعملي بخيالك في أن هذا من الممكن أن يكون المعجبين بك أو غير ذلك، وإنما حاولي أن تقطعي ذلك.

    أكثري دائمًا من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لأن الشيطان هو الذي يزين هذه الفواحش. اجتهدي في الدعاء أن الله تبارك وتعالى يحفظك ويثبتك على الحق، وأن الله يعافيك من ذلك. كما أوصيك أن تجتهدي في الدعاء أن الله يمنَّ عليك بزوج صالح الذي يرزقك الله تبارك وتعالى معه الأمن والأمان والاستقرار . اجتهدي وألحي على الله في ذلك.

    أوصيك كذلك بالإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بنية الشفاء من هذه الأشياء الشاذة الغير مشروعة، وكذلك أيضًا بنية أن يمن الله تبارك وتعالى عليك بالزوج الصالح.

    أيضًا أوصيك بالاجتهاد في أن يرزقك الله العفاف والحياء والفضيلة، وأن يعوضك خيرًا في الدنيا والآخرة، فتذكري وتصوري ما أعده الله لأمثالك في الجنة من النعيم المقيم ومن الجزاء المتميز جراء تركك للحرام ابتغاء مرضاة الله تعالى، واعلمي أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، فألحي بالدعاء، اجتهدي في ذلك.

    حاولي أن تضعي لك برنامجًا يوميًا تقرئين فيه قدرًا من القرآن الكريم، اجتهدي في حضور بعض المواعظ والدروس العامة التي تكونين فيها وسط الأخوات الصالحات الفضليات، حاولي أن تتخيري لك صحبة صالحة تتحدثين إليهنَّ بمكنون نفسك من الأمور التي يجوز لك أن تتكلمي فيها مع غيرك، وبإذن الله تعالى سوف تنتصرين على ذلك.

    لكن كما ذكرت لك اجتهدي قدر الاستطاعة في ألا تجعلي هذه الأفكار تسيطر عليك، بمعنى كلما جاءتك هذه الرغبة أو هذه الفكرة حاولي أن تقاوميها بأن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وأن تتفلي على يسارك، وأن تغيري واقعك الذي أنت عليه، فإذا كنت نائمة فاجلسي، وإذا كنت جالسة فقومي، وإذا كنت قائمة فاخرجي من الغرفة وتحركي، وألحي على الله تعالى بأن يعافيك من ذلك، لأن هذه كلها خطوات الشيطان، وإذا لم تجتهدي وتنتبهي لنفسك – أختي الكريمة – فقد يستدرجك الشيطان إلى معركة خاسرة تخسرين فيها دينك ودنياك، خاصة وأنك أخت فاضلة وملتزمة ومُحبة لله ورسوله، وأنك ولله الحمد والمنة حريصة ألا تقعي في الحرام، ولكن مع كثرة الطرق قد يُفتح هذا الباب، فاجتهدي في إغلاقه بقوة، وذلك باللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والإلحاح عليه سبحانه أن يعافيك، وأن يعجل لك بالفرج، وحاولي ألا تتعرضي للرجال، وألا تتواجدي في الأماكن التي يكثر فيها الرجال، عسى الله أن يمُنَّ عليك بالستر في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

    والله الموفق.






  3. #3
    عضو الصورة الرمزية الحجاب الحجاب
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    الدولة
    ام الدنيا ارض الكنانه
    المشاركات
    1,145

    Icon5 من هى آلمرأه آلمسلمه ؟؟

    من هى آلمرأه آلمسلمه ؟؟!
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    هي من إتخذت القرآن دليلها ..

    هي من إتخذت الرسول حبيبها .. <

    هي من إتخذت خديجة قدوتها ...

    هي من جعلت الجنة غايتها ...

    هي من الحياء خلقها ...

    هي من إن سمعت الآذان أقامت صلاتها ...

    هي من الإيمان سر نقائها ...

    هي من إن جاء عليها الليل قامت تناجي ربها ...

    هي من إن رأيتها رأيت النور في وجهها ...

    هي من قلبها عامر بذكر ربها ...

    تلك هى المرأه آلمسلمه




  4. #4
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) يرغمني أبي على الق*** بابن عمي كزوج وهو لا يصلي هل لهم إجباري وما يترتب عليه؟


    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أفيدوني جزاكم الله خيرا، فقد ضاقت علي الأرض بما رحبت، وبعد الله لجأت إليكم.

    أنا فتاة أبلغ من العمر 23، على أبواب التخرج من الجامعة –والحمد لله- حلمت بزوج ملتزم يساعدني على الطاعات والبر.

    تقدم لخطبتي الكثير، وفيهم صاحب الخلق، ولكن أهلي هم سبب رفضي!! كان أهلي يضعون بهم العيوب لكي أرفضهم، وبعد فترة يقولون: فلان أفضل لماذا لم توافقي عليه، أحسن من هذا الذي جاء الآن؟!! كل هذا لأجل انتظار عمي بأن يقنع ابنه بالزواج مني، ابن عمي يصغرني بثلاث سنوات، ولم يكمل تعليمه الإعدادي، ولا يصلي، ويتواصل مع الكثير من الفتيات عبر الهاتف، رفضت بشدة لكن أبي يقول: أنا أعطيت عمك كلمة ومستحيل أن أتراجع عنها، قلت لهم: لا يصلي، قالوا: سيصلي بعد ذلك، والله إني أخشى من حياة معه تقودني إلى النار، حاولت الانتحار، وأتمنى من الله عز وجل أن يسامحني، والله أنقذني ربي من الانتحار أكثر من مرة ولجأت إلى الدعاء في قيام الليل، ولكني خشيت من أن أعبد الله على حرف، وتوقفت ثم لجأت للاستغفار لعل الله أن يسامحني.

    سؤالي يا شيخ: كيف أعيش مع شخص أجبر علي وأجبرت عليه؟ هل من واجبي أن أطيعه وأنا لا أطيقه؟ هل يجوز لهم كآباء إجبار الفتيات على الزواج، ونحن لا حول لنا ولا قوة؟! هل أّذنب عندما لا أستطيع أن أسامح أهلي؟!

    يا شيخ أدع لي، جزاك الله الجنة.





    الإجابــة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ ملك حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    نرحب بك -أيتها الابنة الفاضلة– ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونؤكد لك أن ما قام به الوالد وما يقوم به الكثير من الآباء من إجبار البنات على الزواج ممن لا يُريدون أمرٌ لا يُرضي الله، وذلك لنص واحد، فقد جاءت فتاة أنصارية فقالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع به خسيسته وأنا كارهة، فردَّ النبي -صلى الله عليه وسلم– نكاحها، والرواية الثانية: فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم– أمرها إليها؛ لأن الشريعة لا تُجامل في هذا الأمر، فقالت الفتاة: (قد أجزتُ ما صنع أبي، ولكن أردتُ أن يعلم الناس أن ليس للآباء في الأمر شيء).

    ونتمنى أن تجدي من العقلاء والفضلاء من محارمك –من الأعمام، من الأخوال، من العمات– من يستطيع أن يُخرجكم مما أنتم فيه؛ فإن هذا من الخطأ الكبير أن يُجبر الإنسان على فتاة لا يريدها، أو تجبر الفتاة على فتىً لا تريده؛ لأن مشوار الحياة الزوجية ط***، والمجاملة في مثل هذه الأمور لا تصلح ولا تنفع، ونتمنى أن يكون في جيل الشباب ممن تعلم وتفقه في الدين وعرف هذه الأمور؛ أن يكون لهم رأي واضح.

    وعلى كل حال: فإنا ندعوك إلى الاستمرار في اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ولستُ أدري لماذا تركت قيام الليل واللجوء إلى الله، فإن الله يُجيب المضطر إذا دعاه، والمطلوب أن يستمر المسلم في دعائه حتى بعد أن يستجيب الله دعائه، وأن لا يجعل هذا الدعاء والعبادة في مواسم معينة.

    أنت ولله الحمد على خير، فاستمري في الدعاء، وأكثري من الاستغفار، واحرصي على اللجوء إلى الواحد القهار، وأكثري من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) ومن قول (الله المستعان) ومن قول (حسبي الله ونعم الوكيل) واحرصي على أن تعاملي أهلك بقدر ما عندهم من فهم، فإنهم عندما فعلوا هذا الخطأ إنما كانوا يريدون لك الخير، هكذا يظنوا، ولكن الخير في طاعة الله، الخير فيما ذهبت إليه، الخير في تطبيق هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

    نتمنى أن نسمع عنك الخير، ونوصيك بأن لا تستسلمي، واستمري في المحاولات، وفي التوجه إلى رب الأرض والسموات، ثم اطلبي من محارمك أن يُخاطبوا ابن العم حتى يأتي الرفض من جانبه؛ لأن في هذا ظلم له وظلم لك، وظلم أيضًا لهذا التصور العظيم الذي جاء به الإسلام بأن نشوه الصورة؛ بأن تُجبر الفتاة أو يُجبر الشاب على شريك لا يُريده.

    ونؤكد أن المجاملة في مثل هذه الأمور لا تُجدي، ولكنا نرفض فكرة التفكير في الانتحار ومعالجة الخطأ بخطأ أكبر منه، فإنا هذا أيضًا مما يُغضب الله تبارك وتعالى، والانتحار جريمة من الجرائم الكبرى الكبيرة جدًّا التي لا تليق بأمثالك ممن عندها دين، وتعرف طريق الدعاء والاستغفار والسجود والذكر، أن تفكر في مثل هذه الطريقة أو تفكر في مثل هذه الأمور.

    ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.






  5. #5
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) كيف تثبت الفتاة على التوبة من فعل الحرام؟


    السؤال
    السلام عليكم

    أنا فتاة في السادسة عشرة من عمري, وقد كنت أمارس أفعالا مخلة مع ابنة خالتي, وأنا في الثانية عشرة من عمري, وهي كانت أصغر مني, والله يا شيخ تبت بعدها بسنة, وأنا كنت صغيرة, ولا أعرف معنى التوبة, ولكن كنت أشعر أن هذا شيء خاطئ.

    والآن كبرت وأصبحت على قدر كبير من التدين, وقد وضعني الله في امتحان, فجعل ابنة خالتي تمكث عندي وتنام بجواري, ولكن وهي نائمة التصقت بي رغما عنها, وشعرت بنفس الشعور الذي كنت أشعره من قبل, ولكن التفت إلى جنبي الآخر وتركتها, وأنا أتوب كل يوم خوفا من أن يغضب علي الله, ولا أعلم إذا كان الله قبل توبتي أم لا.

    وأخشى أن يصاب أولادي بمثل هذا المرض, وأنت تعرف كما تدين تدان.

    وشكرا.





    الإجابــة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ amira حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    نشكر لك ابنتنا التواصل مع الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، وهذا دليل على أنك تحملين نفسًا حريصة على الخير، فنسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يردك إلى الحق والصواب.

    ونؤكد لك أن التوبة إلى الله تبارك وتعالى إن شاء الله مق***ة، وندعوك إلى تجديد التوبة، وتجنب كل الأفعال والأحوال التي تقرب بينك وبين هذه المخالفة، واحمدي الله الذي جعلك تشعرين بهذا الخلل وهذا النقص، ولكن الحمد لله رب العالمين الذي عافاك، والآن الجئي إلى الله, واصدقي إليه في توبتك.

