ملخص السؤال:

سيدة متزوجة منذ عامين، بينها وبين زوجها اختلافٌ في الأفكار، وحواجز كثيرة، تُحاول إرضاءه، وتتقرَّب منه، لكنه ينقَلِب عليها فجأةً، تريد حلاًّ تُغَيِّر به أفكاره وطريقة نقاشه.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا سيدة متزوجة منذ عامين، وبيني وبين زوجي اختلافٌ في الأفكار، وحواجزُ كثيرة، أُحاول إرضاءه، وأتقرَّب منه، لكنه ينقَلب عليَّ فجأة، ويبدأ الشد والجذب، والضرْب والطَّرْد، والهجْر وترك البيت!أنا حامل وفي بيت أهلي، وهو يَهجرني مِن أشهر، ولا يرُدُّ عليَّ، ولا يسأل عني ولا عن الحمل، أريد حلولاً أُغَيِّر بها أفكاره وطريقة نقاشه، وتهدئ من وضعنا الأسري.
وجزاكم الله خيرًا
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.لقد اختصرتِ سنتين من حياتكِ الزوجية بما فيها مِن خلافاتٍ ومشكلاتٍ في أربعة أسطر تَحُول دون الوُقوف على الكثير مِن نِقاط الخلَل وثغرات يدخُل منها الشيطانُ عادةً للزوجين فيُضَخِّم كل قبيح، ويُقَلِّل كل جميل، حتى تبدو الحياةُ أسوأ في نظريهما، ويَحْصُل منهما على الفراق الذي يريد.وكنت أتمنى أن تدعمي رسالتكِ ببعض الأمثلة الواقعية لِأَسْتَبِ ينَ شخصية زوجكِ، وأمدّكِ بمفاتيحَ للدخول إليه.تُحاولين التقرُّب إليه بالهدوء والمودة، وهذا ما يتمناه كلُّ زوج طبيعي، لكن مع الخلافات ينقلب التقرُّب إلى تنافُر بغيضٍ، ويتحوَّل الهدوءُ إلى أعاصير ثائرةٍ لا توقفها إلا بطشات الأيدي القاهرة، فتخلِّف جراحات غائرةً تأبى أن تلتئمَ، ولو بمرور الأيام وتوالي الليالي!ليس المهم أن تتقرَّبي إليه وقت صفائه بقدْر حُسن التصرُّف والتعامل وقت ثورته وغضبه، وكم من امرأةٍ ملكتْ قلب زوجها وتربَّعتْ على عرشه بهذه النقطة فقط! والتي لا يملكها إلا ذو حظٍّ عظيم، وإلا فما أيسرَ تليين الكلام وتطييب الحديث وقت رضانا!لا أنصحكِ بالإلْحاح عليه أن تَعُودي الآن، وأقترح أن تقضي وقتكِ في بيت أهلكِ في التدرب على كيفية التعامُل مع الناس بوجهٍ عامٍّ، والزوج بوجهٍ خاصٍّ، وإن تيسَّر لكِ الالتِحاق بدورات متخصِّصة، أو أن تقتني بعض الكُتب المختصَّة في مناقَشة ذلك، وما أكثرها!ولكِ ولكل زوجة أقول: إن أكثر الأوقات التي تضيعينها وأنتِ تفكرين في جذبِه إليكِ لن تجدي نفعاً إلا عند استثمارها فيما هو أنفع وأفضل لكِ شخصيًّا، وحينها فقط قد ينْجَذِب إليكِ!فكِّري في حياتكِ بأسلوبٍ مختلفٍ، وفكِّري في تأدية الحقوق لأصحابها؛ لنَيْل رضا الله أولاً، وسيعقب ذلك رضا كلِّ مَن حولكِ؛ فمَن أحبَّه الله رزق الناس حبه، ومَن سخط عليه ابتلاه بسخط الناس، ولو بذل كل ما يملك لاسترضائهم ما قدر.
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل