ملخص السؤال:
فتاة مطلقة منذ أشهر، ماتت والدتها وما زالت الصدمة تؤثر عليها، وهي تراها في أحلامها مريضة فاقدة للوعي، مما أثر عليها نفسيًّا وعلى حياتها.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا فتاة في منتصف العشرين من عمري، مطلقة منذ أشهر، وليس لديَّ أطفال، لديَّ أخت أصغر مني غير متزوجة، ووالداي منفصلان.
توفيتْ والدتي منذ أشهر، وأحلم دائمًا بها كأنها مريضة أو فاقدة للوعي ولا تعرفنا، وأكون خائفة جدًّا وأنا في الحلم.
هذا الحلم يؤثر على حياتي اليومية، فلا أنام، وتصيبني حالة بكاء وانهيار لأني إلى الآن مصدومة في موتها!
أرجو منكم أن تنصحوني وترشدوني للصواب، فأنا أثق بكم

وجزاكم الله خيرًا
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الله أختنا في استشارات شبكة الألوكة، يُسعدنا ويَسُرنا تواصلك معنا واستفادتك مما نقدِّم.
رحم الله والدتك، وغفر لها، وأعظم لكم الأجر.
من الطبيعي أن نُصاب بالإنكار وعدم التصديق بعدَ وقوع المصائب والفقد، لكن يجب أن ننقلَ أنفسنا، ونساعدَ غيرنا للوصول إلى مرحلة التسليم والرضا بقضاء الله وقدَرِه.

عند المصاب علينا الصبرُ والتصبُّرُ والاسترجاع بقولنا: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصابنا، واخلفْ لنا خيرًا منه"، كما أوصانا عليه الصلاة والسلام.

توارد فقدين وصدمتين عليك - طلاق ووفاة - يُسَبِّب لك هذه الكوابيس المزعجة، وهنا عليك عدة مهام للتخلُّص من هذا:
نامي على وضوءٍ، وإذا رأيتِ ما يُزعجك فهو من الشيطان، وهنا عليك بوصية النبي عليه الصلاة والسلام بالنفث عن يسارك ثلاث مرات، وتغيير وضعية نومك، وعدم التحدث بما رأيتِ، فإنه لا يضرك. ففي البخاري عن أبي قتادةَ يقول: كنتُ أرى الرؤيا تُمرِضُني، حتى سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: الرؤيا الحسنةُ مِن الله، فإذا رأى أحدُكم ما يُحِبُّ فلا يُحدِّث بها إلا مَن يُحِبُّ، وإذا رأى ما يَكرَهُ فلْيَتعوَّ ذْ باللهِ مِن شرِّها، ومِن شرِّ الشيطانِ، ولْيَتفُلْ ثلاثًا، ولا يُحدِّث بها أحدًا، فإنها لن تَضُرَّه)) .

حاولي أن تتحدثي عن مَشاعرك تجاه أمك وتجاه كلِّ ما يزعجك لشخصٍ تثقين به، وإن لم يكن فاكتبي كل ما يجول بخاطرك، وفرِّغي جميع انفعالاتك على الورق، محتفظة به أو ممزقة له بعد أن تكتبي؛ فهذا يُسهم في التفريغ الانفعاليّ ِ، ويُسهم في راحتك الجسدية والنفسية بشكل كبير؛ وأروع تفريغ هو في ثلث الليل الآخر في سجودك بين يدي الله عز وجل، فهو مُقَدِّر الأقدار والعالِم سبحانه، بثِّي له كل ما يشغلك ويهمك، وهو سيُسعدك ويُفَرِّج همَّك!
استمري في بر والدتك بعد موتها بالصدقة عنها، والاستغفار لها بكثرة، وبر أحبابها الأحياء من أهلٍ وأصحابٍ.

لا تستلمي للحزن واليأس، واخرجي من البيت للتعلم، لصلة الرحم، لمساعدة المحتاجين، وحافظي على شبكة علاقات اجتماعية مساندة ومميزة تشد بيدك نحو المعالي.

ابتعدي عن مشاهدة وقراءة الأفلام والروايات المخيفة والمُحزنة.

حافظي على أكل صحيٍّ متوازن، ونومٍ معتدل ليليٍّ.

لا تخافي ولا تقلقي، فالبعض يرى أن الأحلام المزعجة والمخيفة مفيدة لتوازن العقل ولشحذ التفكير.

وفقك الله ويسَّر لك ولأختك كل خيرٍ وسعدٍ يرضيه