♦ ملخص السؤال:
فتاة تحب شابًّا وتجري وراءه ليكلمها ويحبها، لكنه يصدها لأنه مرتبط بفتاة أخرى، حتى وصل بها الحال إلى أنه هددته بالإيقاع بينه وبين صديقته، وتسأل: كيف أتخلص من حبه؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في بداية العشرين من عمري، عندما كنتُ في الثانوية أحببتُ شابًّا، ثم ذهب كلٌّ منَّا في طريق، ثم عرفتُ أنه تعرف على فتاة بعد دخوله الجامعة، وصارتْ صديقته، وأنا ما زلتُ أحبه رغم مرور سنوات على افتراقنا (لكنه حب من طرف واحد فقط).


حاولتُ كثيرًا أن أنساه، لكني لم أستَطِعْ، ولا يُمكنكم تصوُّر مِقْدار الألَم داخل قلبي، فأنا أبكي كلَّ يوم تقريبًا، وهذا منذ أكثر مِن سنةٍ.


وعندما اعترفتُ له بحبي، قال لي: آسف، فلديَّ صديقة أحبها!


تغيرتْ علاقتي به بعد ذلك مِن الحبِّ إلى الصداقة، وكان تواصُلنا مِن خلال الفيس بوك، كنتُ أكلمه وأتمنى من داخلي أن يحبني يومًا كما أحببتُه، لكنني حذَفتُه بعدما وجدتُ تعلقه بصديقته وحديثه المستمر عنها.


مر شهران ثم أعدتُ إضافته فرفض، وأصبح يَتجاهلني، وأخبرني أن صديقتَه مَنَعَتْهُ مِن محادثتي، ونَصَحني أن أتراجع عن الحديث معه، ثم قال لي كلامًا جارحًا في إحدى المرات، وقال: لا تكلميني مرة ثانية، فلا يوجد شيء بيننا، وأنت ليس لديك حياء!


الآن لا أُكَلِّمه، وأعاني كثيرًا، أريد نصحًا وتوجيهًا؛ فأنا حائرة

ولا أستطيع نسيانه... ادعو الله أن يثبتني




الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه وبعدُ:
فلا أعلم حقيقةً مِن أي منطلق أبدأ حديثي إليك عزيزتي؛ كأنك تشكين مشاعر مهملة، ولو كانتْ مِن زوج لتفاعلتُ معك، ووضعتُ لك الحلول والاقتراحا ت، لكنك غاليتي في الحقيقة تتحدثين عن مشكلةٍ أكبر وأعظم مِن قضية مشاعر، ألا وهي العلاقة المحرمة التي لم يأذن الله بها! فكيف لي أن أُخَفِّفَ مِن حزنك وأهَوِّن الأمر عليك، وكأني أبارك لك تلك المشاعر الجيَّاشة؟ !


اعذريني، واسمحي لي بتح*** الوجهة، والحديث معك إلى ما هو أهم وأولى، إنه الحديث عن الحياء!


نعم عزيزتي، كم يُؤْسفني أن يكونَ هذا حال فتاة مسلمة تَعْرِف شرْعَ ربها، وتُدْرِك الأوامر والنواهي، وبرغم ذلك تجد نفسها وقد اسْتَسْلَم َتْ لِحَبْلٍ مِن حبائل الشيطان، فما الذي ترجينه مِن علاقة قائمةٍ على أساس خاطئ؟ وأيُّ ذلٍّ ذلك الذي تعيشينه حين تعرضين نفسك على شخص يعترف لك بأنه يعرف غيرك، وأنه لا يُريدك، وأنه...، وأنه...!


بُنيتي، ليس هذا ما خَلَقَنا الله لأجله، كما أنَّ الأمور تُؤتَى مِن أبوابها وبطُرُقها المشروعة حقيقةً.


شرَع الله الزواج لتكون إحدى حِكَمه العظيمة إشباع الحاجة العاطفية عند الشاب والفتاة، فلك أن تسألي الله، وتُلحي في الدعاء أن يرزقك الزوج الصالح، ومَن يكفيك الله به، أما هذا الطريق فليس فيه واللهِ سِوى الذُّلِّ لغير الله، والذي يكون سببًا في الحسرة والعذاب؛ لأنَّ مَنْ أحبَّ شيئًا عُذِّبَ به.


وإليك الخطوات التي تُعينك على ما أنت فيه، وتسعى بك بإذن الله للأفضل، ولكل ما مِن شأنه راحة قلبك وحِفظ مشاعرك مِن كل ما يُؤذيها:
• أكْثِري مِن ذِكْر الله بكلِّ صُورِه، وأعظمُ ذلك الحرص الشديد على الأخْذ بكتاب الله تلاوةً وفهمًا وتدبرًا.


• تدارَكي كلَّ تقصير في علاقتك بربك بدءًا مِن الصلاة، فحافظي على وقتها وخشوعها وأركانها وواجباتها.


• اشغلي نفسَك بما هو خيرٌ لك وأنفع؛ كخدمة والديك ومَن حولك، وبتكوين علاقات تُقرِّبك من الله، وذلك باختيار صحبة صالحة نقيَّة.


• تخلَّصي مِن كلِّ ما يمُتُّ للأمر بصلة؛ كالرسائل وغيرها، ويشمل ذلك مواقع التواصل بأنواعها؛ فإنها مِن أقوى أسباب الفِتَن في عصرنا.


• ألِحِّي على الله بأن يصرفك عن السوء، ويبدلك حالاً خيرًا من حالك، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، وأن يعينك على طاعته وترك معصيته.


• أحسني الظن، وكوني على يقين بأنك إن تغيَّرتِ فإنَّ الله سيُغَيِّرك ، وستتفتَّح لك أبواب من الخير والسعادة لم تكن لتخطر لك على بالٍ.


أعانك ربي وسددك، ويسَّر لك الخير، وعَصَمَك من الفتن والفواحش ما ظهَر منها وما بطَن

إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه