في القرن الخامس قبل الميلاد سافر هيرودوت كثيرًا إلى كل من مصر وبلاد ما بين النهرين وجنوب روسيا والطرف الشمالي لإفريقيا. وقد وضع الرومان الكثير من خصائص السياحة في الدول الغربية، حيث شكلت عطلاتهم الدينية، التي بلغت مائة يوم سنويًا، أساس العطلات في الغرب اليوم. وكان للرومان أيضًا تذكاراتهم ومنتجعاتهم السياحية وكانو يهربون من ضغوط المدينة بزيارة نا***ي والريفيرا الإيطالية.

سافر الرومان أيضًا إلى أماكن أخرى في الإمبراطور ية الرومانية. فقد كان المقتدرون منهم يسافرون إلى مصر اسعار تذاكر ونترلاند الرياض واليونان لزيارة المعابد ورؤية الثقافة المحلية. وفي القرن الثاني الميلادي أنتج الجغرافي الإغريقي باوسانياس أول دليل سياحي لمساعدة الزائرين الرومان إلى بلاد الإغريق.

في العصور الوسطى
كانت التجارة وزيارة الأماكن المقدسة أهم أسباب السفر في العصور الوسطى لدى أهل أوروبا. فقد كان النصارى يسافرون إلى المراكز الدينية مثل روما وكانتربري في إنجلترا، وعلى امتداد الطرق بنيت النزل والاستراحا ت. وكانت للتذكارات أهمية خاصة حيث كان زوار الأماكن المقدسة يوثقون بها الأماكن التي قصدوها بحثًا عن الخلاص. وما زال العديد من الطرق التي سلكها زوار المقدسات والأماكن التي زاروها شواهد سياحية هامة حتى اليوم.

وفي أواخر القرون الوسطى سافر كثير من الأوروبيين بحثًا عن الترفيه أكثر من سفرهم لزيارة الأماكن المقدسة. وفي القرن السادس عشر أوضح باراسلسوس، أبوالطب الحديث، أن الينابيع الحارة مفيدة للصحة، مما دفع الكثيرين إلى السفر إلى المنتجعات المعدنية في ألمانيا والمجر والنمسا وإيطاليا.

الرحلة الكبرى
شهد عصر النهضة بداية ماعرف "بالرح لة الكبرى" في أوروبا حيث كان الشباب الأرستقراط يون يتنقلون عبر أوروبا للتعلم والتثقف. فقد كانت رؤية العالم الأوروبي مهمة جدًا وخاصة لدى الشباب الإنجليزي المتعلم، ولذلك ازداد الاهتمام برؤية المناظر باعتباره جزءًا لا ينفصم عن السياحة، فأولت الدول الكاتدرائي ات والكنائس والقصور وآثار روما القديمة عنايتها.

ومع ازدياد التركيز على التعليم، باعتباره من ضروريات تكوين الرجل المتكامل، شهد عصر النهضة أيضًا أولى موجات الانتقال إلى القارة الأوروبية، التي استمرت طوال القرن السابع عشر. وكان الطالب يبدأ رحلته الكبرى عادة عند سن السادسة عشرة، أي بعد التخرج من الجامعة مباشرة، حيث كانت رحلته تستغرق عادة ما بين عام وخمسة أعوام. وكان الطالب يصطحب معه في رحلته من أطلق عليهم حينئذ المرافقون، وكانت مهمتهم الاعتناء به في السفر. وكان الأثرياء منهم يصطحبون حاشية تضم الخدم والحرس والمحاسبين ومصوري دليل محلات الرياض بارك مول
المناظر وغيرهم. وقد أُدخلت الكمبيالات في الخدمة في القرن الثامن عشر، وكانت الكمبيالة خطابًا من مصرف يسمح للسائح بسحب مبلغ معين عندما يكون خارج وطنه. وهي توازي الشيكات السياحية في العصر الحديث.


القرن التاسع عشر
أدت الثورة الصناعية إلى تغيرات هامة في أنماط السفر وسلوك المسافرين. فقد أصبح بمقدور الطبقة الوسطى وطبقة العاملين التنقل بسهولة بفضل السكك الحديدية والسفن البخارية. وأدت هذه التطورات أيضًا إلى إنشاء المنتجعات السياحية الجماعية في المملكة المتحدة مثل ساوثند ومارجيت وبلاك***.

وقد أوجدت الحركة الرومانسية الإنجليزية التي قادها شعراء مثل وليم وردزورث مناخًا برز فيه الاهتمام بالمناظر الطبيعية، حيث عكست الكتب السياحية هذا الاتجاه في أوائل القرن التاسع عشر، وأصبحت مناطق مثل جبال أسكتلندا وجبال الألب السويسرية أهدافًا سياحية في أوروبا. وفي أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا أدى تطور السكك الحديدية مع ما واكبه من اهتمام بالمناظر الطبيعية إلى إنشاء أولى الحدائق القومية مثل متنزه يلوستون الوطني (ويومينج، الولايات المتحدة الأمريكية، 1872)، ومتنزه رويال الوطني (نيو ساوث ***ز، أستراليا 1879)، ومتنزه بانف الوطني (ألبرتا، كندا، 1885).


السياحة الجماعية الحديثة بدأت في 5 يوليو 1841 عندما غادرت أول رحلة بالقطار نظمها توماس كوك محطة السكك الحديدية في ليستر بإنجلترا. وقد أصبح كوك أول منظم رحلات حيث حصل على "أجر جماعي" مخفض قدره شلن واحد لكل شخص في رحلة نظمها من ليستر إلى لاوبرا. ومضى كوك في تنظيم رحلاته بالاشتراك مع الشركات التي كانت تسير خطوط السكك الحديدية في ذلك الوقت حيث كان ينظم رحلاته لتلاميذ المدارس. أما السفر بغرض الاستمتاع فقد جاء متأخرًا.

نظم جيمس كوك أول رحلة بغرض تجاري في عام 1845، وكانت من ليستر إلى ليفر*** و***ز الشمالية. وقد نظم الرحلات الأولى إلى أحداث رئيسية مثل المعرض الكبير في لندن في عام 1851م والمعرض العالمي في باريس في عام 1855م، كما نظم رحلة سير إلى جبال الألب السويسرية. وفي عام 1867م نظم أول رحلة إلى الولايات المتحدة.

في عام 1873م اخترع كوك أول ورقة تداولية، وكانت شكلا مبكرًا للشيكات السياحية الحديثة. وفي عام 1872م نظم أول رحلة حول العالم، حيث وردت تفاصيل الرحلة في جريدة التايمز. بدأت الرحلة من لندن، وعبرت المحيط الأطلسي إلى نيويورك، ومنها بالقطار إلى سان فرانسيسكو، ثم عبر المحيط الهادئ إلى اليابان، ومنها برًا إلى القاهرة حيث التحقت بسفريات كوك من القاهرة إلى لندن. بهذه الرحلة اكتسبت رحلات كوك شهرة كبيرة. وبحلول عام 1880م بلغ عدد وكالات توماس كوك السياحية 60 وكالة في أنحاء العالم المختلفة، وبلغ عدد الفنادق التي تتعامل مع شيكات كوك السياحية 500 فندق. انظر: كوك، توماس.

وعندما بدأ سياح الطبقة الوسطى يسافرون إلى أماكن كانت محتكرة للأثرياء من السياح طور هؤلاء الأثرياء أشكالاً سياحية أخرى أكثر ترفًا. وفي عام 1883م سير البلجيكي جورج ناجلماكرز قطار الشرق السريع، وكان أول قطار أوروبي بغرف نوم ومطعم. انتظمت رحلات قطار الشرق السريع في البداية من باريس إلى البحر الأسود ثم امتدت رحلاته فيما بعد إلى إسطن*** بتركيا. وقد توقفت الخدمات المتكاملة إلى إسطن*** في عام 1977م، ولكن الخدمات ما تزال باقية في أجزاء من الرحلة. كان قطار الشرق السريع مؤثثًا تأثيثًا راقيًا، وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأ تسيير السفن ذات التأثيث الفاخر، حيث وفرت السفن الأولى مستوى من الفخامة لم يكن متوفرًا في أفضل الفنادق.