    واعلمي أن من تمام هذه التوبة أن تتفادي الوجود إلى جوار مثل بنت خالتك هذه أو أي فتاة أخرى، فإنه لا يجوز للمرأة أن تلتصق بأخرى أو تنام معها في لحاف واحد، (لا يُفضي الرجل إلى الرجل ليس بينهما ثوب، ولا تفضي المرأة إلى المرأة ليس بينهما ثوب) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

    والنبي صلى الله عليه وسلم أيضًا أمرنا فقال: (فرقوا بينهم في المضاجع) هذا بداية من عشر سنوات، لأن التصاق الأجساد مع بعضها يجلب الكثير من الانحرافات , ومن هذا الشعور السالب، وأنت ولله الحمد شعرت بالخطر، فجددي التوبة.

    ولكن إذا جاءت بنت الخالة فينبغي أن يكون لها فراش منفصل وغطاء منفصل، وإذا رفضت بيّني لها أن الشرع يأمر بهذا الأمر، واحرصي دائمًا على ألا تكوني معها في خلوة، وإنما تكونوا مجموعة بنات أو مع أسرتك، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا.

    وإذا تاب الإنسان من مثل هذا العمل فإن الله يقبل توبته، ولن يتعدى هذا الفعل أو يُعدي إلى الآخرين طالما تبت إلى الله تبارك وتعالى ورجعت إليه، وندعوك كما قلنا إلى التخلص من الأسباب الموصلة إلى هذا الانحراف وهذه اللذة التي في غير مكانها، والتي تعتبر خصمًا على سعادة الفتاة وسعادة أسرتها مستقبلاً، إذا هي اعتادت هذه المخالفة الشرعية، ومن هنا ندعوك أيضًا إلى الاهتمام بالبعد عن أمثال هؤلاء البنات، وأن تكون الجلسة بينكما محتشمة، وطريقة السلام محتشمة، وفي طريقة النوم منفصلة، كما هي آداب هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

    نحن سعداء بهذا السؤال، سعداء بهذه المشاعر الجميلة التي تدل على خير وتدل على شعور بالخطر، وما فعلته من التغير والانقلاب والبُعد عنها بعد ذلك هو الصواب، ولكن نتمنى تفادي أصلاً حصول مثل هذا العمل، لأن الإنسان إذا تاب تاب الله عليه، لكن إذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان هتكه وفضحه وخذله وحال بينه وبين التوبة والرجوع.

    أنت ولله الحمد في عافية وخير، وتحملين مشاعر طيبة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.






  6. #6
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) مقبلة على الزواج وأريد أن أمحو الخجل وعدم الثقة من حياتي


    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله.
    أنا فتاة، عمري 20 سنة، أدرس في الجامعة، عشت طفولتي بشكلٍ طبيعي، وكذلك فترة المراهقة، كنت خجولة نوعاً ما، لكنه كان خجلاً عادياً لا يؤثر على حياتي، وكنت خفيفة الدم، ودائماً ما أضحك صديقاتي، ويحبون حديثي، وكنت متفوقة دراسياً، إلى أن وصلت للمرحلة الثانوية، ففي نهاية العام الأول كنت أتحدث مع إحدى صديقاتي، فعرضتني لموقف محرج احمر وجهي بسسببه، وتلعثمت، وتسبب لدي بحالة خوف وخجل لا أعلم سببها.

    عندما انتهت المدرسة، وبدأت إجازة الصيف تغيرت شخصيتي حتى مع أهلي؛ فأصبحت خجولة، وأنعزل اجتماعات الأسرة، مع أن أسرتي أصلاً ينطبع عليها جانب الخجل، وقلت ثقتي بنفسي كثيراً، وانتهت إجازة الصيف، وأقبلت المدرسة، وكنت أحس بخوفٍ غريب لا أعلم سببه! وكأنني مقبلة على شيء مخيف، لم أكن أعلم لم أنا خائفة!؟ وفي أول يوم ذهبت فيه للمدرسة كنت أحس بخوف، وضربات قلب قوية، ورعشة، ووجدت صديقات الدراسة، ولكنني لست كالعادة، كنت دائماً مبتسمة وأضحك، وكان شيئاً طبيعياً أن أرى زميلات الدراسة بعد الإجازة، لكن هذه المرة كنت خجلة منهن، ويحمر وجهي، وأرتعش، كنت وقتها في بداية الصف الثاني ثانوي، دخلت قسم الأدبي كما كنت أحلم طول عمري؛ لأنني أكره الرياضيات، دخلت الصف، وجلست، وكلما مر أحد قال: لا أصدق أنك دخلت القسم الأدبي؛ فأنت متفوقة، مما جعلني أخجل، بعدها غيرت مساري، ودخلت العلمي مع صديقاتي؛ ظناً مني أني سأكون بأمان معهم، لكن الحالة استمرت، وتدنى مستواي الدراسي، وحصلت على نسبةٍ ضعيفة، وكنت أتعرض لمواقف بسيطة، أتعرض للخجل، والجميع يلاحظ ذلك، وأتعذر بأي شيء كمرض مثلاً، أو أني أقوم بسرعة؛ حتى لا يلحظ أحدٌ ذلك، وألملم الموقف.

    في الصف الثالث الثانوي لم يتغير الحال؛ فقد سرت على نفس المنوال، أدمنت الجلوس على النت والدخول للدردشة، وكأنني أجد عالمي، حيث أتحدث كما أريد، ولا يرى أحد ملامح وجهي، وكنت سعيدة، لكن انخفض مستواي الدراسي إلى آخر حد، فاضطررت لترك المدرسة، ووبخني الجميع، خصوصاً أمي، وجلست في المنزل، وتحسنت حالتي قليلاً، ثم رجعت للمدرسة، وكنت خائفة؛ لأنني لا أعرف أحداً، واستمررت أسبوعاً، لكن بعد ذلك وجدت صديقات يحبوني جداً، وكنت أتحدث معهن، صحيحٌ أنني دائماً كنت لا أستطيع أن أكمل حديثي إذا توجهت لي الأنظار، ويحمر وجهي، وأحاول إنهاء الموضوع بسرعة، لكنني كنت أفضل من قبل، كنت مجتهدة قليلاً، وحصلت على نسبة، وتخرجت، ودخلت الجامعة في أفضل قسم، وتعرفت على صديقات، وهناك أصبحت أفضل وأفضل، حتى إنني خرجت وشرحت درسين، لكني ما زلت أخجل، ويحمر وجهي، وكنت أقاوم، وأنهيت ترماً واحداً، لكنني الآن مقبلة على زواج، وأريد أن أمحو الخجل والخوف وعدم الثقة من حياتي؛ لأنني أتردد كثيراً في اتخاذ قراراتي، وأخاف من كلام الناس كثيراً، وأخاف من الرجال، وإلى الآن لا أعرف هل أنا على الطريق الصحيح في خيار الزواج، أم أنني لا أستطيع تحمل مسؤولية مثل ذلك؟

    أعلم أن رسالتي ط***ة، لكنني أريد جواباً شافياً، لذلك كتبت التفاصيل، وشكراً لكم.





    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

    شكراً لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.
    يبدو من خلال سؤالك بأن هناك على الأقل ثلاث قضايا:
    1- ضعف الثقة بالنفس.
    2- الرهاب الاجتماعي.
    3- زيادة استعمال النت -ربما الإدمان-.

    أما موضوع الثقة بالنفس؛ فالأمر يختلف من شخصٍ لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر؛ فالشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد، وضعف الثقة بالنفس نوعاً ما عندما يكون أمام تحدٍ جديد، كأن يكون على وشك الدخول لامتحان مثلاً.

    هناك خطواتٌ كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، واطمئني؛ فأنت بمجرد الكتابة إلينا قد قمت بالخطوة الأولى، وهو أن تشعري أو تقرّي بأنك بحاجة لرفع الثقة بالنفس.

    حاولي أن تتعرفي على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية، أو وجود من يكثر انتقادك؟ لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، وأحياناً مجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من الضعف، وتذكري بأنه لا يوجد إنسانٌ كامل، فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاء، فحاولي أن تتعلمي بعض الدروس من أخطائك، وتجنبي الميل للكمال، وأن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، فأحياناً لابد أن نقبل بأقل مما هو الأفضل.

    ومما يعزز الثقة بالنفس كثيراً: موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، هل أنت جيدة في مادة أو مادتين؟ هل تحبين اللغات؟ هل تتحلين بالروح المرحة؟ هل تتقنين هواية فنية من الهوايات؟

    اشكري الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك {لئن شكرتم لأزيدنكم}، وحاولي أن تكوني إيجابية مع نفسك، ومع الآخرين، وانظري لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ.

    إن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك، فساعدي الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فاقبلي هذا المدح، واشكري الله عليه.

    وحاولي أن تعبّري عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس، وربما لهذا علاقة بالموضوع الثاني الذي سنذكره وهو الرهاب الاجتماعي.

    أما موضوع الخجل أو الرهاب الاجتماعي، وخاصةً خارج البيت؛ فأنت تجدين صعوبة في الكلام مع الناس، ولذلك فقد تتجنبين لقاء الناس، خاصةً عندما تشعرين بالرعشة وضيق التنفس، والتعرق، واحمرار الوجه، وإن تجنب لقاء الناس والحديث معهم لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس والتي تحدثنا عنها، ولذلك عليك العودة للقاء الناس، والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم، ولو بالتدريج، وستجدين من خلال الوقت أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستصبح مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير من السابق.

    ويقوم هذا العلاج الفعال لهذه الحالة على مبادئ العلاج السلوكي، من خلال اقتحام لقاءاتٍ بالناس، وتحمل ما تشعرين به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، وإذا طالت المعاناة ولم تتحسني، فلا بأس من مراجعة أخصائية نفسية للحديث معها، ورسم بعض الخطوات العملية السلوكية للتغلب على هذا الخوف.

    وفي بعض الحالات الصعبة على العلاج يمكن أن يصف الطبيب أحد الأدوية التي تُساعد على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن حتى أن تدعم تأثير العلاج السلوكي السابق الذكر.

    أما موضوع التعامل مع النت ومع وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد أصبحت مشكلة عند الكثير من الناس، وهناك الآن حديث جديّ عن "إدمان الانت" و"إدمان الفيس بوك" وغيرهما من هذه الوسائل، وهناك أيضاً مراكز متخصصة لعلاج هذا الإدمان، والذي يدخل تحت مسمى "السلو ك الإدماني"، وأنا أعمل استشارياً للطب النفسي في واحد من هذه المراكز.

    ربما أهم نقطة في قضية إدمان النت ليس كيف تتركين النت؟ وإنما ما هي الأعمال التي ستقومين بها عندما لا تكونين على النت؟ أي ما هي البدائل؟ فطالما لا يوجد عندك شيء مغر، ويشجعك على قضاء بعض الوقت معه، فلماذا تتركين جهاز الكمبيوتر؟ ولماذا تهجرين النت طالما لا يوجد عندك بديل؟ فهذا أفضل من الجلوس هكذا تنظرين في سقف الغرفة!

    إذاً: حددي أولاً ما هي الأعمال؟ والأفضل: ما هو العمل الواحد الذي تريدين القيام به عندما تتاح لك فسحة من الوقت؟ هل هو الدراسة؟ وأي مادة، وأي كتاب، وأي فصل..؟ فعندما تحددين المطلوب منك، والعمل الذي تريدين أن تجلسي عليه ساعةً أو ساعتين، عندها يسهل ترك الكمبيوتر، والتفرغ لهذه الدراسة.

    وطبعاً هناك أمور أخرى كثيرة يمكنك القيام بها، وأذكر منها على سبيل المثال، لا الحصر:
    - أغلقي الجهاز، وضعيه بعيداً عنك لبعض الوقت.
    - اعطي الجهاز لأحد أفراد أسرتك، واطلبي منهم أن لا يعطوكِ إياه إلا بعد ساعتين مثلا أو أكثر.
    - اتركي الجهاز في البيت، وحاولي أن تدرسي وتنهي أعمالك في مكتبة الجامعة مثلاً أو المكتبة العامة.
    - حددي وقتاً لاستعمال النت، بحيث بعد ساعة مثلاً أطفئي الجهاز -أي لا تنقطعي كلياً عنه، وإنما حددي وقتاً مخصصاً-.
    - ادرسي مع صديقة لك، بحيث تلتزمين بالجلوس معها طول مدة الدراسة.
    - خصصي يوماً في الأسبوع لا تستعملين فيه الكمبيوتر، وإذا استطعت يمكن أن تجعليه ليومين.
    - حددي وقتاً في المساء كآخر ساعة تستعملين فيه الجهاز، فمثلاً: لا استعمال بعد الساعة الـ10 مساءً.
    - حددي وقتاً في أثناء النهار بلا جهاز، مثلاً: بين الساعة الـ12 ظهراً، والـ8 مساء، بحيث تكافئين نفسك على الدراسة باستعماله بعد هذه الساعة.

    وهكذا **** أن هناك وسائل كثيرة يمكنك من خلالها أن تنظمي أمور حياتك، بحيث تسيطرين على ظروفك، ولا تجعلي ظروفك تتحكم بك، وربما العنصر الأساسي في نجاح هذه الإجراءات هو صدق العزيمة، واتخاذ الأسباب، وكما يقول تعالى في موقف مشابه عن مدى استعداد الإنسان للقيام بعمل ما يحتاج للصبر والعزيمة {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة} [التوبة:46].

    أرجو منك الآن، وبعد قراءة جوابي هذا أن تطفئي الجهاز، ولا تعودي إليه إلا بعد ساعتين من الآن، وس**** كيف يمكن علاج المشكلة، ومن نفسك، ولكن لابد من اتخاذ الخطوات البسيطة هذه.
    إلا أنه ومع كل ما سبق، فقد استطعت أن تعودي إلى الدراسة، وتدخلي الجامعة وتجاوزت الكثير من العقبات، فأنا مطمئن من أنك ستتابعين تجاوز ما بقي من عقبات وتحديات.

    وفقك الله، ويسر لك الخير، وجعلك من المتفوقات.






  7. #7
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) أشعر بتأنيب الضمير لأني خلعت خماري، فما العمل؟


    السؤال
    السلام عليكم..

    أنا فتاة في 17 من العمر، اليوم ذهبت لكي ألتقط صورة من أجل وثائق بطاقة التعريف الوطنية، ولكن المصور قال لي بأنه في حالة التصور بالخمار يجب إظهار الجبين كله، وفي حالة نزع الخمار يجب إظهار الأذنين، ولكني لا أحب إظهار جبيني، فنزعت خماري، والآن أشعر بتأنيب الضمير لدرجة الندم، فما العمل؟


    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ rahima mima bechka حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبك على الحق، وأن يُحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يسترك في دنياك وأخراك، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.

    وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة رحيمة – فإنه مما لا شك فيه أن الفتاة المسلمة التي تُحب الله ورسوله تحرص كل الحرص على التزام شرع الله تعالى، ولا تتوسع في الرخص، وإنما تحرص على أن تكون الأمور الضرورية في أضيق حدودها، ولكن قدّر الله تعالى أنك أزلك الشيطان، فبدلاً من أن تفعلي أخف ضررًا فعلتِ الأكثر ضررًا، وهو أن مسألة التصوير بالخمار يظهر منها جزء (الوجه) أما عند نزع الخمار فيظهر الوجه مع الأذنين، معنى ذلك أنه قد ظهر جزء من الرأس، فمعنى ذلك أنك قد جعلت المساحة المكشوفة أكثر وأوسع من الحالة الأولى، وبعد ذلك شعرت بتأنيب الضمير لدرجة الندم، لأنك شعرت بأن الشيطان قد خدعك، وأنك قد توسعت في الرخصة، وتقولين ماذا أفعل؟

    أولاً: أحب أن أقول لك بأن النبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا بأن الندم توبة، فكون الإنسان قد ندم على فعل الذنب فهذا إن شاء الله تعالى مقدمة خير.

    ثانيًا: لعل الأمر قد جاء بدون ترتيب منك وبدون قصد، وأنك تصورت بنوع من التلقائية والعشوائية دون أن تُدركي الأمر على حقيقته.

