فِكر غريب لا يَشعُر به صاحبه لكنه يُمَنطِقه ويُشَرعِنُ ه ويبرر لنفسه انتهاجه والتَّصَرّ ُف على أساسه.. لا يَقتَصِر الأمر على العُنصُرِي ّة الخاصة بِلَون البَشرة وإن كانَت هذه صورة مباشرة وواضحة مما قد يفعل الضحية إذا ناوله أحدهم سِكّينا وهو من عدم النضج الذي يؤهله لِذلك دون أن يُدمي نفسه عَمدا قبل أن يؤذي من حوله..!


من المؤكد أنك قابلت أحد صور العنصرية التي أعنيها.. رغم أن معظمهم يَدّعون الموضوعية. .!


تلك الفتاة التي آثَرت التَّبَرُّ ج على الحِجاب.. ولا تَكُفّ عن رَمي ذوات الحِجاب بكل نَقيصة بِدعوى أن الحجاب ذريعة لما خلفه وأن هناك مُحَجّبات يسرقن ويَقتُلن ويَزنين..!


ذاك الذي ما إن يَرى أحدهم يتكلم أو يكتب بِلُغة أخرى إلى جانب العربية إلا تأسَّف على حاله واتهمه بالميوعة والنعومة والتَّشَبّ ُه بالغَرب.. وحَذَّره من مغبة النفاق..!


وذلك الذي لا يَفتأ ينتقد أصحاب الدعوة المُخالفة مما يسوغُ الخلاف فيه.. مهما اجتهدوا وعملوا وأتوا بالدليل ودرسوا وارتقوا في سُلّم الطلب.. لمجرد أنه كَسول لا يُكلف نفسه عناء البحث وراء مُعَلّمه .. ولا يجيد سوى سمعنا وأطعنا..!


وتلك التي لا تهدأ حتى تطعن في نوايا أولئك الساعين في حاجات الناس.. لا لشيءٍ إلا لأنها لا تقوى على فعل المثل.. أو لا تشعر بالحماسة لفعل ذلك.. لكن ألاعيب العقل الباطن.. المريض.. لا تنتهي..!


كذلك أولئك الذين لم ينجحوا في التَّرقي في مجال عملهم وعبور عوائق معينة لسبب أو لآخر.. فكان لِزاما عندهم أن من عبرها قَدَّم بعض.. أو الكثير من التنازلات. .!


هذا بَعض ما مَرَّ عَلَي من أصحاب العنصرية العجيبة.. تلك التي يختار صاحبها أن يكون جَلادًا وضحية.. وكأن الحياة ليست صعبة بما يكفي..!


في حين أن كل ما يحتاجه الأمر.. صدقٌ مع النفس.. وبعض الإنصاف..!