المناهج الجديدة 2018 / 2019 :

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، لا إله إلا الله وحدهُ، صدق وعدهُ ونصر عبدهُ وأعز جندهُ وهزم الأحزاب وحدهُ، لا إله إلا الله ولا نعبدُ إلا إياهُ، مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِ على سيدنا محمدٍ، وعلى آل سيدنا محمدٍ، وعلى أصحاب سيدنا محمدٍ، وعلى أنصار سيدنا محمدٍ، وعلى أزواج سيدنا محمدٍ، وعلى ذرية سيدنا محمدٍ، وسلم تسليمًا كثيرً **** كل عام وجميع الأمة الإسلامية بخير

facebook

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: شبهة : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ

  1. #1
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    01 (2) شبهة : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ

    نسف شبهة : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ


    الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، المبعوث رحمة للعالمين، و على آله الطاهرين و صحبه الغر الميامين.
    أما بعد :
    يروج أعداء الإسلام عامّةً لشبهةٍ قديمةٍ إخوتي في الله، و مضمونها ان الإسلام انتشر بالسّيف، بدون شكٍّ هذه فريةٌ موجهة ضد الإسلام و هدفها النيل منه، لكن بإذن الله سنبين أن هذه الشبهة سببها الفهم السقيم، على بركة الله نقدم البحث :
    الشبهة حول حديث :
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَد ِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِي ُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُو ا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُم ْ وَأَمْوَال َهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَا مِ وَحِسَابُه ُمْ عَلَى اللَّهِ.) (1)


    أولاً صحة الرواية :
    الرواية صحيحة و إن قال بعض العلماء بغرابتها إلا أنها صحيحة ولله الحمد.


    ثانياً وجه الاستدلال :
    هذه الشبهة أيها القارئ الكريم تدور حول جملة واحدة فقط، فإن تم توضيحها فقد تم توضيح الحديث كله، ألا و هي (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ)، قال الطاعنون في هذه الرواية، أن النبي عليه الصلاة و السلام حارب جميع الناس، لأن كلمة (الناس) عامة و ليست خاصة، و هنا تبين الجهل باللغة العربية و الفهم السقيم للحديث.


    ثالثاً كشف اللبس عن الحديث :
    إذاً كما قلت إخوتي في الله فالشبهة مدارها حول (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ)، و السؤال المهم هو كالتالي : هل هذا الحديث عام ؟
    الجواب :
    لا، ليس عاماً، فكلمة الناس عامةٌّ إلا أنها تفيد الخاص، و يتضح لنا من خلال هذه الآيات التي سأورد أن كلمة الناس تفيد الخاص أيضا :
    قال الله عز و جل : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا) [الحج:27]، فهل كل الناس مسلمون حتى يذهبوا إلى الحج ؟ طبعاً لا، فالناس هنا تفيد المسلمين فقط.
    قال الله عز و جل : (وَيُكَلِّ مُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِ ينَ) [آل عمران:46]، هل عيسى عليه السلام كَلَّم كل الناس ؟ لا، فقط بني إسرائيل و بالضبط الذين حاوروا مريم عليها السلام و اتهموها بالزنى.
    قال سبحانه و تعالى : (أَمْ يَحْسُدُون َ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِي مَ الْكِتَابَ وَالْحِكْم َةَ وَآَتَيْنَ اهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) [النساء:54] يعني، هنالك أناس حسدوا ناس آخرين.
    و قال الحق سبحانه : (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيق ُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُ نَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَات ٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُم ْ يَعْلَمُون َ) [يوسف:46]، فهل سيرجع إلى كل الناس ؟ لا، إلى العزيز و من معه.
    و أختم بقول الله عز و جل : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْه ُمْ فَزَادَهُم ْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) [آل عمران:173]، و هذه الآية توضح لنا جيداً، مما لا يدر شكًّا أن لفظ الناس لا يراد به دائما العموم.


    إذاً علمنا أن الحديث قد لا يفيد العموم، فما الذي يدل أنه فعلاً خاص بعد أن بينَّا أن كلمة (الناس) قد تفيد الخاص.


    أ ـ الدليل العقلي :


    المسلمون بلا شك غير داخلين في الحديث لأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله عز و جل (إذن خرج المسلمون من لفظ الناس)، أيضا المعاهد و الذمي خارجان من الحديث (إذن خرجا من لفظ الناس) طبقاً للأخبار الصحيحة التابثة عن النبي صلى الله عليه و سلم :
    عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قتل مُعَاهِدا لم يَرَحْ رائحة الجنة ، وإنَّ ريحها يوجدُ من مسيرةِ أربعين عاما ». (2)
    عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ ثُرْمُلَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهِدَة ً بِغَيْرِ حِلِّهَا ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَشُمَّ رِيحَهَا.) (3)
    ب ـ الدليل النقلي :
    قال الحافظ ابن حجر السعقلاني ـ رحمه الله ـ :
    ثَالِثُهَا : أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَامِّ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْخَاصُّ ، فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالنَّاسِ فِي قَوْلِهِ ” أُقَاتِلَ النَّاسَ ” أَيِ : الْمُشْرِك ِينَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ رِوَايَةُ النَّسَائِ يِّ بِلَفْظِ ” أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الْمُشْرِك ِينَ ” . (4)
    إذا كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه للحديث أنه خاص بالمشركين غير أهل الكتاب، و ذلَّ على ذلك رواية النسائي رحمه الله :
    أَخْبَرَنَ ا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارِ بْنِ بِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَهُوَ ابْنُ سُمَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الْمُشْرِك ِينَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه ُ فَإِذَا شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه ُ وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا وَاسْتَقْب َلُوا قِبْلَتَنَ ا وَأَكَلُوا ذَبَائِحَن َا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُم ْ وَأَمْوَال ُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا ) (5)
    إذن هنا تبين لنا أن لفظ الناس في الحديث خاص بالمشركين و ليس عامًّا، و بقي السؤال الأهم، مَنْ مِنَ المشركين أُمِرَ رسول الله عليه الصلاة و السلام بقتالهم ؟، هذا ما سأتطرق إليه في النقطة الرابعة.


    رابعاً مَنْ مِنَ المشركين أُمِرَ رسول الله عليه الصلاة و السلام بقتالهم ؟
    للجواب على هذا السؤال حتى نفنذ شبهة هذا الحديث (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ) يكفي سرد بعض الآيات و أقوال أهل العلم رحمة الله عليهم.
    قال رسول الله (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ)، إذن فهو مأمور، و لا يأمره إلا الله عز و جل، قال سبحانه و تعالى : (وَقَاتِلُ وا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُو نَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَد ِينَ) [البقرة:190]، إذن هم من قاتلوا رسول الله والمؤمنين فأمره الله عز و جل بقتالهم و أمرنا بأن لا نعتدي، لو لم يبدؤوا بالقتال لما قاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
    قال عز و جل : (أَلاَ تُقَاتِلُو نَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَه ُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاج ِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُم ْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْ نَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِي نَ ) [التوبة:13]، إذاً فهم من بدؤوا، و قال الله عز و جل : (وَقَاتِلُ وا الْمُشْرِك ِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُو نَكُمْ كَافَّةً) [التوبة:36]، أيضا هم بدؤوا.
    إذاً هؤلاء المقاتلين منهم، فماذا قال عز و جل في غير المقاتلين من المشركين ؟
    قال سبحانه و تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِك ِينَ اسْتَجَارَ كَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُم ْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُون َ.) [التوبة:6]، أي إذا استأمنك أحد المشركين فأعذه و آمنه. و قال تعالى : (لا يَنْهَاكُم ُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُو كُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوك ُمْ مِنْ دِيَارِكُم ْ أَنْ تَبَرُّوهُ مْ وَتُقْسِطُ وا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِط ِينَ.) [الممتحنة:8]، إذاً الذين لا يقاتلوننا يجوز أن نبرهم نقسط إليهم. و إليك أيها القارئ الكريم أقوال بعض أهل العلم في الحديث :
    قال ابن العربي المالكي ـ رحمه الله ـ :
    ( قوله تعالى ( فَاقْتُلُو ا الْمُشْرِك ِينَ ) عامٌّ في كل مشرك ، لكنَّ السنَّة خصَّت منه من تقدم ذكره قبل هذا من امرأة ، وصبي ، وراهب ، وحُشوة [ وهم رذال الناس ، وتبعهم ، ومن لا شأن له فيهم ] ، حسبما تقدم بيانه ، وبقي تحت اللفظ : مَن كان محارباً أو مستعدّاً للحرابة والإذاية ، وتبيَّن أن المراد بالآية : اقتلوا المشركين الذين يحاربونكم ) (6)
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :
    ( وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله وَيُقِيمُو ا الصَّلاَةَ وُيُؤتُوا الزَّكَاة ) مراده : قتال المحاربين الذين أذن الله في قتالهم ، لم يُرد قتال المعاهَدين الذين أمر الله بوفاء عهدهم ). (7)
    وقال – رحمه الله – أيضاً ـ :
    ( القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله ، كما قال الله تعالى ( وَقَاتِلُو ا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُو نَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَد ِينَ ) البقرة/ 190 ). (8)
    قال فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد بعد ذكره لكلام ابن تيمية رحمه الله :
    (ويدل لذلك أيضا ما ثبت عن بُرَيْدَةَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِم ِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ … وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِك ِينَ فَادْعُهُم ْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ فَأَيَّتُه ُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَا مِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّ لِ مِنْ دَارِهِمْ … فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَة َ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِن ْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْه ُمْ … ) .
    رواه مسلم ( 1731 ) .) (9)


    و قد يأتي مُتَقَوِّل ٌوَ يقول أَنَّ آيات السِّلم مَنسُوخَة، فَنَرُدُّ عليه بِقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : ( فإن من الناس من يقول : آيات المجادلة والمحاجة للكفار منسوخات بآية السيف ؛ لاعتقاده أن الأمر بالقتال المشروع ينافي المجادلة المشروعة وهذا غلط ، فإن النسخ إنما يكون إذا كان الحكم الناسخ مناقضا للحكم المنسوخ ، كمناقضة الأمر باستقبال المسجد الحرام في الصلاة للأمر باستقبال بيت المقدس بالشام ، ومناقضة الأمر بصيام رمضان للمقيم للتخيير بين الصيام وبين إطعام كل يوم مسكينا ، ومناقضة نهيه عن تعدي الحدود التي فرضها للورثة للأمر بالوصية للوالدين والأقربين ، ومناقضة قوله لهم كفوا أيديكم عن القتال لقوله : قاتلوهم كما قال تعالى : ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية .
    فأمره لهم بالقتال ناسخ لأمره لهم بكف أيديهم عنهم ، فأما قوله تعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .
    وقوله : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم . ) (10)


    خامساً خلاصة :
    إنَّ حديث (أمرت أن أقاتل الناس…)، حديث خاص بالمشركين العرب الذين مَنَعُوا انتشار الدعوة، والمحاربين منهم، كما بَيَّنْتُ آنفاً سَوَاء من الآيات أو الأحاديث أو أقوال أهل العلم، و بهذا تكون هذه الشبهة واهية و تَمَّ الرد عليها بفضل الله و مِنَّتِه.


    كتبه أَبُو إِسْلاَم الْمَغْرِب ِي


    __________ __________ __________ __________ __________ __________ __________ __________ __________ ___
    مصادر البحث :


    (1) صحيح الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ الإيمان (25). و صحيح الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ الإيمان (22)
    (2) صحيح الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ ح 1137
    (3) أخرجه أحمد 5/36 (20654)
    (4) فتح الباري شرح صحيح البخاري ـ ابن حجر ـ ج 1 ـ ص 72
    (5) سنن النسائي ـ رحمه الله ـ ح 3966
    (6) ” أحكام القرآن ” ( 4 / 177 )
    (7) ” مجموع الفتاوى ” ( 19 / 20 )
    (8) ” مجموع الفتاوى ” ( 28 / 354 )
    (9) جواب السؤال 165408 على موقع الإسلام سؤال و جواب
    (10) الجواب الصحيح لمن بدَّل دون المسيح ـ شيخ الإسلام ابن تيمية ـ ج 1 ـ ص 218



  2. #2
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: شبهة : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ


    عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) متفق عليه.

    هذا الحديث في بيان التعامل مع الكفار ، وبيان حرمة دم المسلم وماله ، وفي الحديث مسائل:

    الأولى – دل الحديث على مشروعية قتال الكفار على اختلاف أجناسهم لقوله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس). وهذا الحكم لم ينسخ بل باق إلى يوم القيامة فالأصل قتالهم عند الإستطاعة على ذلك لإعلاء كلمة الله ودخولهم في حكم الإسلام قال تعالى: (وَقَاتِلُ وهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِ ينَ). وقد اختلف أهل العلم في السبب المبيح لقتالهم فذهب الشافعي إلى أن وصف الكفر هو المبيح لقتالهم وأخذ بآية السيف وذهب الجمهور إلى أن وصف القتال منهم والصد عن سبيل الله ومنعهم من إظهار دين الإسلام هو المبيح لقتالهم فمن قاتل يقاتل ومن سالم لا يقاتل ولعل هذا القول أظهر , قال ابن تيمية: (وإذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا فمن منع هذا قوتل باتفاق المسلمين وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والزمن ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء إلا أن يقاتل بقوله أو فعله وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر إلا النساء والصبيان لكونهم مالا للمسلمين والأول هو الصواب لأن القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله كما قال الله تعالى: {وَقَاتِلُ وا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُو نَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَد ِينَ}. وقال يحي بن يحي الغساني: (كتبت إلى عمر بن عبد العزيز أسأله عن قوله: {وَقَاتِلُ وا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُو نَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَد ِينَ}. قال فكتب إلي: إن ذلك في النساء والذرية ومن لم ينصب الحرب منهم). وعلى كل حال فقتال الكفار من صلاحيات الإمام الشرعي وخصائصه وليس لأحد من العامة أن يفتات على حقه قال ابن قدامة: ( وأمر الجهاد موكول إلى الإمام واجتهاده ***زم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك ). والإمام يجتهد ويقدر مصلحة المسلمين وحفظ بيضتهم على حسب قوة وضعف المسلمين واتحاد كلمتهم وحال الكفار فإن رأى القتال أصلح قاتل وإن رأى الهدنة أصلح هادن وسالم. ولا عبرة بالشذاذ النزاع من الخوارج الذين يفتاتون على الإمام ويأمرون الناس بقتال الكفار من غير رجوع للراسخين من أهل العلم ونظر في المصالح وأهلية في الفتوى ويفسدون أكثر مما يصلحون ومن تأمل مراحل تشريع القتال واختلاف أحكامه على حسب الأحوال ونظر في المقاصد والمصالح تيقن فساد مذهب الخوارج في هذا الباب. والجهاد ضربان : قتال طلب وهو أعلاهما, وقتال دفع وكلاهما قد دلت النصوص على شرعيته خلافا لمن زعم أنه لا جهاد في الإسلام إلا جهاد الدفع متابعة وانسياقا وراء المستشرقين في أطروحاتهم وهي شبهة فاسدة شاعت في أوساط متأخري المفكرين المنهزمين. وليس القتال مقصودا لذاته في الإسلام وإنما شرع القتال وسيلة لنشر الدين وإظهاره في الأرض وإزالة العوائق والموانع التي تحول دون سماع الحق واتباعه ولهذا جعل الشارع الحكيم للقتال آدابا وضوابط تهذبه وترقى به وتميزه عن الوحشية والظلم.

    الثانية – جعل النبي صلى الله عليه وسلم دخول الكفار في الإسلام غاية لترك القتال كما قال تعالى ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُو ا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُم ْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) وقد دل القرآن أيضا على أنهم إذا أعطوا الجزية وعاهدوا ترك قتالهم كما قال تعالى ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُون َ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْم ِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُو نَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُه ُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة َ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) وثبت في صحيح مسلم من حديث بريدة الط*** قوله صلى الله عليه وسلم ( وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ) والحاصل أن الكفار يخيرون إما أن يدخلوا في الإسلام وإما أن يعاهدوا ويعطوا الجزية وإما القتال فإن أسلموا أو أعطوا الجزية كف عنهم وإلا قوتلوا.

    الثالثة – في الحديث إشارة إلى أن الطريق الشرعي في دخول الإسلام هو النطق بالشهادتين فحسب لقوله صلى الله عليه وسلم ( حتى يشهدوا ) أي يقروا بالتوحيد والرسالة ، ولا يصح إسلام أحد بغير هذا ، خلافا لمن زعم من المتكلمين أن أول واجب على المكلف هو النظر في الآيات أو الشك ثم النظر أو غير ذلك من التكلفات السمجة المخالفة للكتاب والسنة واعتقاد منهج السلف الصالح.

    الرابعة – من أقرّ بالشهادتين قبل منه ,وعصم دمه وماله وعومل معاملة المسلمين ثم إذا دخل في الإسلام أمر ببقية شرائع الإسلام فإن التزم كان مسلما وإن لم يلتزم الشرائع أو وحصل منه شيء من النواقض بطل إسلامه ولم يحكم له بذلك ، ولهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة بن زيد قتله من قال لا إلاه إلا الله لما رفع عليه السيف ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يشترط على من جاءه يريد الإسلام أن يلتزم الصلاة والزكاة ، وروي أنه قبل من ثقيف الإسلام واشترطوا عدم الزكاة ، وأخذ الإمام أحمد بهذا وقال يصح الإسلام على الشرط الفاسد ثم يلزم بشرائع الإسلام ، وفي ذلك مخرج حسن للداعية الذي يباشر دعوة الكفار أن يتألفهم في بادئ الأمر على ق*** الشهادتين ولا يأمرهم بالفرائض وترك ماهم عليه من المحرمات فإنه يشق عليهم ذلك من أول وهلة في الغالب فإذا اطمأنت قلوبهم بالإيمان وحصل منهم إذعان أمرهم بالشرائع ، وهذا أدب التدرج في فقه دعوة الكفار وتألفهم على الإسلام.

    الخامسة – قوله صلى الله عليه وسلم ( إلا بحق الإسلام) يفيد جواز قتل من أبيحت حرمته بحق الإسلام ولو نطق بالشهادتين ، فمن ارتكب فعلا يبيح دم المسلم بالشرع قتل وأبيح دمه وماله كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة ) ، ويدخل في ترك الدين أنواع كثيرة من الردة كالكفر والشرك والسحر والإستهزاء بالله أو رسوله أو الشعائر وترك الصلاة وادعاء الغيب ونحو ذلك مما دل الشرع على الكفر به .

    السادسة – أفاد الحديث عظم حرمة دم المسلم وتحريم قتله لأي سبب من الأسباب مهما أخل بالواجبات وفعل من الكبائر إلا ما دل الشرع عليه ،
    فلا يحل لأحد التعرض للمسلم وانتهاك حرمته ، والإستخفاف بدماء المسلمين واستباحتها من طريقة الخوارج قاتلهم الله ، وفي سنن النسائي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم". ونظر ابن عمر -رضي الله عنهما- يوما إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك". وكذلك الذمي المعاهد حرم الشرع دمه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري. وقد كان السلف شديدوا الورع في دماء المسلمين قال بشير بن عقبة " قلت ليزيد الشخير ما كان مطرف يصنع إذا هاج الناس قال يلزم قعر بيته ولا يقرب لهم جمعة ولا جماعة حتى تنجلي " ، وأول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ومن لم يصب دما حراما فهو في فسحة من أمره ، وتساهل العبد في دماء الناس دليل على ضعف بصيرته وقلة ورعه وتعرضه للفتن والله المستعان.

    السابعة – قوله صلى الله عليه وسلم ( وحسابهم على الله عز وجل ) يعني أن الشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة تعصم دم صاحبها وماله في الدنيا أما في الآخرة فحسابه على الله عز وجل فإن كان صادقا أدخله الله الجنة بذلك وإن كان كاذبا كان في جملة المنافقين الذين يدخلهم الله في الدرك الأسفل من النار كما قال تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِ قِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَل ِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل المنافقين الذين يظهرون الإسلام معاملة المسلمين ويجريهم على أحكام الإسلام الظاهر مع علمه بنفاق بعضهم في الباطن.

    الثامنة – إذا تواطأ أهل قرية أو جماعة لهم منعة على ترك شيء من شعائر الدين الظاهرة كالأذان والصلاة والزكاة قوتلوا على ذلك كما قاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه من امتنع عن الزكاة ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله عنه وكفر من كفر من العرب فقال عمر رضي الله عنه " كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) فقال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم على منعه قال عمر فو الله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق" . وقال عمر بن الخطاب أيضا " لو أن الناس تركوا الحج لقاتلناهم عليه كما نقاتلهم على الصلاة والزكاة ".

    التاسعة –
    من فقه الحديث أن الحكم على الناس في الدنيا بما ظهر من أعمالهم وتوكل سرائرهم إلى الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " إن ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس لنا سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نؤمنه ولم نصدقه وإن قال سريرته حسنة " رواه البخاري ، وأما الحذر ممن دلت القرائن والأمارات على تهمته فجائز ولا بأس به ولا يترتب على ذلك أحكام عملية وحقيقة الحذر من شخص معين هو التردد وعدم الثقة به وتوليته على ولاية عامة وخاصة ، ويحرم على المسلم إساءة الظن بأخيه المسلم بلا بينة توجب ذلك وإنما يبني حكمه على مجرد الهوى أو الإشاعات أو الخصومة أو المخالفة في المذهب وغيرها من الأمور التي لا يجوز الإعتماد عليها وقد نهى الشارع عن ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) متفق عليه ، وقد توسع بعض الناس في زماننا هذا في إساءة الظن بإخوانهم المسلمين بغير بينة ونشأ عن ذلك فساد عريض فليتق الله هؤلاء وليعلموا أن الله سائلهم عن ذلك وأنهم مخصومون يوم القيامة ممن تكلموا فيهم بغير حق.

    بقلم : خالد بن سعود البليهد
    عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
    binbulihed @gmail.com

    التعديل الأخير تم بواسطة abomokhtar ; 07-15-2016 الساعة 05:43 PM



  3. #3
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: شبهة : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي أله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الي يوم الدين ثم أما بعد ..
    أعداء الإسلام يتهمون ديننا الاسلامي بالتطرف والارهاب والعنف فتارة يربطوه بسلوك بعض المسلمين المنحرفين عن منهج الإٍسلام القويم ، وتارة يأتون بأيات واحاديث يفسرونها بما يفهمون هم ولا يرجعون الي التفسيرات الإسلامية المعتمدة ، فعلمائنا ما تركوا شيئا إلا وتحدثوا فيه علي قدر المستطاع في أوقاتهم ..
    ومن هذه الإفتراءات حديث النبي صلى الله عليه وسلم ف الحديث الصحيح ...
    أُمِرْتُ أن أقاتلَ الناسَ ، وفي روايةٍ : أُمِرْتُ أن أقاتلَ الناسَ حتى يقولوا : لا إله إلا اللهُ . فإذا قالوا : لا إله إلا اللهُ عَصَمُوا مِنِّى دماءَهم وأموالَهم إلا بحَقِّها . وحسابُهُم على اللهِ . ثم قرأ : إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ . لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِ رٍ [ 88 / الغاشية / آية 21 ، 22 ] .
    الراوي:جاب ر بن عبدالله المحدث:مسل م المصدر:صحي ح مسلم
    ********** ********** ********** ********** ********** **********
    الرد :-
    بداية نقول أن الذين قالوا أن الحديث غير صحيح نقول لهم بل الحديث صحيح وشهد له الجميع بالصحة فرواه أبو هريرة وسبعة مع أبو هريرة ثم رواه عن أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه 30 نفس ، إذا ً الحديث صحيح لا غبار عليه ابدا
    طيب كيف يستقيم ذلك ؟ النبي رحمة للعالمين ، كيف يقول أمرت أن اقاتل الناس اليس هذا غريب ؟ الاجابة
    النبي بلا شك رحمة للعالمين قال الله ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) طيب كيف رحمة للعالمين وكيف يقول أمرت أن أقاتل الناس ,, هنا النبي يقول أُمرت , أي انه مأمور من قبل الله جل وعلا..هذا اولا ً
    .ثانيا
    نمسك بقي ألفاظ الحديث الشريف ونشوف معانيه.
    الناس ثلاثة . إما } مؤمن . منافق . كافر . اليس كذلك {
    طيب تعالى بينا نضع كل من المؤمن والمنافق والكافر مكان كلمة الناس .
    - أمرت أن أقاتل ( المؤمنين ) حتى يشهدوا ان لا اله الا الله ؟ أكيد لا
    - أمرت أن أقاتل ( المنافق )حتى يشهدوا أن لت اله الا الله اكيد لا لان المنافق يقول لا اله الا الله .
    يبقي فاضل مين ؟؟؟ أيوه صح فعلا ( الكافرين )
    يبقي أمرت أن أقاتل ( الكافرين ) حتي يشهدوا ان لا اله الا الله . هكذا يستقيم الحديث وهذا هوالمفهوم الصحيح للحديث ..،
    قد يقول قائل الكافرون على إطلاقها ؟؟ الإجابة :-
    الأئمة الأربعه :- أجمعوا علي أن كلمة ( الناس ) عموم يراد بها خصوص وورد هذا الأسلوب في القرآن الكريم في أكثر من موضع ومنه الموضع اللي حضرتك ذكرته ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ) مستحيل مبدئيا ان يراد بالناس الاولي كل الناس صحيح ؟؟؟؟
    فهل يمكن ان تُطلق لفظه الناس علي فرد واحد ؟ الاجابه
    قال الله (( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم.فز ادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )).
    و الناس هنا أطلقت علي شخص واحد فقط وهو ( نعيم بن مسعود الثقفي ) مع أنه شخص واحد الا انه أطلق عليه لفظة الناس وهي كلمة عامة
    سؤال ....
    - هل القران أستخدم هذا الاسلوب في مواضع اخري ؟
    الإجابة :- نعم
    في حادثة طوفان نوح قال الله ( وفجرنا الأرض عيونا ً ) هل كلمة الارض اي ان كل الارض ؟؟؟؟ ام المنطقه التي فيها سيدنا نوح فقط
    في قصة طوفان نوح ، معلوم أن كل رسول أرسل الي قومه فهل يستقيم أن نوح عليه السلام يٌرسل الي قومه وهناك بشر لم تصلهم الرسالة بعد ُ و يغرق الله الارض كلها بما فيها ؟
    اكيد الكل هيقول لاه .. طيب نفهم من كدا ايه ؟؟
    نفهم ايضأ ان كلمه الارض كلمه عامه ولكنها اطلقت علي خاص وهو المكان او القريه التي كان فيها سيدنا نوح او قوم سيدنا نوح .......... ... أليس كذلك ؟
    الأن بعد أن أصلنا المسأله وان المراد بكلمه الناس هناليس كل الناس علي وجهه الأرض , وجب علينا ان نعرف لماذا يقاتل النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ما ذكره ابن تيميه رحمة الله تعالى عليه في شرحه للحديث وتعليقه عليه ....... فالسؤال .. لماذا يقاتل النبي ؟
    الاجابه هي ...
    النبي يقاتل خلي بالكم من كلمة يقاتل أي انه لا يعتدي بل هو يُعتدي عليه فيرد العدوان .. ( فمن أعتدي عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما أعتدي عليكم )، النبي طوال فتره حياته في الحروب و الجهاد لم يقتل الا شخص واحد فقط اذا فكان النبي يحارب ولكنه لا يعتدي ايضا بل هو يدافع يدافع لا يهجم هو علي الشخص الكافر المُحارب الذي أمامه ... إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك كنقض عهد أو أعترض بعض الكفار طريق النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة فهنا يدعوهم إلى الإسلام إن رفضو طلب منهم الجزية إن رفضو فيحاربهم النبي صلى الله عليه وسلم ليس إلا انه يريد ان يوصل الحق الذي معه لباقي البشر الذين لم يصلهم الحق .
    اذا فالخلاصة ... .( النبي لا يحارب الا الكافر المعتدي الذي ياتي ليحاربه او الكافر الذي يمنع النبي لكي يوصّل النبي دعوتة الي باقي الناس الذين لم تصلهم رسالة الإسلام بعد )
    فهذا هو المقصد .. جهاد الدفع و جهاد الطلب وفي كلتا الحالتين .. النبي ضرب أروع مثال على الرحمة في الحروب ومن أمثلة هذا عفوه صلى الله عليه وسلم عن مشركي مكة لما دخلها فاتحا ً لها بعد ما ذاق فيها ألوان العذاب ‫#‏صلى_الل ه_على_محمد _صلى_الله_ عليه_وسلم‬
    فالحمد لله على نعمة الإسلام
    كتبة العبد الفقير الي الله
    ‫#‏خالد_ال هاروني‬



  4. #4
    مشرف سابق الصورة الرمزية abomokhtar
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    4,025

    افتراضي رد: شبهة : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ

    سم الله الرحمن الرحيم
    الدرر والفوائد من حديث


    " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ
    حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "


    والرد على المغْرضين والزائغين


    بقلم
    د. ربيع أحمد


    حمل من المرفقات
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة



المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •