صياغة معنى "قلـﮯ" علامة الوقف التام في الثالث الإعدادي الأزهري
في الجزء الخاص بالصف الثالث الإعدادي الأزهري في كتاب التجويد الخاص بسنوات المرحلة كلها الذي بدأ من ص131 تحت عنوان "مقرر الصف الثالث الإعدادي من بغية الطالبين في تجويد كلام رب العالمين"، وفي ص139- نجد الحديث عن الوقف التام، وفي الفقرة قبل الأخيرة منها نجد هذا النص: (ورمزه في المصحف "قلـﮯ" ، ومعناها: علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى).
ماذا فيه؟فيه عدم دقة الصياغة التي قد تقترب من الخطأ.كيف؟بعد أن عرف الكتاب موضوع الوقف والابتداء أبان أقسام الوقف وحصرها ص137 في الأربعة الآتية: وقف اضطراري، ووقف انتظاري، ووقف اختباري، ووقف اختياري. ثم حصر الاختياري الذي عليه مدار أحكام الوقف في التجويد ص139 في الأربعة الآتية: وقف تام، ووقف كاف، ووقف حسن، ووقف قبيح. ولم يأت على ذكر اللازم ولا التعانق.ماذا هنا؟هنا تقسيم مباشر للوقف الاختياري.وهل هناك تقسيم غير مباشر؟نعم.ما هو؟إنه يبدأ بتقسيم الوقف تقسيما عاما يشمل قسمين يندرج تحت أحدهما جُلّ الأقسام السابقة.ما هما؟الوقف الجائز، والوقف الممتنع أو الممنوع أو القبيح.ثم ماذا؟ثم ينقسم الوقف الجائز تقسيما مباشرا إلى: تام، وكاف، وحسن.لو كان الأمر كذلك لمرّت هذه الصياغة على الرغم مما فيها: (ورمزه في المصحف "قلـﮯ" ، ومعناها علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى).أما وإن الأمر لم يسر على التقسيم غير المباشر فإن هذه الصياغة يجب أن تعاد حتى تخلو من هذا الإشكال.وما الصياغة البديلة؟إنها: (ورمزه في المصحف "قلـﮯ" ، ومعناها علامة الوصل الجائز مع كون الوقف أولى) باستبدال "الوصل" بـ"الوقف"، لا سيما أن الكتاب قد عرّف علامة الوقف الكافي (صلـﮯ) ص140 بقوله: (ورمزه في المصحف "صلـﮯ" ، ومعناها: علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى). أي أن الوقف جائز لكن الوصل أولى؛ لانتفاء فكرة التقسيم العام غير المباشر كما اتضح آنفا.ومعلوم أن دلالة العلامتين متقابلتين؛ فتكون الأولى: (ورمزه في المصحف "قلـﮯ" ، ومعناها: علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى)، وتكون الأخرى: (ورمزه في المصحف "صلـﮯ" ، ومعناها: علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى).بهذا تتسق الصياغة التي تؤكدها صياغة الكتاب بيان حكم الوقف الحسن الذي ورد ص140 بالقول: (وحكمه أنه يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده...). وأيضا تتسق الصايغة والتعقيب الواد بعد ذكر آيات التمثيل لهذا النوع.كيف؟عرّف الكتاب الوقف التام ومثّل له من دون تخريج الآيات الممثل بها كالآتي: (الوقف التام هو الوقف على كلام تام غير متعلق بما بعده لفظا ومعنى، ويكون في أواخر الآيات وأواخر القصص وأواسط الآيات. مثال ذلك: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِ ينَ} [الفاتحة: 2]، و{وَمِنْ ذُرِّيَّتِ هِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ} [الصافات: 113]، و{لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} [الفرقان: 29]). فالوقف على هذه الكلمات يحسن الوقف عليها والابتداء بما بعدها).إذًا، الوصل جائز، والوقف أولى وأحسن. وهذا ما كان يجب إيراده في بيان دلالة العلامة "قلـﮯ" ؛ لأن كلمة "أولى" تستوجبه.كيف؟الوقف أولى أي أحسن وأفضل من ماذا؟ من المقابل وهو الوصل لا من الوقف نفسه.