السؤال

ملخص السؤال:
شاب في منتصف الثلاثينيا ت يحب فتاة عمرها 14 عامًا، ابنة حارس العقار الذي يسكن فيه.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في مُنتصف الثلاثينيا ت مِن عمري، أُحِبُّ فتاةً وأشعُر بأنها تحبني وتُبادلني نفس المشاعِر والأحاسيس، لكن لا يوجد بيننا أيُّ حديثٍ! هذه الفتاةُ ابنة حارس العقار (البواب) الذي أسكُن فيه، لكني أُعاملها بكلِّ احترامٍ، ولا أنظُر إليها نظرةً سيئةً، فهي إنسانةٌ مؤدَّبةٌ، وليس بيننا إلا مجرد السلام وفقط. إذا رأيتُها يدقُّ قلبي بسُرعةٍ، وهي لا تستطيع إخفاءَ نظرتها البريئة المحترَمة الطفوليَّة ؛ أقصد: النظرات الخاطفة السريعة جدًّا؛ خوفًا مِن يفهمَ أيُّ شخصٍ أن بيننا علاقةً؛ لأنَّ هذه هي الحقيقة فعلًا، فلا يوجَد بيننا أيُّ شيء. الفتاةُ عمرها 14 عامًا، وأنا أرغب فيها، ومع أن أمامي كثيرًا من الفتيات، ذوات المستوى المادي والعلمي، إلا أنني لا أرغب فيهنَّ.
الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فنعلم جميعًا - أيها الأخ الكريم - أنَّ الإسلام لا يُقِرُّ الحبَّ إلا في ظلِّ زواجٍ شرعيٍّ، وأنَّ المرءَ إذا وقَع في الحبِّ فلا سبيل له إلا الزواج؛ كما رواه ابنُ ماجه عن ابن عباسٍ، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لم يُرَ للمتحابَّي ْنِ مثلُ النكاح)). ولكن لا يخفى عليك أن الحبَّ وحده لا يكفي، حتى يتحقَّق التكافُؤ الفكريُّ، والثقافيُّ ، والاجتماعي ُّ، والبيئيُّ، والماديُّ، والتعليميّ ُ؛ فالحبُّ وحده بين طرفين مختلفين في التفكير؛ عندما يكون الشابُّ أكثر ثقافةً، أو أن تكون الفتاةُ هي الأكثر ثقافةً، فالحبُّ ليس إشباعًا لعاطفةٍ وحسْبُ، وخصوصًا أن العاطفةَ قد نشأتْ في مجتمع إسلاميٍّ محافظٍ، يرفُض تلك العلاقات، فكيف إذا انْضَمَّ لذلك عدم التكافُؤ مِن كلِّ وجهٍ، فلا يمكنك إعلان هذا الحب، ولا مُواجهة المجتمع الرافض لارتباط مثلك بابنة البواب؛ فضلًا عن الفارق الكبير بينكما في العمر، فواحدٌ وعشرون عامًا فارقٌ كبيرٌ جدًّا! فدعْك مِن تلك الفتاة، ولا تشغلها بنظراتك، وتفاءَل بالخير تَجِدْهُ، وجَدِّدْ حياتك، وابحثْ عن زوجةٍ مناسبةٍ عن طريق المعارِف والأقارب.
وفَّقك الله لكل خيرٍ