المناهج الجديدة 2018 / 2019 :

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، لا إله إلا الله وحدهُ، صدق وعدهُ ونصر عبدهُ وأعز جندهُ وهزم الأحزاب وحدهُ، لا إله إلا الله ولا نعبدُ إلا إياهُ، مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِ على سيدنا محمدٍ، وعلى آل سيدنا محمدٍ، وعلى أصحاب سيدنا محمدٍ، وعلى أنصار سيدنا محمدٍ، وعلى أزواج سيدنا محمدٍ، وعلى ذرية سيدنا محمدٍ، وسلم تسليمًا كثيرً **** كل عام وجميع الأمة الإسلامية بخير

facebook

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

  1. #1
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب

    الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين .
    منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، ودين الإسلام يتعرض للحرب بشتى صوره؛ الحرب العسكري في ميادين القتال كغزوة بدر وأحد والخندق. أو الحرب النفسي ممثلاً في الطعن في دين الإسلام، أو الطعن في صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم .
    وتوالت تلك الهجمات المقيتة على الإسلام وأهله، من عهد الخلفاء الراشدين، مروراً بالدولة الأموية، والعباسية، والعثمانية ، حتى يومنا الحاضر.
    ولم يكن ثمة جرم ارتكبه المسلمون إلا أنهم سعوا بكل ما أوتوا من قوة لتعبيد الناس لربهم، ونشر دعوة التوحيد، ولعمر الله إن كان السعي في إدخال الناس في دين الله، وتحقيق التوحيد جرماً؛ فما أعظمه وما أحسنه من جرم! .

    والعجب يأخذك أن ترى هذا الدين ينتشر بين الناس قاطبة عربهم وعجمهم ليس بقوة السلاح، ولا بكثرة المال، بل لأنه دين الله الذي ارتضاه للناس، قال تعالى : )هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَ هُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِك ُونَ)(الصف 9 ). ولما شكا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة تسلط المشركين عليهم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... والله ليتمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه.. ) الحديث [ رواه البخاري : 6544] . فالله مظهر دينه ومعلي كلمته لا محالة، وهانحن نرى كثيراً من المبشرات تلوح في الأفق؛ لما نرى إقبال الناس في أوربا وفي أمريكا وفي روسيا في بلاد العالم أجمع على هذا الدين؛ هذا الدين الذي يلبي حاجات الناس، ويشبع أرواحهم بعد أن ذاقت من ***ات الراسمالية المادية، أو الاشتراكية الملحدة الهرمة، فتلفتوا يميناً وشمالاً فلم يروا كالإسلام ديناً في سماحته، وشموليته، وعظمته، وموازنته بين حاجات الروح وحاجات الجسد، فأقبلوا على الإسلام أفواجاً أفواجا. ولما رأى الغرب والشرق إقبال الناس على الدين عملوا جاهدين على طمس نور الإسلام والتشكيك فيه، والتأثير على أهله عن طريق الغزو الحربي تارة، وعن طريق الغزو الفكري-وهو أعظم- تارة أخرى. وحال المستشرقين قديماً وحديثاً ينبئك عن ذلك، والحملات التغريبية بأقلام عربية إسلامية لا تزال تنخر في جسد الأمة الإسلامية ليلاً ونهاراً .

    ثم لما حدث ما حدث في يوم 11 سبتمبر وما تبعه من أحداث في بلدان كثيرة من أعمال تخريبية وتفجيرات طالت أنفساً معصومة، وأنفساً بريئة، وأطفالاً وشيوخاً ونساءً، ولم تسلم هذه البلاد المباركة من نار تلك الأعمال الإرهابية؛ بل اكتوت كثيراً من نارها، فيتمت الأطفال، ورملت النساء، وأتلفت الأموال بغير حق .
    أقول: بعد تلك الأحداث وجد الحاقدون على الإسلام بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم، أن هذه الأحداث فرصة لا تعوض للنيل من الإسلام وأهله، فشنوا الحرب على الإسلام باسم الحرب على الإرهاب!، فطالبوا بحذف أو تحجيم المناهج الدينية لأنها تنمي في أنفس الناشئة حب القتل والتعطش إلى الدماء، ونادوا بحل جميع المؤسسات الخيرية لأنها تدعم الإرهاب، وصوتوا على إلغاء مدارس تحفيظ القرآن الكريم لأنها تفرخ الإرهاب. ولعمر الله إن المناهج الدينية التي يطالبون بحذفها أو تحجيمها، قد درسها العلماء والأمراء والعامة الخاصة، فلم تؤثر في معتقداتهم وأفكارهم، ولم تجعلهم يقتلون الناس بغير حق، فكيف تُلغى مناهج تربى عليها أمة من الناس لأجل حفنة قليلة من الناس!؟ نحن علمنا ديننا أن المسلم معصوم الدم والمال والعرض، وعلمنا أن المعاهد والمستأمن معصوم بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلمنا أن في أعناقنا بيعة لولاة أمرنا لا ننزعها، وأن نطيعهم في غير معصية الله، وأن نقول الحق لا نخشى في الله لومة لائم . وعلمنا أن نحب في الله ونوالي في الله ونبغض في الله ونعادي في الله، ولا يعني الولاء والبراء أن نزهق الأنفس المعصومة أو المستأمنة أو المعاهدة . فما بال أقوام شرقوا وغصوا بإيماننا بديننا، ودفاعنا عن ثوابتنا ؟

    وهنا يبرز سؤال : هل هذا مما يطالب أولئك القوم بإلغائه أو تحجيمه ؟! .
    فكيف تحل المؤسسات الخيرية في الداخل والخارج وهي تقوم بإعانة المنكوبين، والفقراء، ونشر الإسلام في حين المؤسسات التنصيرية تعمل جاهدة لإخراج المسلمين من دينهم، ولو فرضنا حدوث تجاوزات من بعض تلك المؤسسات الخيرية، فالعدل هو محاسبة المخطئ، لا أن تحل المؤسسات الخيرية من أصلها.
    أما حلقات تحفيظ القرآن ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، فيكفيها شرفاً أنها تعتني بكتاب الله، ولكن أعداء الدين يعلمون أن هذا الأمة ما دامت متمسكة بكتاب الله حفظاً وعملاً به في شؤون حياتها ودينها، فإنهم لن ينالوا منها .

    خاتمة القول: كلنا ينبذ الإرهاب ويمقته، ولكن ينبغي أن تحرر المفاهيم والمصطلحات ، وأن توضع النقاط على الحروف، ولا يكون الحرب على الإرهاب عباءة يتدثر بها الحاقدون على الإسلام -لا كثرهم الله -، أو ذريعة وسلماً للطعن في عقائدنا وديننا. فالله ناصر رسله وأوليائه وحزبه المؤمنين . وصلى الله وسلم و بارك على نبينا محمد وعلى آله وسلم ، والحمد لله رب العالمين .



    التعديل الأخير تم بواسطة abomokhtar ; 01-24-2015 الساعة 09:09 PM



  2. #2
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    مفكرة الإسلام : قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني صالح النعامي، إن القادة الصهاينة خروجوا عن طورهم في محاولات محمومة لتوظيف أحداث فرنسا في التحريض ضد الإسلام، والحصول على شرعية دولية في الحرب التي تخوضها ضد المقاومة الفسلطينية .
    وأضاف الباحث في الشئون الإسرائيلي ة على موقع مجلة البيان: لقد اقترح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على الغرب شن حرب لا هوادة فيها على ما أسماه بـ "الإسل ام المتطرف" على اعتبار أنه "أخطر تهديد تواجهه الإنسانية في العصر الحالي".
    واستدعى الكاتب ما نقلته وسائل الإعلام الصهيونية عن نتنياهو من اقتراحه أن يتم تشكيل تحالف صهيوني عربي غربي لمواجهة من أسماهم "الإسلاميي ن المتطرفين" وبضرورة توحيد الجهود مع العرب والمجتمع الدولي من أجل الانتصار على ما أسماه بالإسلام المتطرف.
    وعقب النعامي بقوله: على الرغم من أنه مسؤول عن قتل وجرح الآلاف من المدنيين العزل في الحرب الأخيرة على غزة، إلا أن نتنياهو قدم نفسه للغرب على أساس أن كيانه الغاصب يهمه مساعدة أوروبا على الانتصار على الاسلام الذي يخطط لقهر الحضارة الغربية.
    وتابع: حاول نتنياهو بشكل واضح أن يربط بين أحداث فرنسا والمقاومة الفلسطينية ، في مسعى لمراكمة شرعية للكيان الصهيوني في الحرب التي يخوضها ضد الشعب الفلسطيني، زاعماً أن الانتصار على المقاومة الفلسطينية سيفيد أوروبا ويضمن أمنها.
    وأضاف النعامي أن النخب الصهيونية حرصت على توظيف أحداث فرنسا لتبرير جرائم الحرب ضد الإنسانية التي ارتكبها الجيش الصهيوني خلال الحرب الأخيرة على القطاع.
    وتابع: استغل بعض القادة الصهاينةأح داث باريس للتدليل على ما أسموه بـ "الخطأ " الذي ارتكبته فرنسا بتصويتها لصالح الفلسطينيي ن في مجلس الأمن، لافتا إلى القادة الصهاينة أجمعوا على تذكير الغرب بأن الكيان الصهيوني "شريك طبيعي في الحرب على الإرهاب الإسلامي".
    وأضاف النعامي: وقد استغلت وسائل الإعلام الصهيونية الهجوم لتحريض أوروبا على الجاليات الإسلامية التي تقيم فيها.
    فقد وصفت قناة التلفزة الصهيونية الثانية ما حدث في باريس بأنه " 11سبتمبر الخاص بفرنسا"،مد عية أن الجاليات الإسلامية في أوروبا تمثل "قنبلة موقوتة"وال كلام للكاتب.



  3. #3
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    ناشد مستشار منظمة التعاون الإسلامي السفير سيد قاسم المصري، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي ترأس بلاده الدورة الحالية للمنظمة، الدعوة لاجتماع عاجل للدول الأعضاء بحضور شيخ الأزهر والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الإيسيسكو )، والاجتماع بالقاهرة للنظر فى تفعيل الإستراتيج ية الثقافية للعالم الإسلامى فى شقها الخاص بتنقية التراث وإعادة كتابة التاريخ، وتكليف لجنة من علماء الإسلام خاصة أولئك الذين شاركوا فى وضع هذه الإستراتيج ية للشروع فى دراسة التراث والتاريخ الدراسة النقدية التى أوصت بها الإستراتيج ية، للتصدي للحرب الجديدة على الإسلام بعد حادث باريس الإرهابي الذي استهدف مقر صحيفة شارلي إيبدو.
    وأكد المصري في حديث لـ "مصر اليوم" أن "هناك خطة لمنظمة التعاون الإسلامي تم اعتمادها عام 1991 في العاصمة السنغالية دكار، تعتمد على الإستراتيج ية الثقافية للعالم الإسلامى التى أقرتها القمة الإسلامية فى دورتها السادسة بالإجماع، وعنوان هذه الخطة خير دليل لذلك، والعبارة الحاكمة فيها هى "لا شىء مقدس سوى وحي السماء إذ تدعو الخطة إلى مراجعة التراث الإسلامي بأكمله مراجعة نقدية بلا وجل ولا محاذير ولا تابوهات ودون إضفاء هالة التقديس على هذا التراث الذى هو من صنع الإنسان فى المقام الأول. فلا شىء مقدس سوى وحي السماء، أي القرآن الكريم فقط. وتستند الخطة أو الإستراتيج ية على ركيزة أن الأمم التى لا تراجع تراثها الثقافي مراجعة نقدية لا يمكنها إحراز أي تقدم".
    واعتبر سيد قاسم المصري حادث باريس الأخير "خطوة سلبية على العالم الإسلامي الذي يسعى منذ فترة ط***ة وبالتحديد منذ أحداث 11 سبتمبر لمواجهة ظاهرة الإسلاموفو بيا وتغيير المفاهيم الخاطئة عن الإسلام وتصحيح صورته النمطية. لكن حادث باريس مؤخرا حطم جهود تغيير الصورة النمطية لتشويه الإسلام خلال الفترة الماضية، وما حدث سوف ينذر بعمليات إرهابية جديدة. كما سيزيد تطرف اليمين الأوروبي والنازيين الجدد”. وأشار إلى أنه "من المتوقع أن يزيد الحادث مصاعب الحياة على الأقليات الإسلامية في الدول الأوروبية لتكون أشد من الاول. وكل ذلك سيتسمر في دوامة ليس لها نهاية. ولذلك لابد الاعتماد على استراتيجية ثقافية للعالم الإسلامي كي تدلنا على الطريق الصحيح لمواجهة الإساءة الاسلام".
    وردا على ما أثير من انتقادات حول مشاركة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في مسيرة الوحدة الوطنية بباريس، أكد مستشار منظمة التعاون الإسلامي أن "ما حدث هو قمة انتصار للدولة الإسرائيلي ة وقمة خيبة للعرب جميعاً، واليهود سوف يستغلون هذا الحادث لاستمالة الغرب لهم".
    وتوقع السفير قاسم المصري أن يؤثر حادث باريس الأخير على العرب والمسلمين خصوصا في الدول الأوروبية، مضيفاً أنه يرى أن "ما حدث في 11 سبتمبر في الولايات المتحدة قد يتكرر الآن في أوروبا ولكن على مستويات مختلفة. والتشدد سيكون لهادور خاصة أن أوروبا لها تاريخ عنصري بارز ولكن لن تتجه إلى الاعتقال العشوائي وال***** للعناصر المتهمة مثلما حدث في معتقلات واشنطن".
    وفيما يخص التوقعات بترحيل الجاليات الإسلامية من أوروبا بعد الحادث، شدد السفير سيد قاسم المصري على أنه "لا يمكن لأي دولة أوروبية ترحيل من يحملون الإقامة على أساس التدين. والترحيل يستلزم وضع قوانين وضوابط جديد يمكن من خلالها تنفيذ آليات محددة تفعل ذلك. وسوف تسعى الحكومات لتعديل قوانين الهجرة بشكل يتم معه حين يعود المقاتلون في داعش الذين يحملون ال***يات الأوروبية إلى بلادهم مجدداً، يتم القبض عليهم وترحيلهم إلى دول أخرى. وسوف تلقى تأييداً شعبياً وبرلمانياً وسيصعب الحصول على التأشيرة للراغبين في السفر إلى أوروبا في الوقت الراهن".



  4. #4
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    "نتنيا هو" والحرب على الإسلام

    هكذا هي الصورة التي باتت تتضح، والتي باتت تؤكد أن نتنياهو ما عاد يعلن فقط حربًا على "حماس" أو الجهاد الإسلامي أو الإخوان المسلمين أو أية جماعة إسلامية أخرى، بل بات يعلن حربًا على الإسلام علانية.

    والذي يتابع تصريحات "نتنيا هو" وحاشيته في هذه الأيام يجد مصداق ما أقول. وعلى سبيل المثال؛ بعد أن وقع الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية اتصل "نتنيا هو" بالرئيس الفرنسي "فرانس و هولاند" ودعاه للتعاون مع المؤسسة الإسرائيلي ة من أجل "اجتثا ث خطر الإسلام المتطرف". ومن الواضح أن "نتنيا هو" لدى استخدامه هذا التعبير "الإسل ام المتطرف" قد انتقل من مرحلة كان يصف فيها بعض الجماعات الإسلامية بالتطرف إلى مرحلة جديدة بات يصف فيها الإسلام بالتطرف، وهذا يعني أن نتنياهو قد انتقل من مرحلة كان يعلن فيها حربًا على الجماعات الإسلامية إلى مرحلة بات يعلن فيها الحرب على الإسلام!! ولم يكتف نتنياهو بإعلان الحرب من طرفه لوحده على الإسلام، بل بات يستعدي الآخرين على الإسلام، وبات يدعو لإقامة حلف عالمي لمحاربة الإسلام، وهذا يبدو جليًا من قول نتنياهو الذي قاله في سياق حديثه مع "هولان د": لا بد من "حرب صارمة لا هوادة فيها ضد الإسلام المتطرف تتضافر فيها كل جهود أوروبا، فإن الجريمة الفظيعة التي ارتكبت مؤخرًا ستتكرر"، ففي هذا القول الملغوم لم يكتف نتنياهو بتقمص شخصية "الخرو ف الوديع" وذرف دموع التماسيح على قتلى هذا الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو"، وهو نتنياهو الذي لن تغسل عنه كل بحار الدنيا دماء عشرات آلاف القتلى والجرحى من شعبنا الفلسطيني الذين أصابهم ما أصابهم بعد أن أعلن حربه المجنونة على غزة العزة قبل بضعة أشهر، ولم يكتف باستغلال بشع لهذا الهجوم على تلك المجلة ولم يكتف بالدعوة إلى حرب صارمة لا هوادة فيها على الإسلام، لم يكتف بكل ذلك بل راح يحرض كل أوروبا لإعلان هذه الحرب على الإسلام وراح يحذر بأسلوب الفتّان مدعيًا أن هذا الهجوم سيتكرر!! والسؤال الذي يُسأل: كيف عرف نتنياهو أن هذا الهجوم سيتكرر؟! وهل يعلم نتنياهو متى سيتكرر؟! وفي أي مكان سيتكرر؟! وماذا سيكون حجمه إذا تكرر؟! أنا لا أملك الإجابة على هذه الأسئلة، ولكني أملك أن أقول إن نتنياهو بات صريحًا في إعلانه الحرب على الإسلام خلال هذه الأيام، وبات صريحًا بالاتكاء على إعلان الحرب على الإسلام من أجل تبرير إعلانه الحرب على الجماعات الإسلامية، لذلك وبناءً على إعلانه الحرب على الإسلام واصل الحديث مع الرئيس الفرنسي "هولان د" وقال له: (إسرائيل تقف إلى جانب فرنسا في هذا اليوم العصيب، إن إرهاب "حماس" و"حزب الله" وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام و"القاع دة" لن يتوقف في حال لم يقدم الغرب على محاربته بشكل مباشر، ولم ينسف مسوغاته الكاذبة)!! كأن نتنياهو يريد أن يقول: إن الحلف العالمي الذي تقوده اليوم أمريكا، والذي بات يقصف سوريا والعراق بحجة إعلان الحرب على تنظيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام) يجب أن تتسع خارطة عمله، ويجب أن يبدأ، إلى جانب قصف سوريا والعراق، بقصف غزة بحجة إعلان الحرب على حماس، وبقصف لبنان بحجة إعلان الحرب على حزب الله، وباستباحة قصف أية رقعة من الأمة المسلمة والعالم العربي بحجة أن فيها قواعد للقاعدة ويجب محاربة القاعدة!! أي في المحصلة فإن نتنياهو لا يدعو إلى إعلان حرب على الإسلام فقط ، بل يدعو إلى إعلان حرب على كل الأمة المسلمة والعالم العربي، بل إن من يدورون في فلك نتنياهو باتوا يدعون إلى ما هو أغرب من ذلك. فها هي القناة العبرية الثانية وصفت الجاليات المسلمة في أوروبا بعد وقوع الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" بهذا التحريض العفن "قنبلة موقوتة"، وكأنها تدعو أوروبا إلى إعلان الحرب على الجاليات الإسلامية في أوروبا، بمعنى طرد المسلمين من أوروبا وتكرار ما حدث في الأندلس فيما مضى. وهذا يعني بلغة الأرقام أن هناك محاولة للتحريض على طرد أكثر من ستين مليون مسلم يعيشون اليوم في أوروبا الغربية؟!

    ويبقى سؤال خطير إلى جانب ذلك: ماذا عن مصير ألبانيا وكوسوفو والبوسنة التي تقع في قلب أوروبا، والتي تُعد من الدول المسلمة؟! وماذا عن مصير ملايين المسلمين في أوروبا الشرقية خاصة في روسيا؟! وماذا عن مصير الدول المسلمة التي كانت ذات يوم جزءًا لا يتجزأ من الاتحاد السوفياتي المنهار؛ مثل جمهوريات الشيشان وكازخستان وداغستان وقيرغيزيا وأذربيجان؟ ! إن هذا الدور الذي بات يمارسه نتنياهو ومن يدور في فلكه من سياسيين إسرائيليين وإعلاميين إسرائيليين قد يقود إلى أحداث كارثية عالمية سيكون الضحية الأولى فيها هم المسلمون، سواء كانوا في أوطانهم أو كانوا في أمريكا أو أوروبا الشرقية أو أوروبا الغربية. ومن الواضح لكل عاقل أن مناخ أوروبا الغربية بالذات مهيأ لمثل هذا التحريض على المسلمين. ومن الواضح أن هذا التحريض سيشمل التحريض على العرب والفلسطيني ين كذلك، حيث أن هذه المصطلحات (المسلمون والعرب والفلسطيني ون) باتت مترادفة في هذه الأيام ولا يمكن الفصل بينها. وهذا يعني أن موجة الحقد التي باتت تحملها الجماعات التي باتت تطلق على نفسها "أوروب يون محبون لأوطانهم معارضون لأسلمة الغرب" سيطال أذاها -إن ظلت تسمن وتمتد وتنتفخ- كل ما هو مسلم وعربي وفلسطيني. وها هي قد باتت تتحرك على صورة مظاهرات كبيرة تصل المظاهرة الواحدة منها عشرة آلاف مشارك ويزيد في كل من ألمانيا والسويد، وقد تمتد إلى فرنسا، وما أسهل أن تمتد إلى فرنسا في هذه الأجواء، بل وإلى سائر دول أوروبا الغربية، سيما وأن كل هذا الحراك الملغوم ضد المسلمين والعرب والفلسطيني ين يأتي في أجواء جرى فيها قبل برهة من الزمن تجريد النائب الفرنسي "ماكسن س بيتي" من منصبه بعد أن أعلن إسلامه، وجرى فيها تجريد السفير الأمريكي في السودان "جوزيف ستافورد" من منصبه بعد أن أعلن إسلامه، وجرى فيها تورط فرنسا بما وقع على المسلمين والعرب من تطهير عرقي بشع في كل من مالي وأفريقيا الوسطى، وجرى فيها ولا يزال تطهير عرقي للمسلمين في بورما وخنق للمسلمين في تركستان الشرقية، وبات صوت مشؤوم كصوت كاتب عمود أمريكي يُدعى "إريك راش" يلقى رواجًا لأنه بات يدعو في تغريداته إلى "قتل جميع المسلمين" عن سبق إصرار!! لدرجة أنه واصل تغريداته وقال فيها: (إنهم شر، دعونا نقتلهم جميعًا)، ولدرجة أن صحيفة "جلوبا ل بوست" الأمريكية قالت في تعقيبها على تغريداته أن البعض رفضها "بينما جاءت تعليقات أخرى مشجعة ومؤيدة"، ولذلك يخطئ من يظن أن نتنياهو إنما يقصد الربح الانتخابي من وراء إعلانه للحرب على الإسلام، (وإن كان الأمر لا يخلو من ذلك)!! بل يبدو أن نتنياهو يعني ما يقول، وهو يواصل إعلان هذه الحرب على الإسلام!!!



  5. #5
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    جيفري ساش

    نيويورك ــ لم يكن رئيس الوزراء الفرنسي مان*** فالس يتحدث مجازاً عندما قال إن فرنسا تخوض حرباً ضد الإسلام المتطرف. فالآن تدور بالفعل رُحى حرب كاملة النطاق، وكانت الهجمات الإرهابية البشعة التي شهدتها باريس مؤخراً جزءاً منها. غير أن موضوع هذه الحرب، مثلها كمثل أغلب الحروب، ليس الدين والتعصب والإيديولو جية فحسب، فهي تدور أيضاً حول السياسة الجغرافية، ويكمن حلها النهائي في السياسة الجغرافية.
    إن الجرائم كتلك التي شهدتها مدن مثل باريس ونيويورك ولندن ومدريد ــ الهجمات على عدد لا يحصى من المقاهي والمراكز التجارية والحافلات والقطارات والملاهي الليلية ــ تستخف بقيمنا الإنسانية الأساسية وتهينها، لأنها تتضمن القتل المتعمد للأبرياء وتسعى إلى نشر الخوف في كافة أرجاء المجتمع. وقد تعودنا على اعتبارها أفعالاً يرتكبها مخ***ون ومختلون اجتماعيا، ونحن نشعر بالاشمئزاز لمجرد التفكير في أنها ربما يكون لها أي تفسير غير جنون مرتكبيها.
    غير أن الإرهاب في معظم الحالات لا تمتد جذوره إلى الجنون أو الهوس. فهو في الأغلب عملاً من أعمال الحرب، وإن كانت حرباً يديرها الضعفاء ولا تشنها دول أو جيوش منظمة. إن الإرهاب الإسلامي انعكاس، بل امتداد، للحروب الدائرة اليوم في الشرق الأوسط. ومع تدخل قوى خارجية تتحول هذه الحروب إلى حرب إقليمية واحدة ــ حرب دائمة التحول والتوسع وتكتسب قدراً متزايداً من العنف كل يوم.
    ومن منظور الجهاديين ــ المنظور الذي قد يلتقطه المسلمون الأميركيون أو الفرنسيون على سبيل المثال في معسكرات التدريب في أفغانستان وسوريا واليمن ــ تتسم الحياة اليومية بالعنف الشديد. فالموت منتشر، وهو يأتي غالباً مع القنابل والطائرات بدون طيار وقوات الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من القوى الغربية. والضحايا في الغالب هم الأبرياء، أو "الأضر ار الجانبية" الناجمة عن الغارات الغربية التي تضرب البيوت، وحفلات الزفاف، والجنازات، والمناسبات المجتمعية.
    ونحن في الغرب نكره الاعتراف ــ بل ويرفض أغلبنا أن يصدق ــ بأن زعماءنا أسرفوا بشكل صارخ في حصد أرواح المسلمين طيلة قرن من الزمان، في حروب ومواجهات عسكرية لا حصر لها أشعلتها قوى غربية قاهرة. فما هي الرسالة التي وجهها إلى المسلمين غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003؟ أكثر من مائة ألف من المدنيين العراقيين ــ وهو تقدير متحفظ للغاية ــ لقوا حتفهم في حرب استندت إلى ادعاءات كاذبة تماما. ولم تعتذر الولايات المتحدة قَط، ناهيك عن اعترافها بذبح المدنيين.
    أو لنتأمل حالة سوريا، حيث قُتِل ما يقدر بنحو مائتين ألف سوري مؤخرا، وفر نحو 3.7 مليون سوري من البلاد، واضطر نحو 7.6 مليون آخرين إلى النزوح داخلياً بفِعل حرب أهلية أوقدت نارها إلى حد كبير الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وغيرهما من القوى المتحالفة. فمنذ عام 2011، دأبت وكالة الاستخبارا ت المركزية الأميركية وحلفاء الولايات المتحدة على إرسال كميات هائلة من الأسلحة، فضلاً عن التم*** والتدريب، في محاولة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. ولا تمثل هذه الحرب في نظر الولايات المتحدة وحلفائها سوى ما يزيد قليلاً على معركة بالوكالة لإضعاف أنصار ورعاة الأسد في إيران وروسيا. غير أن المدنيين السوريين هم عتاد المدافع.
    قبل أن يضرب الإرهاب الإسلامي الغرب بفترة ط***ة، كانت المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة تعتمد على الخداع والمغالطات الدبلوماسي ة، والانقلابا ت المدبرة، والحروب، والعمليات السرية في الشرق الأوسط لتأكيد وإدامة السيطرة السياسية الغربية على المنطقة. ويعرف المؤرخون هذه القصة الخسيسة، ولكن أغلب الغربيين لا يعرفونها (ويرجع هذا الجهل في الأغلب إلى حقيقة مفادها أن العديد من هذه التدخلات كانت سرية). فمنذ سقوط الإمبراطور ية العثمانية قبل قرن من الزمان، سعت القوى الغربية إلى فرض سيطرتها على الشرق الأوسط لمجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك ذريعة النفط، وتأمين الوصول إلى الطرق البحرية الدولية، وأمن إسرائيل، والمنافسة الجيوسياسي ة مع روسيا في مصر وسوريا والعراق وإيران.
    وتملك الولايات المتحدة الآن أكثر من عشرين قاعدة عسكرية في ستة بلدان في المنطقة (أفغانستان ، والبحرين، وجيبوتي، والإمارات العربية المتحدة، وعمان، وتركيا)، فضلاً عن نشر قوات عسكرية على نطاق واسع في بلدان أخرى كثيرة، بما في ذلك مصر والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية. وقد مولت الولايات المتحدة العنف لعقود من الزمان، فسلحت ودربت المجاهدين (وأنشأت بذلك فعلياً طلائع تنظيم القاعدة) في أفغانستان لمحاربة السوفييت؛ وأذكت نيران الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن العشرين؛ وغزت العراق في عام 2003؛ والآن تحاول الإطاحة بالأسد منذ عام 2011؛ وتشن هجمات لا هوادة فيها بطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة.
    وتشير حقيقة أن الهجمات الإرهابية الجهادية في الغرب حديثة نسبيا ــ إذ لم تحدث إلا في الجيل الأخير أو نحو ذلك ــ إلى أنها تشكل انفجاراً عكسيا ــ أو على الأقل امتدادا ــ لحروب الشرق الأوسط. فمع استثناءات قليلة للغاية، كانت الدول التي تعرضت للهجوم هي تلك التي شاركت في العمليات العسكرية التي قادها الغرب في مرحلة ما بعد عام 1990 في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا. والواقع أن الإرهابيين أنفسهم يضفون طابعاً سياسياً على أفعالهم، حتى برغم أننا نادراً ما نصغي السمع؛ بل إن كلمات الإرهابيين لا تُذكَر إلا بإيجاز عادة، هذا إن ذُكِرَت على الإطلاق. ولكن الحقيقة هي أن كل الهجمات الإرهابية تقريباً التي وقعت في الغرب أو ضد سفارات غربية أو موظفين غربيين كانت مصحوبة برسالة تؤكد أنها رد انتقامي لتدخل الغرب في الشرق الأوسط. وقد أشار الإرهابيون في باريس إلى العمليات التي قامت بها فرنسا في سوريا.
    ينبغي لي أن أوضح هنا أن أفعال الغرب لا تزود الإرهابيين الإسلاميين بمثقال ذرة من التبرير لأفعالهم. فالسبب وراء الإشارة إلى هذه الأفعال هو أن أوضح ماذا يمثل الإرهاب الإسلامي في الغرب بالنسبة للإرهابيين : العنف في الشرق الأوسط على جبهة موسعة. وقد فعل الغرب الكثير لخلق هذه الجبهة، فعمد إلى تسليح جهات فاعلة مفضلة، وأطلق الحروب بالوكالة، وأزهق أرواح المدنيين بأعداد مفرطة.
    يستلزم إنهاء إرهاب الإسلام المتطرف إنهاء حروب الغرب التي سعت دوماً إلى فرض السيطرة على الشرق الأوسط. ومن حسن الحظ أن عصر النفط يقترب من نهايته تدريجيا. وينبغي لنا أن نعجل بقدوم هذه النهاية: فسلامة المناخ سوف تتطلب ترك أغلب موارد الوقود الأحفوري في باطن الأرض. والواقع أن حتى الدوافع القديمة الأخرى للتدخل الغربي لم تعد سارية. فالمملكة المتحدة لم تعد في احتياج إلى حماية طرق تجارتها إلى مستعمرتها الهندية، ولم تعد الولايات المتحدة في احتياج إلى إقامة طوق من القواعد العسكرية لاحتواء الاتحاد السوفييتي.
    لقد حان الوقت لكي يسمح الغرب للعالم العربي بحكم نفسه بنفسه واختيار مساره من دون تدخلات عسكرية غربية. وهناك أسباب مشجعة تجعلنا نعتقد أن الشرق الأوسط العربي الذي يحكم نفسه ذاتياً سوف يختار بحِكمة أن يصبح مفترق طرق عالمياً سلمياً وشريكاً في العلوم والثقافة والتنمية الإنسانية.
    وقد لعب العالم العربي هذا الدور الكريم في الماضي، وبوسعه أن يضطلع به مرة أخرى. فالمنطقة ذاخرة بالموهوبين ، والغالبية الساحقة من أهل المنطقة يريدون مواصلة حياتهم في سلام، وتعليم وتنشئة أطفالهم في صحة وأمان، والمشاركة في المجتمع العالمي. ومن الواضح أن أهدافهم ــ المتمثلة في تحقيق الرخاء والأمن البشري ــ هي نفس أهدافنا.
    * أستاذ التنمية المستدامة والسياسة الصحية والإدارة، ومدير معهد الأرض في جامعة كولومبيا، والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأهداف الإنمائية للألفية، من مؤلفاته نهاية الفقر والثروة المشتركة

    .......... .......... .......
    * الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتي ة





  6. #6
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية أن القيادات الدينية الوسطية في العالمين الإسلامي والغربي مطالبة أكثر من أي وقت مضي أن تؤدي دوراً فاعلا في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية.

    وأضح أن ذلك ليس فقط فيما يتعلق بمواجهة التغطية السلبية للإسلام، وإنما في تنفيذ الاستراتيج يات الإعلامية اللازمة لمواجهة حالات التشويه والتشويش، للقضايا المتصلة بالإسلام والمسلمين.

    جاء ذلك خلال لقاء مستشار المفتى مع الهيئة التحريرية لجريدتي "نيوز داي" و"نيويو رك تايمز" الأميركيتي ن في نيويورك في إطار سعي دار الإفتاء لتحسين فهم الإعلام الأمريكي لقضايا الإسلام والمسلمين، وتصحيح المعتقدات الخاطئة، وتغيير الصور النمطية السلبية، والإجابة علي استفسارات الهيئة التحريرية للجريدتين حول أهم القضايا المتصلة بالإسلام والمسلمين والوضع في الشرق الأوسط، والحراك الذي يحدث في مصر ودور المؤسسات الدينية في هذا الحراك.

    وأكد الدكتور نجم - في تصريح له من نيويورك نقله بيان لدار الافتاء - أن تصحيح الصور النمطية للإسلام والمسلمين خاصة فى الغرب يلقي بمسؤولية كبيرة على القائمين بتجديد الخطاب الإسلامي وتصحيحه في تبني رؤية شاملة تجاه العالم وإدراك البعد الحضاري للظواهر والأشياء المستحدثة، حتى يساهموا في المشاركة الحقيقية في الحضارية الإنسانية.

    وقال "إننا نعيش في فترة عصيبة تتميز بتصاعد الحملات الإعلامية العدائية ضد الإسلام والمسلمين من جهة، واستغلال بعض الأفعال التي تنافي روح الدين الإسلامي مثل ما تفعله جماعتي "داعش" و"بوكو حرام" من جهة أخرى في ترسيخ صور نمطية عن الإسلام تختزله في ديانة تتبنى ال*** وتحرض على التطرف وتعارض كل تقدم".

    ولفت الدكتور نجم إلى أن الإعلام الغربي لن يغير من تعامله مع هذه الصورة السلبية بين ليلة وضحاها، حيث أن المسألة ليست بسيطة لأنها مرتبطة في الأصل بخلفيات تاريخية قد تكون مرتبطة بتاريخ الحروب الصليبية، وقد تكون مرتبطة بأسباب عرقية أو دينية، أو سياسية، مشددا على أهمية التواصل المستمر مع الآلة الإعلامية الغربية في وضع الأمور في نصابها فيما يتصل بالنظرة المشوهة للعرب والمسلمين.



  7. #7
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    ع النار:أشار ت ‘ميشيل باكمان’ عضو الحزب الجمهوري الأمريكي للولايات المتحدة في مجلس النواب على ضرورة شن حرب شاملة على الإسلام مؤكدة أنه أساس الإرهاب.
    كما أضافة قائله ‘الرئيس الأمريكي أختار أن يرقص حول أساس المشكلة ‘في إشارة للإسلام’ وأن عليه محاربته وهزيمته لانه الشر الأكبر’.
    وكانت ميشيل قد صرحت بأنه من الخطر التحالف مع العرب لانهم جزءاً من الإسلام و حذرت من تباعيات تسلحيهم بالعتاد والذخيرة



  8. #8
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    أكد إبراهيم يسري، الدبلوماسي المصري السابق، أن تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام "داعش" يعد وسيلة للحرب على الإسلام خطط لها الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون والمفكر السياسي الأمريكي فرانسيس فوكوياما، بعد انهيار دولة الاتحاد السوفيتي. وأضاف خلال تغريدات له على صفحته بموقع التدوينات القصيرة "تويتر ": "تجميع غير مسبوق للحرب على الإسلام تحت وهم الإسلاموفو بيا وشق المسلمين شيعة وسنة واتهامات جزافية بالإرهاب حتى ببلاد المسلمين".



  9. #9
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    هذا عنوان يستحق كتابا . يستحق بحثا أكاديميا موثقا أو رسالة دكتوراة ترصد في تاريخ أكثر من قرن ملامح حرب ثقافية وسياسية قادتها كتل حضارية ، ودول عظمى ، وأنظمة صغرى ، ونخب نَخِبة ضد الإسلام العقيدة والشريعة ومنهج الحياة ، وضد الإسلام الفكر والثقافة وأنماط السلوك ، وضد حملة المشروع الإسلامي على اختلاف طبقاتهم ، وتباين فهومهم وتوجهاتهم ، وضد الملتزمين بحظ قل أو كثر من شرائع الإسلام و شعائره .
    ولقد كان الاحتلال ( الاستعماري ) لبلاد المسلمين أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين أداة من أدوات هذه الحرب ، ووسيلة من وسائل التمهيد لها أو تثمير جهودها والتمكين لجنودها والمتواطئي ن عليها...
    يكتب كثير من اليساريين في جنف من القول : إنه في أيام الحرب الباردة كانت الامبريالي ة أو الرأسمالية العالمية توظف البعد الديني أو الروحي من الإسلام في حربها على الشيوعية ( الملحدة ) . قول سطحي ينقصه التوثيق العملي لواقع التاريخ يلجأ إليه قائلوه لتسويغ الإخفاق الذي مني به مشروعهم في بلاد المسلمين كما أخفق في الوقت نفسه مشروع من عداهم . لقد كان من السطحية البالغة أن يمزج البعض بين أنظمة ملتحفة لعباءة الإسلام وبين أصحاب المشروع الإسلامي بتياراتهم ومدارسهم المتعددة . ولعل ما كشفته أخريات الأيام من حقائق يُسقط الكثير من دعاوى أصحاب ذلك التحليل.بل ربما نضيف إلى ما سبق أن بعض الأنظمة الأكثر ادعاء للحداثة وللعلمانية ولليسارية أو الاشتراكية والاشتراكي ة المادية أو العلمية قد التحفت هي الأخرى في حقبة عباءة الإسلام لإنجاح جهودها في الحرب عليه .
    على مدى أكثر من قرن مضى ظل حملة المشروع الإسلامي في المنطقة تحت اشكال من الحرب الساخنة والباردة على السواء . ومورس عليهم الاستئصال بالقتل والاعتقال والتعذيب والتغييب والتهجير والتشريد ، والإقصاء والحرمان من الفرص الوطنية والثقافية والسياسية . كانت تلك بعض معالم هذه الحرب التي عاشها حملة المشروع الإسلامي على اختلاف توجهاتهم ومشروعاتهم ، وأصر على ألا يتم إسقاط ما يقرر هنا على جماعة أو حزب . وإن كان حظ جماعة الإخوان المسلمين من هذه الحرب أو هذا الظلم دائما هو الأكبر لأنها كانت الجماعة الأكبر . والتي كانت تشكل بصلوح مناهجها واعتدال خطابها ووسطيته وق***ه عند الشرائح المجتمعية الأكبر والأوعى الخطر الأكبر الذي يكيد له الكائدون ويمكر به الماكرون ويفتري عليه المفترون .
    وإذا صحت المقارنة فإن ما مورس على الإسلام عقائده وشرائعه وشعائره ، مع احترام ظاهري ، من حرب وكيد ومكر بكل ضروب المكر يفوق مرات ومرات ما مورس على دعاته وأتباعه على السواء .
    ومنذ العقود الأولى لانكسار دولة المسلمين ، ونظرا لما يتمتع به الإسلام من مكانة في عقول وقلوب الجماهير المسلمة فقد لجأ رجال السياسة إلى استحداث مصطلحات وعناوين يحاربون تحتها الإسلام بينما كان الكتاب والمثقفون أصحاب الأجندات أكثر جرأة وأكثر حدة فيما يطرحون ويقررون ...
    فقد بدأت هذه الحرب تشن على الإسلام وأهله ودولته تحت عنوان مختصر ومعبر هو ( الرجل المريض ) . ثم حورب الإسلام سياسيا في مرحلة ما تحت مسمى ( الرجعية )، والماضوية ، وحورب اجتماعيا تحت مسمى العادات والتقاليد والجمود والتخلف .. وفي عصر أقرب إلى عصرنا بدأنا نسمع مصطلحات مثل ( التشدد ) و ( التزمت ) و( الأصولية ) و ( الإسلاموية ) و ( الإسلام السياسي ) . هذا ولا نريد أن نقف عند مصطلحات الإسفاف الإعلامي التي حفلت بها وسائل إعلام لدول وأحزاب وقوى ومنظمات ..
    يذكر الشيوعيون جيدا في الحرب الباردة الثقافية التي شنتها عليهم الولايات المتحدة في أوج الحرب الباردة الثقافية القاضي الأمريكي ( مكارثي ) الذي أعطى اسمه لضرب من هذه الحرب القذرة ( المكارثية ) وإذا أردنا أن نتحدث بشيء من المقارنة سوف نقر جميعا بتحضر القاضي مكارثي إزاء ما مارسه ( فايز النوري) في سورية أو أضرابه في مصر . ( مكارثي ) العربي كانت له منصته في كل قطر وظل يقوم بملاحقاته ويصدر أحكامه خلال قرن على الناس بسبب عقائدهم وأفكارهم وأنماط سلوكهم .
    والحرب الباردة السياسية والاقتصادي ة والاجتماعي ة والثقافية التي كانت تمارس ضد الإسلام والمسلمين في عقر دارهم كان يتعاون عليها الشرق الشيوعي والغرب الامبريالي . و تشارك فيها كل وسائل الدول المحلية وأدواتها المدرسة والمنبر الإعلامي والفيلم والمسلسل والزعيم أو الأخ الكبير فمن موسكو أعلن جمال عبد الحكم على الشهيد السعيد سيد قطب ، وبتعتيم إعلامي دولي نفذ حافظ الأسد مجازره ضد الشعب السوري ، وشرّع القانون 49 / 1980 والذي ما زال معمولا به حتى اللحظة كما لا زال بشار الأسد يحظى بالتعتيم الإعلامي نفسه الذي نعم به أبوه من قبل ....
    حديثنا اليوم عن الحرب الباردة على الإسلام لم تعد تتوقف عند أنظمة ( ثورية ) في مثل سورية ومصر والعراق التي جعلتنا يوما نترحم على لون من الاستبداد زينه لنا البعض بعنوان رائق ( الاستبداد الأبوي ) ، فقد كشفت لنا الأيام أن الناس كلهم بكر إذا شبعوا كما قال الشاعر العربي .
    ينتمي كاتب هذه الكلمات إلى الجيل الثالث من أبناء هذه الأمة الذين عايشوا هذا النوع من الحرب ، وكانوا لعقود من ضحاياها ، بل كان يظن أنها عاشها في ذروتها وحدتها ، ولكن ما تتكشف عنه الأيام الصعاب التي تعيشها الأمة اليوم تؤكد أن ما مضى كان الجزء الأهون من هذه الحرب مع انكشاف الأوراق وتكشير الشر عن أنيابه ، مع وهن وخلل في صفوف أمة الإسلام وجماعته وحملته حيث يسيطر على المشهد ( الغلاة المنبتُّون ) من جهة ويغيب عنه الحلماء العلماء العقلاء أولو العزم وأصحاب الهمم من الرجال من جهة أخرى..

    الخطر الأخضر وريتشار نيكسون
    وقد يحلل البعض أو يقدر أن الحرب الباردة المفروضة على الإسلام والمسلمين هي ردة فعل مباشر على أخطاء ورعونات بعض أبناء المسلمين . حيث يطيب للبعض دائما تحميل الضحية نتائج ما يفعله الجلاد . وحين نذكر اليوم اشتداد أوار الحملة الدولية والإقليمية والمحلية على الإسلام والمسلمين يبادر البعض إلى تذكيرنا بتنظيم القاعدة ، وأحداث 11 / 9 / وإعلان بعضهم الحرب على العالم ودوله العظمى ، مرة في الاتحاد السوفياتي في أفغانستان أو في الشيشان وأخرى بعمليات عبثية وإجرامية يرتكبها البعض باسم الإسلام في السفارات أو المطارات أو محطات الأنفاق . إن إنكارنا ورفضنا لهذه العمليات الإجرامية المنفلتة واستنكارنا لها لا يمنعنا من القول إنها عمليات فردية محدودة تحسب على مرتكبيها ، ولا يمكن أن تٌحمل مسئوليتها لدين وثقافة يشكل أتباعهما خمس سكان الأرض ..
    إن كل ما يذكر من ذرائع في تبرير الحرب على الإسلام والمسلمين يذكرنا في حقيقة الأمر بذريعة الذئب وهو يحمل الخروف مسئولية تعكير ماء النبع من أسفل الجدول إلى أعلاه ..
    ( الخطر الأخضر )
    مصطلح من مصطلحات الحرب الباردة التي استهدف بها الإسلام ، ورُمز به استراتيجيا إلى الحرب على المسلمين والإسلام . تم وضعه والتوافق عليه ووضع استراتيجية الحرب وأهدافها وأدواتها قبل ابن لادن وقبل تنظيم القاعدة وقبل أحداث 11 / 9 / وقبل تفجير السفارات والأنفاق المدانة ..
    وقبل القبل كانت رحى الحرب تدور ربما بدأت مع أوربان الثاني ، أو مع نابليون بونابرت أو مع كرومر وغورو في محطتها قبل الأخيرة كان الرئيس الأمريكي الأسبق صاحب فضيحة ( ووتر غيت ) ومنذ 1989 يكتب لقومه في كتابه ( نصر بلا حرب ) مزهوا بما يتوقعه من نصر على السوفييت قبل سقوط امبراطوريت هم عن ( الخطر الأخضر ) ..
    ففي كتابه ذاك يقترح الرئيس الأمريكي ، المزهو بنصر بلاده على السوفييت ، على قومه بالتحالف مع الصينيين الذين يصفهم بأنهم ( العملاق رغم أنفه ) ومع اليابانيين الذين يصفهم ( بالعملاق الذي يستيقظ ) ويدعو قومه في الوقت نفسه إلى اكتشاف الخطر قبل وقوعه ووضع الاستراتيج ية المناسبة لمواجهة ما يسميه ( الخطر الأخضر ) . والاستراتي جية المفضلة التي يقترحها الرئيس نيكسون ( أفضل طريقة لخوض حرب ناجحة ألا يظهر عليك أنك تحارب ) بمعنى أنه لا يجوز أن يشعر المسلمون والرحى الأمريكية تطحنهم ، أن هذه الرحى أمريكية ، وأن المحرك الذي يديرها أمريكي وأن الرأس الذي يأمرها أمريكي أيضا ,,,,,
    والهدف العام لهذه الحرب وكل ما أضعه بين قوسين مقتبس ومنقول ( العمل على تح*** اقتصاديات الدول إلى جزء من شبكة الاقتصاد الحر ) والمقصود هنا باقتصاديات الدول عائدات النفط العربي وبالاقتصاد الحر الاقتصاد الأمريكي بالذات ..
    ويرى الرئيس الأمريكي أنهم محتاجون لخوض حربهم ( إلى فريق من الأشخاص الاستثنائي ين ) والوسيلة للوصول إلى هؤلاء : ( بناء شبكة محكمة من البشر الذين يعملون بالتوازي للترويج لفكرة مؤداها أن العالم بحاجة إلى الثقافة الأمريكية ليعيش القرن الأمريكي مع نهاية القرن العشرين )
    ولا بد لينجح مشروع الترويج للثقافة الأمريكية من محو ما عداها من الثقافات والانتصار عليه ، وبالمناسبة فإن هذا حصل في روسية وفي الصين وفي اليابان ) بينما ما زالت الشعوب العربية تهتف ( مالنا غيرك يا الله ) . يؤكد الرئيس الأمريكي وهو يضع قواعد حلقة جديدة من حلقات الحرب الباردة على الإسلام والمسلمين ( لا بد من اكتشاف الخطر قبل وقوعه ، والتخلص من مصدره بوسيلة أو بأخرى حسب مقتضى الحال ، في إطار براغماتية الغاية تبرر الوسيلة .)
    ثم إلينا هذا المفتاح الخطير الذي يقترحه السيد نيكسون لتنفيذ المخطط الرهيب والذي نحتاجه لقراءة الكثير من الأحداث مما يدور حولنا هذه الأيام : يقول من الضروري ( إعادة ترتيب أوراق الصراع والبحث عن طريقة الهيمنة على العالم بأيدي أبناء الشعوب وتصفية جميع الجيوب المقاومة ).
    أكرر كتابة الوصية الأخيرة للسيد ريتشارد نيكسون الرئيس الأمريكي الأسبق : الهيمنة بأيدي أبناء الشعوب وتصفية جميع الجيوب المقاومة ... بشار الأسد والسيسي والقانون 49 / والسجن والاعتقال والتشريد والتهجير والحرب في الرزق وسيل الاتهامات بالفساد والإفساد ..
    والحديث خطير والكيد عظيم وتتبع مواقع هذه الاستراتيج ية على واقعنا يحتاج إلى عين البصير ومبضع الجراح ...
    (( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ )) ...
    لندن : 30 / محرم 1436
    23 / 11 / 2014
    ----------------
    *مدير مركز الشرق العربي
    التعديل الأخير تم بواسطة abomokhtar ; 01-24-2015 الساعة 09:55 PM



  10. #10
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: حرب على الإرهاب أم حرب على الإسلام ؟

    الحمد لله الواحد الهادي، ذي الملكوت والجبروت المنزه عن الشريك والأولاد، القاهر الأشرار من فرعون وثمود وعاد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ذي المعالي والأمجاد، وعلى آله وصحبه الأطهار الأفذاذ، والرحمة والرضى لكل متبع وصالح من الأجداد، وهدانا الله سبل السلام وبلغنا خير المراد، وبعد:

    فإنه لما ضعفت الأمة الإسلامية أخذ الأعداء يتكالبون عليها، ويتغامزونه ا، ويزرعون فيها الأمراض الاجتماعية حتى يضعفوها، ويوقعوها في الشباك التي طالما عملوا على نصبها، إن الحرب الحضارية بين المسلمين والغرب لم تتوقف رحاها يومًا؛ فالصليبية العالمية لم تتوقف يومًا عن التفكير في النَّيْل من الإسلام وأهله، فكان السعي الحثيث للنيل من بيضة الإسلام من خلال التنصير.

    والتنصير خارج حدود بني إسرائيل الجغرافية والبشرية مخالف لتعاليم الإنجيل، بدليل ما جاء من نصوص في الإنجيل، أن المسيح رأى امرأة كنعانية شكت له جنون ابنتها، وأنها تسأله أن يشفيها من مرضها، فقال لها: "لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متى 15:22-24)، وفيها وصية المسيح عليه السلام للحواريين: "إلى طريق أقم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متى 10:5-6).

    ويتفق هذا مع مضمون القرآن الكريم: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِي لَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَا ةِ وَمُبَشِّر ًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّ نَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف:6].

    لكن دعاة التنصير قد يستدلون ببعض النصوص المنسوبة إلى المسيح مثل: "فاذهب وا وتلمذوا جميع الأمم..." (متى 28:19، 20)، لكن هذه النصوص لا تصح نسبتها إلى المسيح عليه السلام (أحمد عبد الوهاب: حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر. ص:113، ط 1981م، مكتبة وهبة، القاهرة).

    وهناك مَنْ ينسب فكرة التبشير إلى ***س اليهودي المتنصر الذي حرّف المسيحية، فهو الذي أخرج المسيحية من نطاقها الإقليمي إلى رحابة العالم، مع الاختلاف في تحديد دوافع هذا العمل (أحمد عبد الوهاب: حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر. ص 52، 56).

    ويمكن إيجاز أهداف التنصير فيما يلي:
    1- صرف النصارى عن الإسلام وتثبيتهم على ضلالهم، عن طريق إشعارهم بأن دين النصرانية لا يزال يقوم به رجاله وأنه في اتساع.

    2- إخراج المسلم من دينه وإن لم يعتنق النصرانية.
    3- إثارة الشبهات والشهوات عندما لا يمكن إخراج المسلم من دينه وهذا من أخطر وسائل التنصير.
    4- إطفاء الحماس والغيرة للدين في قلب المسلم عن طريق التودد له والإحسان إليه حتى يثقل عليه الصدع بالحق في شأنهم.
    5- تغريب المجتمعات الإسلامية وإشعارها بعقدة النقص تجاه الغربي وثقافته.

    أما الغاية التي يسعى المنصر لتحقيقها فهي تمكين الغرب من العالم الإسلامي في كل مهيع.
    ومن أخطر مقاصد المنصِّرين ، زرع بذور الفرقة والشقاق، والفتنة بين المسلمين، وإثارة النعرات الجاهلية، والعصبيات المذهبية بينهم، وهي أيضًا من الطرق التي تضمن لهم نجاح هجماتهم التنصيرية.

    ومن مكائد المُنَصّري ن توظيف بعض الافتراءات المنسوبة إلى بعض المذاهب الإسلامية، على طريقة: "رَمتْ ني بدائِها وانْسلَّت" ؛ وذلك من أجل تحقيق ثلاثة أغراض:
    الأول: إحراج المسلمين لقولهم بتحريف الكتاب المقدس، لعلهم يحجمون عن ذلك.
    الثاني: تسويغ الخلاف الحاصل بين الكاثوليك والبروتستا نت، حول الأسفار السبعة الموجودة في العهد القديم.
    الثالث: إيقاع البلبلة والفتنة بين المسلمين.

    ومن هنا ينبغي أن نعلم أن التنصير لا يرنو -في الأصل- إلى نشر تعاليم المسيح بالدرجة الأولى، وإنما يسعى إلى مسخ هُوِيّة المسلم؛ حتى يتجرد من السلاح الذي يقف به في وجه أعداء الإسلام.
    وسائل العمل التبشيري:

    وهذه الوسائل أساسها الخداع والتغرير والاستغلال ، ومنها:
    1- التركيز على المناطق النائية التي تكون بعيدة عن نفوذ الحكومات المسلمة ومراقبتها.
    2- استهداف الدهماء في المجتمع.
    3- قصد المناطق المنكوبة والظروف غير الطبيعية.
    4- التركيز على الأقليات المسلمة في البلاد التي لا تدين حكوماتها بالإسلام.
    5- إثارة الشبهات حول ثوابت الإسلام بقصد التشكيك.
    6- التلاعب بالغرائز لدى المسلمين.
    7- إثارة النعرات الجاهلية في مجتمعات المسلمين.

    وهذا يذكرنا بقول ابن قيم الجوزية (ت:751ه): "ثم إنَّك إذا كشفتَ عن حالهم وجدتَ أئمةَ دينهم ورهبانهم قد نصبوا حبائل الحيل ليقتنصوا بها عقول العوام، ويتوصلوا بالتمويه والتلبيس إلى استمالتهم وانقيادهم لهم، واستدرار أموالهم، وذلك أشهر وأكثر مِنْ أنْ يُذكر" (انظر:إغاث ة اللهفان في مصائد الشيطان. ص:692. تحقيق حسن الحلبي. د.ت).

    وسُنَّةَ أهل الضلال في كلِّ زمانٍ ومكانٍ الزجّ بالشبهات مع خصومهم، فتارةً يَسْتَنِدُ ونَ إلى ما لا يصحُ سندُه بوجودِ راوٍ متَّهمٍ بالكذب؛ بل ويُلزموا به خصمهم فريةً على دينِ الله تعالى، وتارةً يَسْتَنِدُ ونَ بما قاله الله في القرآن، أو بما صحَّ عنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنَّهم يُحرِّفونَ معناه، أو يتَّبِعُون َ ما تشابه مِنْهُ كما أخبر الله تعالى عنهم، فقال: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِم ْ زَيْغٌ فَيَتَّبِع ُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَة ِ وَابْتِغَا ء تَأْوِيلِه ِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَه ُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِ خُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} [آل عمران:7].

    ومن افتراءاتهم :
    أ- القرآن هو الآخر تعرض للتحريف.
    ب- القرآن مستفاد من الكتب القديمة (العهدين القديم والجديد).
    ج- الوحي ظاهرة مرضية كانت تعتري الرسول أشبه ما تكون بالصرع.
    د- القرآن يحتوي على أخطاء لغوية ونحوية.
    هـ- السنة كثير منها من أكاذيب الصحابة والفقهاء وغيرهم.
    و- تاريخ الصحابة والمسلمين حافل بالحروب والدمار.
    ز- الحضارة الإسلامية ما هي إلا سرقة للحضارات القديمة (د. حسن محمد عيسى عبد الظاهر وآخرون: الثقافة الإسلامية والتحديات المعاصرة. ص:436. ط 1421هـ/2000م، جامعة قطر).

    إن من أعظم ما يبشَّر به المسلم في مواجهة التنصير والتبشير قول الله تعالى:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُوله بِالْهُدَى وَدِين الْحَقّ لِيُظْهِره ُ عَلَى الدِّين كُلّه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِك ُونَ} [التوبة:33]. فالإسلام في انتشار وعُلُوّ رغم جهود الشانئين المارقين، وقد رد الله المنصِّرين بغيظهم لم ينالوا خيرًا.

    من وسائل لمواجهة التنصير والتبشير:
    1- تحصين المسلمين بالعلم الشرعي، والثقافة الإسلامية.
    2- تعزيز الانتماء إلى الإسلام والوطن الإسلامي.
    3- تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين.
    4- الاهتمام الأكاديمي بمواجهة التنصير.
    5- سد المسارب التي يتخللها دعاة التنصير في المجتمعات الإسلامية.

    وفي نهاية حديثي أذكّر المبشرين في بلاد المسلمين بقول النابغة الجعدي:

    وإنَّا لقومٌ ما نُعوِّدُ خَيْلنَا *** إِذا مَا التَقَيْنَ ا أنْ تَحِيدَ وَتَنْفِرَ ا
    ياسر منير




المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •