التنشئة الاجتماعية وقيم المواطنة
** إن الطفل يولد وهو لا يستطيع الجلوس أو المشي فهو يقوم بحركات جسمية عشوائية ، كما لا يستطيع التحدث أو الاتصال مع الآخرين حيث يصدر عنه أصواتاً غير مفهومة ، باختصار يمكن القول بأن الطفل يولد غير مزود بأنماط السلوك التي تميزه كإنسان . ومن ثم نجد أنفسنا أمام أمرين همــا :
*1- أن الوليد لابد أن يتعلم طرقاً معينة تساعده علي البقاء والمحافظة علي حياته معتمداً علي نفسه ومحققاً إنسانيته .
*2- أن الوليد لابد وأن يتعلم طرقاً معينة تساعده علي البقاء والمحافظة علي حياته معتمداً علي نفسه ومحققاً إنسانيته .
- ولذا يمكن القول بأن التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يكتسب منها الطفل إنسانيته حيث تحوله من كائن بيولوجي إلي إنسان اجتماعي .
- كما يمكن القول بأن سلوك الإنسان عبارة عن محصلة للتفاعل بين رافدين أساسين وهما :
** الخصائص البيولوجية للفرد ، والبيئة الاجتماعية .
** بمعني أن الفرد لا يستطيع أن يحيا حياة اجتماعية سليمة بالاعتماد علي إمكاناته وخصائصه البيولوجية فقط إنما لابد أن يتعلم طرق وأساليب المعيشة والمشاركة في البيئة الاجتماعية والتي تتم من خلال عملية التنشئة الاجتماعية .
********** ********** ********** ********** ******
مفهوم التنشئة الاجتماعية
** لقد عرف علماء الاجتماع التنشئة الاجتماعية علي أنها :-
العملية التي تتم من خلالها نقل تراث المجتمع إلي أفراده والمشاركة في الحياة الاجتماعية .
س : كيف توصل علماء الاجتماع إلي هذه النتائج ؟
** لم يصل علماء الاجتماع إلي هذه النتائج بالاعتماد علي تصورات نظرية أو آراء شخصية . ولكن توصلوا إليها في ضوء ملاحظات علمية و دراسات ميدانية لأطفال وجدوا في ظرف حالت دون تنشئتهم اجتماعياً فبعضهم عاش في الغابة ( أطفال الغابة ) بين مجموعات الحيوانات وبعضهم حبسوا منعزلين في غرف مغلقة حيث لاحظ علماء الاجتماع أن هؤلاء الأطفال قد فشلوا في تنمية مهارات لغوية أو فكرية أو حركية أو غيرها من المهارات التي تميز المجتمع الإنساني وذلك نتيجة عزلتهم عن التفاعل الاجتماعي مع بني البشر .
** والتنشئة الاجتماعية عملية تصاحب الفرد في كل مراحل حياته ( أي أنها عملية مستمرة ) .
********** ********** ********** ********** ******
أهمية التنشئة الاجتماعية
1- تحول الفرد من كائن بيولوجي إلي مواطن يعرف حقوقه وواجباته ويحترم الآخرين سواء كانوا من مجتمعه أو مجتمعات أخري وسواء كانوا علي نفس الديانة أو ديانة أخري .
2- يعرف الإلتزامات والواجبات المرتبطة بالدور الأساسي الذي يمارسه في عمله .
3- يتعلم القواعد الأخلاقية المثالية وأهمية الإلتزام بها في السلوك .
4-يتعلم كيف يعيش في إطار نظام سياسي وما هي حقوقه وواجباته تجاه هذا النظام .
5- يتعلم أهمية المشاركة الاجتماعية والسياسية .
********** ********** ********** ********** ******
مؤسسات التنشئة الاجتماعية
** إذا كنا تحدثنا عن معني التنشئة الاجتماعية وأهميتها فلعلك تتساءل من يقوم بعملية التنشئة الاجتماعية .
** لما كان الفرد في أي مجتمع تكون له مجموعة من العلاقات والتفاعلات ( فهو أحد أعضاء أسرة وتلميذ في مدرسة ..... ( فإن من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية هي :-
** الأسرة - جماعات اللعب - المدرسة - جماعة الرفاق - النادي - جماعة العمل - وسائا الإعلام - دور العبادة .......... ) .
** ومن ثم يمكن القول أن التنشئة الاجتماعية هي محصلة لتأثير أقوي من مؤسسات أخري في مراحل معينة من عمر الإنسان - كما أن لكل مؤسسة من هذه المؤسسات طرقها وأساليبها في عملية التنشئة ولكن في داخل الإطار الثقافي العام في المجتمع .
********** ********** ********** ********** ******
دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية وأهميته
** للأسرة دور متميز وكانة خاصة في عملية التنشئة وترجع أهمية الأسرة إلي :-
1- الأسرة هي المؤسسة الأولي التي تستقبل الطفل وتوفر أولي فرص التفاعل الاجتماعي وتعتبر أول بيئة يتم فيها تكوين نماذج السلوك المرغوب اجتماعياً .
2- تتميز الأسرة بنوع من الارتباطات العاطفية بين أفرادها والتي لها تأثير في استجابة أفرادها لعناصر عملية التنشئة .
********** ********** ********** ********** ******
أساليب التنشئة الاجتماعية في الأسرة
1- الملاحظة والتقليد والمشاركة 2- القدوة 3- الثواب والعقاب 4- الإستجابة لتساؤلات الطفل 5- المواقف المربية
يبدأ الطفل بالملاحظة ، التقليد 1- فمن خلال ملاحظة الطفل سلوك الكبار وتقليدهم يتعلم كثيراً من أنماط السلوك ( الطفل يلاحظ أبيه وهو يصلي فيقلده )
2- عندما يكبر الطفل تتاح له فرص المشاركة في حياة الأسرة فيشارك في القيام ببعض الأعمال أو في الحوار فيتعلم من خلالها أنماط السلوك ومعاييره وأساليب التعبير عن المشاعر . فالسلوك الذي يقوم به كل من الأب والأم والكبار يعد نموذجاً يقتدي به الطفل ويتمثله في سلوكه وتصرفاته وذلك بإعتبار أبويه مثل عليا يجب أن تتبع . استخدام الثواب والعقاب له أهمية كبري حيث يساعد استخدامها في تنمية أنماط سلوكية معينة ومرغوب فيها وتثبيط أنماط أخري غير مرغوب فيها فعندما يسلك الطفل سلوكاً مستحسن فإنهم يسرون لذلك ويوجهون لهم أنواعاً من الثواب ( الشكر - الثناء ) مما يساعد علي تدعيم هذا السلوك والعكس يحدث في حالة العقاب .
فالطفل بطبيعته محب للإستطلاع ومن ثم فإنه يطرح علي الآباء عدة تساؤلات تدور حول الأشياء في البيئة المحيطة وتكون الأسرة هي مصدر المعلومات الأول للطفل ومن ثم يجب أن يؤخد موضوع تساؤلات الأطفال موضع الجد وأن تتيح الأسرة وقتاً كافياً للرد وتشجعهم علي التساؤل والتأمل .
فكثيراً ما يعتمد الآباء والأمهات في تصميم مواقف معينة لتوصيل معلومات أو غرس قيم واتجاهات وتكوين أنماط سلوكية معينة لدي أطفالهم فقد يهيئ الأب موقفاً معيناً لتعليم ابنه أهمية الصدق أو قيام الأم بتعليم ابنتها طريقة معينة لإعداد الطعام .
استمرارية عملية التنشئة الاجتماعية
س : هل عملية التنشئة عملية مستمرة ؟ أم خاصة بالصغار ؟
** عملية التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة طوال حياة الفرد وذلك لأن خلال مشوار حياتنا نمارس عددا من الأدوار الاجتماعية من مرحلة إلي أخري ( في الصغر أطفال داخل أسرة - ثم تلاميذ
في مدرسة - ثم مراهقين نتأثر بجماعة الرفاق - ثم طلاب في الجامعة - ثم أعضاء في جماعة عمل - ثم مجندين - ثم آباء وأمهات - ثم أعضاء نادي أو حزب - ثم كبار متقاعدين )
** وفي كل مرحلة من هذه المراحل نتعلم مطالب المرحلة وأساليب المعيشة من خلال ال**** مع مقتضياتها ومن خلال التفاعل والتعلم والثقافة نعدل من سوكنا وقيمنا ومعارفنا ونجددها ونطورها بإستمرار . فالفرد في عملية تنشئة مستمرة .
** كما أن عملية التنشئة الاجتماعية ليست طريقاً ذا اتجاه وإنما يكون موقف الفرد فيها متفاعلاً نشطاً يمكن له أن يأخذ ويطور ويضيف .
المفضلات