تاثير الافيون على صحة العقل البشري


لا وجه للمقارنة بين البحوث المنشورة عن الآثار السلوكية المترتبة على إدمان الأفيون ومشتقاته وتلك التي تتناول الآثار السلوكية لإدمان الكحول سواء من حيث الكم أو من حيث الكيف فدراسات التخصص التي تتناول الكحول أكثر وأعمق من نظيرتها التي تدور حول الأفيون ومشتقاته ومن أهم أسباب ذلك الفرق الكبير بين مدى انتشار شرب الكحول ومدى انتشار تعاطي الأفيون في العالم الغربي الذي يسود فيه الاهتمام بإجراء هذه الدراسات ونشرها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كون شرب الخمر غير مجرم قانونا في هذا العالم الغربي وفي كثير من المجتمعات الآخذة بنظم الحياة الغربية كلياً أو جزئيا (وقد ساعد ذلك على أن تفصح الآثار السلوكية عن نفسها بكل الدرجات الممكنة وهو أمر لا يتيسر في حالة تعاطي الأفيونيات .


على أن هذه الأسباب المفرقة بين الكحول والأفيون في المنشورات السيكولوجي ة والسيكياتر ية ليست سوى الأسباب المباشرة أي التي تقف وراء ما نشهد من فروق بشكل مباشر ولا شك أن ورائها أسباب أخرى أكثر إمعانا في السمات الحضارية المميزة للحياة في المجتمعات الغربية في مقابل نظائرها المرتبطة بالحياة في المجتمعات التقليدية في جنوب شرقي آسيا) حيث تعاطي الأفيونيات أوسع انتشارا و أطول تاريخا) الاكتئاب وادمان الأفيونيات : الصورة السيكياتري ة المرتبطة ارتباطاً جوهرياً بتعاطي وإدمان الأفيون تولد الاكتئاب ولكن لما كانت هذه الصورة وليدة بحوث أُجريت على مدمنين متقدمين للعلاج من الادمان فلا يمكن الجزم بأنها مستقلة تماماً عن أعراض الانسحاب التي تبدأ مع توقف تعاطي الجرعة التالية في موعدها.


غير أن هذا لا يعني أن كل الاكتئاب الموجود في هذه الصورة مرجعه إلى اعراض الانسحاب يعزز هذا أن عددا من هؤلاء المدمنين تبين في تاريخهم المرضي أنهم قد عانوا في وقت من الأوقات من بعض الأعراض الاكتئابية وكان ذلك سابقا على تاريخ بدء تعاطي الأفيون ومن ثم فان المرجع الآن هو أن مدمني الأفيون يعتبرون في جملتهم مجموعة هشة أو مستهدفه أكثر من مجموعات الأشخاص الأسوياء للإصابة بالاكتئاب وتشير بعض البحوث كذلك إلى غلبة العوامل المهيأة للسلوكيات الانتحارية بين مدمني الأفيون وتتفق هذه البحوث ذات الطابع الإكلينيكي التي أجريت على مدمنين أمريكان يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية في نتائجها العامة مع بحوث ذات طابع أنثر و***وجي أُجريت على مدمنين تايلنديين يعيشون في المناطق الجبلية الممتدة من هضبة شان في بورما إلى شمال تايلاند لاووس )وهي المناطق المعروفة في عالم المخدرات باسم المثلث الذهبي وهي التي تمد العالم بأكبر قدر من الأفيون).


إذ تشير هذه البحوث الميدانية إلى إن أهالي هذي المنطقة يدخنون الأفيون في ظروف الأسى أو الحزن الشديد الناجم عن فقدان الاعزاء كالزوجات والأطفال والخلاصة أن هذه البحوث تشير إلى وجود اقت ا رن واضح بين تعاطي الأفيون والاعراض الاكتئابية لكن هذه البحوث لا تكفي للجزم بما إذا كانت هذه الأعراض على ما هو أكثر من ذلك كما أنها لا تكفي للإجابة الحاسمة عن السؤال المعلق حول الآثار بعيدة المدى لإدمان الأفيون.


التأثير في الأجنة: من أخطر الموضوعات التي تناولتها البحوث الحديثة) وقد بدأت منذ أواخر الستينات (موضوع التأثيرات التي تقع على الأجنة لدى الحوامل من النساء مدمنات الأفيون. وبوجه عام أصبح انتقال هذه التأثيرات من الأم إلى الجنين عبر المشيمة من الحقائق المعروفة. وفيما يلي بعض المعلومات التفصيلية في هذا الصدد.
علاج الادمان بشكل نهائى عبارة عن مغامرة كبيرة تستمر طوال الحياه ينجح فيها المتعافي عندما يواجه أفكاره ورغباته ويستطيع التعامل مع الصدمات المالية والعاطفية وتقليل الانشغال بالذات الى اقل قدر ممكن حتى لا تشغلك هى بأمور مهلكة


الإدمان مليء بالتناقضات وربما اهمها ان المتعافي يحمل بداخله شجرة الخير والشر معا فاى شجرة وقف عندها فهى اختياره هو , وهو فقط المسئول عن العقبات والنتائج وربما يدخل نفسه فى سلسلة تحديات لا يحمد عقباها


ولا يتمنى عاقل مدرك لحقيقة الحياه ان يدخل دائرة علاج الادمان على المخدرات بإرادته وختاماً فإن الحقيقة الوحيدة لقضية علاج الادمان هى الوعد بالتخلي عن المخدرات والقدرة على المضي قدما نحو حياه كلها أمل وتغير الى الأفضل