    ثالثًا: الأمر ما زال في يدك، فالآن ما دام التصوير قد تم اليوم؛ معنى ذلك أن الصور لم تستعمل إلى الآن، فمن الممكن أن تقومي بإلغاء هذه الصور، وأن تلتقطي صورًا جديدة يكون فيها إظهار الوجه فقط مع الجبين، ولا تظهر فيها الأذنان، وبذلك تنتهي المسألة وتعود الأمور إن شاء الله تعالى إلى ما تُحبين وإلى ما ينبغي أن يكون في أضيق حدود الضرورة، لأن الأصل فيها أن المرأة ليست مطالبة بوضع صور في بطاقات التعريف، إلا أنه نظرًا لفساد الزمان، وكثرة المشاكل وكثرة الانحرافات ، وظهور أدعياء الالتزام وأدعياء الإسلام، بل بعضهم يلبس النقاب بقصد تشويه صورة المنتقبات، وبعضهم قد يرتكب بعض الجرائم ويقع في بعض التجاوزات كمنتقبة حتى تشوه صورة أخواتنا الملتزمات.

    لذا أقول: أصبحت مسألة البطاقة أو الهوية أو الجواز وجود الصورة فيها أمر ضروري، حتى على الأقل لا تلتبس الأمور، فقد تكون الأسماء متشابهة، وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل أمنية عظيمة، فوجود الصورة قد يحدُّ من ذلك، وهذا مما عمت به البلوى، رغم أننا لا نقر تصوير النساء أصلاً في أي شيء، إلا أن الضرورة فرضت نفسها والظروف التي نحياها الآن أجبرتنا أن نقول بجواز هذا على اعتبار أنه أخف الضررين وأنه دفع لبلاء أعظم ببلاء أقل منه.

    فعليك - إن شاء الله تعالى - أن تستغفري الله تعالى وأن تتوبي إليه، وعليك أن تلتقطي صورًا جديدة ليس فيها ظهور الأذنين، وإنما أقل قدر ممكن من الوجه، وإن بحثت عن مصوّر آخر غير هذا لعل ذلك يكون أستر، حتى لا يكون هناك نوع من التردد، ولعله أن يكون الأفضل نوعًا ما فيصورك بأقل قدر ممكن من ظهور الوجه، والمشكلة ليست مشكلة المصور، وإنما هي مشكلة الدولة والجهة التي سوف تتلقى هذه الصور.

    وبذلك يكون معك عدة صور، معك الصور بكشف الجبين، ومعك صور بكشف الرأس كاملاً وبكشف الأذنين، وأسأل الله تعالى أن يوفق القائمين على الأمر ويقبلوا منك صور كشف الجبين فقط، لأن ذلك أستر، وهو الأوفق للفتاة المسلمة التي تحافظ على حجابها الشرعي لأنه جزء من دينها، والتي ترجوا الله أن يسترها في الدنيا والآخرة، وأسأل الله أن يغفر لي ولك وأن يتوب عليَّ وعليك، إنه جواد كريم.

    هذا وبالله التوفيق.





  8. #8
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) كنت أتواصل مع شاب وتبت من ذلك، ولكن هل سأحاسب على تفكيري فيه؟


    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    مشكلتي أنني قررت أن أوقف التواصل مع شاب بعدما استمعت إلى فيديو يحث على تحريم العلاقات بين الرجل والمرأة كيفما كانت، وأنا نادمة على ما فعلت لأنني أحببته، وأنا أتألم لأني أشتاق له، فهل اشتياقي وتفكيري به اللاإرادي سأحاسب عليه؟

    وجزاكم الله خيرا.




    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ soukaina حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    مرحبًا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على ما أنت عليه من الخير، فقد أحسنت وأصبت كل الإصابة حين قررت قطع علاقتك بهذا الشاب ابتغاء مرضاة الله تعالى، وتجنبًا لما نهاك عنه وحرمه عليك، ونحن على ثقة تامة من أن التزامك بهذا، وطاعتك لربك بما أمرك به سيجر إليك خيرات كثيرة، فإن الطاعة سببًا للتوفيق والأرزاق، كما أن المعصية سببًا للخذلان والحرمان، قال نبينا - صلى الله عليه وسلم -: (وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه).

    ووصيتنا لك - ابنتنا الكريمة - أن تثبتي على ما أنت عليه من الخير، وأن تجاهدي نفسك بالثبات عليه، واستعيني بالله تعالى واصبري، فإن الله تعالى إذا علم منك صدق النية فإنه سيتولى عونك ولن يخذلك.

    أما ما سبق لك من تواصل مع هذا الشاب فإنه سيُمحى عنك - بإذن الله - بتوبتك، فإن التوبة تمحو ما قبلها، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فندمك على الماضي، وعزمك على عدم الرجوع إليه، مع قطع هذه العلاقات في الزمن الحاضر، هذه هي أركان التوبة، إذا حققتها فإن الله تعالى يغفر لك ذنوبك السالفة بها، بل ويُبدل سيئاتك حسنات، فقد وعد الله تعالى بتبديل سيئات التائبين حسنات في كتابه الكريم، فأبشري وأمّلي من الله تعالى خيرًا.

    وأما تعلق قلبك في الزمن الحاضر بهذا الشاب فإنه إن كان بغير إرادة منك، وكلما عرض لك صرفت ذهنك وقلبك عن التفكير فيه، فإنه لا إثم عليك في ذلك، فإن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ولا يكلفها إلا ما آتاها.

    أما أن تستدعي أنت التفكير به، مع أنك قد تسببت سابقًا بتعلق قلبك به، فإن هذا النوع من الحب محرم، وإن كان الحب من أعمال القلوب، وقد يكون لا إراديًا، ولكن إن تسبب الإنسان في وقوع قلبه في الحب المحرم؛ فإنه يأثم بسبب ذلك التسبب المحرم.

    فأنت جاهدي نفسك من أجل الله، وطلبًا لمرضاته، واستعيني بالله، وسيعينك الله عز وجل على نسيان هذا الشاب، وتذكري دائمًا الأشياء التي تعينك على نسيانه، ومن هذه الأشياء:

    أن تذكري نفسك بأن الوصول إلى هذا الشاب بطريق محرم قد يكون ميؤوسا منه، والنفس إذا يئست من الشيء نسته، فذكّري دائمًا نفسك باليأس منه بطريق الحلال، وسيعينك ذلك على نسيانه، واشغلي نفسك بما ينفعك من أمر الدين أو أمر الدنيا، وحاولي أن تقضي أوقاتك مع النساء الصالحات والفتيات الطيبات بشيء نافع، وستجدين نفسك تتخلصين من هذا التعلق يومًا بعد يوم.

    نسأل الله تعالى أن ييسر لك كل خير، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه.





  9. #9
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) ماذا أفعل مع زوجي...وال طلاق على الأبواب؟


    السؤال
    أعاني من مشاكل كثيرة مع زوجي منذ بداية زواجنا, وقد استنفذت خلالها جميع السبل والطرق لإيجاد حلول, ومحاولة التغيير منه, ولكنه يسير نحو الأسوأ, والأهم من ذلك أنه بدأ باختلاق الأكاذيب علي, ونشرها بين الناس؛ حتى يزيل أسباب المشاكل عن نفسه.

    أنا الآن في حالة يأس كامل منه ومن تعديله, أهلي لا يريدونه وينصحونني بالطلاق, وأنا بداخلي أشعر أن هذا هو الحل السليم, ولكنني عندما أشعر بأن هذا الأمر سيحدث (على الرغم من أنه الحل) أشعر بالجنون, وأصبح أفكر كيف سينظر الناس لي, وكيف سأجيب عند سؤالي بأنني مطلقة, أشعر وكأنني لن أحتمل هذا الموضوع, بالإضافة إلى أنني حامل وسيرزقني الله بطفل أو طفلة, أشعر بحيرة شديدة, وألم يعتصر فؤادي, أشعر بأن عقلي شل عن التفكير.




    الإجابــة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    نرحب بك ابنتنا الفاضلة، وننصحك بعدم الاستعجال في طلب الطلاق، والسعي في إصلاح هذا الزوج، وحاولي أن تحشدي ما فيه من إيجابيات، فإنه لا يوجد إنسان على وجه هذه الأرض إلا وفيه جوانب مشرقة وجوانب سلبية، واعلمي أن رأي أهلك الرافض مبني على ما يظهر عليك من الضيق والألم، ولو أظهرت جانبًا آخر لوقفوا معك وشجعوك بطريقة مختلفة.

    أما كون هذا الرجل يكذب فنحن كنا نتمنى أن تعرضي نماذج لكذبه، فأحيانًا بعض الرجال عندما تهاجمه الزوجة وتُسيء إليه وتتكلم عليه فإنه يبدأ يكذب عليها من أجل أن يدافع عن نفسه بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة الخاطئة، أرجو أن تعرضي لنا نماذج لنوع من المشكلات الحاصلة حتى نستطيع أن نتفهم طبيعة هذا الزوج، وعلى كل حال فإنا لا ننصح بالاستعجال في طلب الطلاق.

    ونؤكد لك أن الطلاق هو آخر الحلول، وأنه حل يُفرح الشيطان، وأنه ينبغي لمن فكرت في الطلاق ألف مرة أن تفكر مرات بعد الألف، خاصة في حال حمل بجنين، وفي حال رغبتها في استقبال طفل، لا بد أن يخرج للدنيا، وندعوك إلى تهدئة الأوضاع، ومحاولة التعايش مع هذا الزوج ريثما يخرج هذا الطفل إلى الدنيا؛ لأن التوتر ولأن الإشكالات ولأن الخصام يؤثر على هذا المولود والجنين الذي في بطنك.

    نتمنى أن يوفقك الله للخير، وعلى كل حال فإنا نريد أن نقول: من السهل أن يخرب الإنسان حياته بالطلاق، ولكن من الصعب إعادة البناء، ولأن الطلاق هو آخر حل ينبغي أن نستنفد الفرص والطرائق، ونحن (حقيقة) نقول على قولك (جربت معه بعض الحلول): بعض النساء تجرب حقًّا ثم تعود إلى أسوأ من حالها لما لا تجد استجابة، وبعض النساء تستورد حلولاً أخرى لا تصلح مع زوجها، ولذلك نحن نتمنى أن تعرضي المشاكل حتى نتعاون جميعًا في عرض الأسلوب المناسب لحلها والتفاهم حولها مع الزوج، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، هو ولي ذلك والقادر عليه.

    ونؤكد أن الفترة التي عشتها معه قليلة، وقد لا تسمح فعلاً بالتعرف عليه وبتعرفه أيضًا عليك وعلى صفاتك النفسية، ومعرفة الفروق بين الزوجين معنى مهم جدًّا في تحقيق الوفاق، وكثير ممن نراهم الآن مستقرين بدأوا بمشكلات لكنهم صبروا وتغلبوا عليها فتغير الحال، والله يقول: {وعاشروهنّ َ بالمعروف فإن كرهتموهنَّ فسعى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا} هو الزوج -أو الزوجة– يبدأ حياته بمشاكل وكراهية لكنه يصبر فيأتي الخير الكثير وتأتي الذرية التي فيها قرة العين، ويأتي الأبناء الذين يكونون سببًا لدخول آبائهم وأمهاتهم في جنة الله.

    نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، وندعوك إلى أن تفكري في الأمر بهدوء، وتنظري للقضية من كافة جوانبها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقر عينك بصلاح هذا الرجل وبتركه للكذب، هو ولي ذلك والقادر عليه.





  10. #10
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) قدم لي رجلان وأنا محتارة بينهما

    السؤال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أعمل مهندسةً، وعملي جيد، وضمن جوٍّ محافظ نوعًا ما - والحمد لله - ومنذ أشهر قابلتُ شخصًا عندما كنتُ أنهي مصلحةً، فسألني: هل أنت متزوجة أو لا؟ فأخبرتُه أني غير متزوجة، وبعد مدة اتصل بي، وطلب الزواج. المشكلةُ أنه يُحاول التقرُّب مُتذرِّعًا أنَّ قصدَه شريفٌ، لكن طريقته في التقرُّب مبعث للشكِّ، وأنا غيرُ مُقتنعة به نهائيًّا، ولا بعمله، ولا بعُمُره، ولكنه يكرِّرُ الاتصال أكثر من 4 إلى 5 مرات يوميًّا! كذلك صادَف أن تقدَّم لخطبتي مِن أسبوعٍ رجلٌ يبلغ 55 عامًا، ويريدني زوجةً ثانية، ولا أعرف ماذا أفعل؟ كل يومٍ أُصَلِّي صلاتي الحاجة والاستخارة ؛ عسى أن أجدَ مخرجًا لذلك، أرجو النُّصْح، وجزاكم الله خيرًا.


    الجواب

    الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ: فليتكِ ذكرتِ - أيَّتُها الأختُ الكريمةُ - مزيدَ بيانٍ عن صفات الرجل الذي تقدَّم لك، فإن كان صاحبَ دينٍ وخُلُقٍ، فاقبليه، وفارِقُ السنِّ لا يَضرُّ إذا وُجِدَ القَبُولُ، والميلُ، والتفاهُمُ ، وعطاءُ الرجلِ يمتدُّ، فَدَعِي التردُّدَ، ولا يخفى على مثلِكِ أن صلاة الاستخارة وَطَلَبَ الخِيَرَةِ والدلالة إلى الخير ممن بيده الخيرُ سبحانه، ثم شاوِري أهلَ الخبرة والدراية مِن أسرتك، ثم توكَّلي على الله. أما الشابُّ الآخَرُ فالظاهرُ أنه مُستهترٌ، ويريد التَّسَلِّ ي، ولو كان جادًّا، لَذهَبَ إلى أسرتِكِ، وطلب منهم الزواج منك، وتوكَّلي على الله ولا تخافي. وتوكَّلي على الله، وأكثري مِن قول: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، وقول: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَك َ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِ ينَ، وَأُفَوِّض ُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَا دِ، وأعوذ بكلمات الله التامَّات مِن شرِّ ما خَلَق، وأعوذ بكلمات الله التامَّة مِن غضبه وعقابه، وشر عباده، ومِن همزات الشياطين وأن يحضرون، وأَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَيْسَ شَيْءٌ أَعْظَمَ مِنْهُ، وَبِكَلِمَ اتِ اللَّهِ التَّامَّا تِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُه ُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، وَبِأَسْمَ اءِ اللَّهِ الْحُسْنَى كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ، وأعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرٌّ ولا فاجر مِن شر ما خَلَق، وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فِتَن الليل والنهار، ومن شَرِّ كلِّ طارق، إلا طارقًا يطرق بخير، اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكفني بِرُكْنِك الذي لا يُرام، وارحمني بقدرتك عليَّ، ولا نهلك وأنت رجاؤنا.
    وحافِظي على أذكار الصباح والمساء، وقال رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّه ُ شَيْءٌ))؛ رواه الترمذي وغيره.
    وواظِبي على صلاة أربع ركعات مِن الضحى؛ ففي الحديث القُدسي: ((يَا ابْنَ آدَمَ، صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ))؛ رواه أحمد، وابن حبان، والطبراني، وقال المنذري والهيثمي: "رجال أحمد رجال الصحيح".
    وأكثري من الدعاء الوارد في الحديثين: عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: ((إِذَا كَانَ على أَحَدِكُمْ إِمَامٌ يَخَافُ تَغَطْرُسَ هُ، أَوْ ظُلْمَهُ، فَلْيَقُلِ : "اللَّهُمّ َ رَبَّ السَّمَوَا تِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَأَحْزَاب ِهِ مِنْ خَلَائِقِك َ؛ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ، أَوْ يَطْغَى، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ إلا أنت))؛ رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
    وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((إِذَا أَتَيْتَ سُلْطَانًا مَهِيبًا، تَخَافُ أَنْ يَسْطُوَ بِكَ، فَقُلِ: "اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعًا، اللهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، أعوذ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، الْمُمْسِك ُ السَّمَوَا تِ السَّبْعَ أَنْ يَقَعْنَ على الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ؛ مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ فُلَانٍ، وَجُنُودِه ِ، وَأَتْبَاع ِهِ، وَأَشْيَاع ِهِ مِنَ الْجِنِّ، وَالْإِنْس ِ، اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّهِمْ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَعَزَّ جَارُكَ، وَتَبَارَك َ اسْمُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)) ؛ رواه ابن أبي شيبة في مُصنفه، والبخاري في الأدب المفرد، وصحَّحه الألباني.
    وأسأل الله العلي الأعلى أن يحرسك بعينه التي لا تنام، وأن يكنفكِ بِرُكْنِه الذي لا يُرام، وأن يحفظك بعزِّه الذي لا يُضام، وأن يكفيكِ شر كلِّ ذي شرٍّ، وأن يرحمنا بقدرته علينا، لا نهلك وأنت رجاؤنا، آمين.





صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نص فضل العلم والعمل
    بواسطة مستر احمد يحيى في المنتدى اللغة العربية
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 07-01-2016, 11:14 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •