السؤال

ملخص السؤال:
شابٌّ يُحب فتاة، وحدَث بينهما علاقةٌ مُحرَّمة، حاول التقدُّم للزواج منها، لكن أهلها رفضوا، ولا يريد أن يتخلَّى عنها، ولا يجد سبيلاً للزواج منها، ويسأل: ماذا أفعل حتى لا أتخلَّى عنها؟
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب غير متزوج، عمري 25 عامًا، أحببتُ فتاة بشدة بدون علمِها منذ 5 سنوات، وكنتُ أحاول أن أتقرَّب منها بالكلام، حتى أجد وظيفة وأتقدم لها. لكن وبكل أسفٍ سيطر علينا الشيطان في الكلام والمقابَلا ت، وحدَث بيننا ما يُغضب الله تعالى، لكنني لم أتخلَّ عنها، وتقدمتُ لأبيها، ووافق عليَّ. ثم حدَث ما لم يكن في الحسبان، وتدخلتْ قريبة لها وتكلَّمتْ عليَّ بكلام سَيِّئٍ أمام أهلها، فصدَّقوها، ورفضوني، فلم أيئس، وحاولتُ كثيرًا؛ لكنهم لم يوافقوا عليَّ بدون سبب! الآن تقدَّم إليها شابٌّ، وأهلها مُوافقون عليه، ويحاولون إجبار الفتاة على الموافقة، لكنها ترفُض، وهم يعلمون أنها متعلقة بي، وتحبني. حاولتُ مقابلة أبيها، لكنه رفَض، وبذلك لا أجد أي طريق آخر أستطيع الزواج بها، أفكر في الزواج منها بدون موافقة أهلها!
فأخبروني ماذا أفعل؟
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. في البداية نَشْكرك على تواصُلك عبر شبكة الألوكة، ونسأل الله لك التوفيق في زواجٍ ناجحٍ تسعد به في الدنيا، وتتقرَّب مِن خلاله إلى الله، فهو عبادةٌ تُقَرِّبك من الله، وتُعينك على حِفْظ نفسك. الأصلُ في الزواج أن يبحثَ الرجلُ عن صاحبة الدِّين، كما أرشد الرسولُ صلى الله عليه وسلم، فإذا أُعْجِبَ بامرأةٍ يتقدَّم لأهلها، ويخطبها منهم، فإن وافقوا أكمل الزواج، وإلا تراجَع وبَحَث عن غيرها.
ولا يَجُوز للرجل أن يُقِيمَ علاقةَ حبٍّ مع امرأة أجنبيةٍ قبل الزواج ويخلو بها؛ فإنَّ ذلك مَدْعاة إلى تدخُّل الشيطان، والوقوع في الحرام، والله يقول: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾[الإسراء: 32]، فنهى سبحانه عن القُرب نفسه، وأنت رأيتَ النتيجة بنفسك، والآن عليك التوبة والرجوع إلى الله، والندَم على ما فعلتَ، واللهُ غفورٌ رحيمٌ يغْفِر لعبده إن رأى صِدْق توبته.
ومُوافقة أهلها شرطٌ لصحة الزواج، وما داموا أنهم لم يُوافقوا فعليك بالابتعاد عنها، والبحث عن امرأة أخرى، والنساء كثُر، والزواجُ رزقٌ من الله، فعليك بتقوية العلاقة به سبحانه مِن خلال الصلاة والذِّكر والقرآن وصحبة الصالحين، وقد وعَد الله الطيبين بالطيبات؛ قال تعالى: ﴿ وَالطَّيِّ بَاتُ لِلطَّيِّب ِينَ وَالطَّيِّ بُونَ لِلطَّيِّب َاتِ [النور: 26] ﴾، فعليك أخي الكريم أن تكونَ من الطيبين الصالحين العابدين.
ولا يمنع أن تُكَرِّر الخطوبة للمرأة تلك أو غيرها حتى بعد زواجك بأخرى، وليس هناك زواجٌ مؤقتٌ بدون إذْن الأهل ومُوافقة وَلِيِّ الأمر.
ونسأل الله أن يرزقك المرأة الصالحة الطيبة