ليس معنى الحديث المتكرر عن ضوابط فترة الخطبة والتزام حدودها أن يتحول الأمر لـ (وسواس) عند الأخوات تحديداً !
وأجد كثيراً منهن فيما يعرض من مشاكل واستفسارات بدلا من فرحتها بنعمة الله في (خطيبها) ترى الأمر اختباراً لثباتها أمام هذا (المتسلل) لقلعة دينها، وبالتالي فلا بد من أن تلبس له لأمة الحرب، وتشهر في وجهه سيف الردع، وتقيم على قلبها حارسا شرسا ضد أي نبضة شاردة تجعلها (والعياذ بالله) قد تميل له أو تعجب به .. ولتحد لسانها جافا غليظا؛ عقابا له على جرأته أن اختارها لتكون زوجة له !
يا هداكن الله .. ليس الأمر كما تفعلن ..
لنتفق ابتداء أن الرجل (غالبا) يكون أضعف أمام الحدود؛ ليس بالضرورة لنقص في دينه أو عفته .. ولكن لأن (حالته صعبة) وما صدق أن تكون في حياته بعد الجفاف الذي سبب له (قشفا عاطفيا) تاء مربوطة تصبغ حياته بألوان أخرى .. جديدة جميلة ..
أسئلة خائفة مرتعشة متوجسة:
- يا شيخ الحقني ده قالي (بحبك) !
- خطيبي كويس جداً وبدأت أتعلق به أوي .. وخايفة من كده !
- مش عارفة أعمل إيه .. بقالنا أسبوعين ما اتكلمناش وقالي: (وحشتيني) .. -- طب وعملت إيه ؟! .. - قفلت السكة في وشه !
- هو بيصلي وعلى خلق وكويس جدا .. بس بيقولي يعني ما تبعتيش رسالة حتى تدعيلي في الامتحانات ، أو تطمني علي بعد السفر .. وأنا كنت فعلا هعمل كده .. بس خايفة ليكون حرام !
إلى غير ذلك مما يكشف خللا شنيعا في تصور الأمور ..
ما هو لما نقول (الفتح على البحري) لا يجوز الآن = يبقى ما تقفلوش الأبواب والشبابيك وتفصلوا الكهربا لغاية ما يموت الأمل مختنقا .. محترقا !
أيوه الأمل ..
الأمل هو غاية ما يجب أن تسعوا لتحقيقه في هذه المرحلة ..
الأمل من ناحيتها في أنها وجدت فيه الأمان الذي يظلها بقية حياتها، والأمل من ناحيته في أن يرى فيها السند الذي سيشتد به ظهره أمام تقلبات الحياة !
هذا الأمل إن انعدم بسبب التعقيد بالوسواس أو البرود المبالغ فيه أو انعدام الاهتمام لم يعد لاستمرار العلاقة معنى ولا مبرر ..
فارق كبير بين التزام الحدود .. وبين التعذر بالحدود لستر خلل نفسي وغباء اجتماعي !
يا أختنا ..
- لو أحببتيه فاحمدي الله كثيرا .. ولا تقاومي قلبك .. وربّي هذه المشاعر واحفظيها الآن .. حتى تصير دفئا يرافقكما إلى آخر المشوار ..
من يقول لك: وكيف تحبينه وقد لا يتم الأمر فتتعذبين يلزمه أيضا أن ينهى الزوجة عن الاستغراق في حب زوجها؛ فهو قد يموت وقد يطلقها .. المشاعر لا نملكها ولا ينبغي أن نخافها ما دامت في إطار مشروع.
- لو اعترف هو لك فإياك والتشنج والردود العنيفة؛ خوفا من الحرمان بسبب الذنوب ورجاء البركة (إلى آخر هذه الاسطوانة الباردة التي توضع في غير موضعها) .. بل احمدي الله (في صمت) .. وأخبريه أن دع كل شيء لوقته، وسيكون الخير ..
نعم .. ليكن هذا شعارك اللطيف: "دع كل شيء لوقته" .. فهذا يبرر دوما عدم تجاوبك (الذي نؤكد عليه هنا)، ويعد بشيء جميل محفوظ في موضعه ..
ودعي عينه ساعتها تلمع بالأمل !
يا شباب الدنيا أبسط كثير مما تحبسون أنفسكم فيه .. إنكم بشر تحملون قلوبا .. لا حواسب تعمل بمعادلات برمجية .. ويبقى الموفق دوما من سلمت فطرته، وصحت له النية.




محمد عطية